No Script

ولي رأي

في رثاء راشد المسبحي

تصغير
تكبير

عرفت اللواء المتقاعد راشد المسبحي - رحمه الله - من أيام الشباب الأولى، ورأيت فيه صفات حميدة متعددة، نادراً ما تجتمع في شخصٍ واحد، والعيب الوحيد في نظري روحه العسكرية والتنظيم الزائد، حتى أصبحت طريقه في الحياة وانضم للجيش الكويتي، وإن كان لكل صديق في حياتي صفحة أو أكثر فقد كان لراشد فصل كامل، فقد كان للرجل العديد من المزايا والصفات والمواهب، ورافقته في رحلات البر والبحر والحج والعمرة والسفر إلى بلدان عديدة.
وكان دائماً هو أمير الرحلة وقائد السيارة، فلم نضيّع الطريق يوماً أو نتأخر في المواعيد، فقد كان   يعرف المسافات بين الأماكن بدقة شديدة، وكان على كثرة أعماله قليل الكلام نادر الحديث عن وظيفته العسكرية، وفي أيام الغزو العراقي الغاشم عمل في المقاومة الشعبية وكان يوصل لنا الأموال وبعض الاحتياجات مصطحباً زوجته وأولاده زيادةً للحرص والتمويه على قوات العدو.
ولم أعرف بعمله هذا إلا بعد أن سمعت أن قوات الغزو الغاشم اعتقلت شقيقه الأكبر الفريق عبدالمحسن المسبحي، وعلى خشونته العسكرية وطبيعة عمله كان خفيف الدم كثير الابتسامة، تبادلت معه نوعاً من الشعر «الحلمنتيشي» الساخر و كلما زدت في هجائي ازداد ضحكاً ورد عليّ بأشد منه من دون أن يزعل أو يزعلني.


رحم الله أبا ثامر وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وزوجته وأبناءه الصبر والسلوان، فقد كان - طيب الله ثراه - كافاً عافاً صدوقاً كريماً يندر أمثاله هذه الأيام.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي