No Script

ارتياح كبير في لبنان لـ «عودة» السعودية وترقُّب لترجماتها على صعيد «التوازنات»

محادثات «ناجحة جداً» لعون في قطر

u0623u0645u064au0631 u0642u0637u0631 u0645u0633u062au0642u0628u0644u0627u064b u0639u0648u0646 u0641u064a u0627u0644u062fu0648u062du0629 u0623u0645u0633 (u062f u0628 u0627)
أمير قطر مستقبلاً عون في الدوحة أمس (د ب ا)
تصغير
تكبير
الحريري: زيارة عون للسعودية ناجحة بكل المعايير
انسحب الارتياح البالغ الذي تركتْه زيارة الرئيس اللبناني ميشال عون للسعودية على محطته التالية في قطر، حيث أجرى محادثات مع أميرها الشيخ تميم بن حمد بن خليفة عكستْ الايجابية التي تتعاطى بها كل من الرياض والدوحة مع المرحلة الجديدة التي دخلها لبنان منذ إنهاء الفراغ الرئاسي (استمرّ نحو 29 شهراً) في 31 اكتوبر الماضي ثم تشكيل الرئيس سعد الحريري حكومته.

وكما في السعودية كذلك في قطر، أحيط عون والوفد المرافق المؤلَّف من 8 وزراء بحفاوةٍ بالغة، لتخلص محادثات الدوحة الى اتفاق على إحياء اجتماعات اللجنة المشتركة العليا بين البلدين برئاسة رئيسيْ الحكومة على أن يتم التواصل لاحقاً لتحديد موعد الاجتماع، الى جانبِ إشارة قويّة الى قرب الإنهاء الرسمي لتحذير السفر الى لبنان عبّر عنها الشيخ تميم في معرض تأكيده «ان خيار انتخاب الرئيس عون هو أفضل خيار لأنه سيقود البلاد الى بر الامان»، وتنويهه «بما قامت وتقوم به الأجهزة اللبنانية للمحافظة على الاستقرار في لبنان»، اذ اعتبر «أن هذا الأمر شجّع الكثير من العائلات القطرية على زيارة لبنان في فترة الأعياد».


وفي موازاة البحث في العلاقات الثنائية وسبل تشجيع الاستثمارات القطرية وتفعيل التبادل التجاري وتسهيله وعودة الرعايا القطريين الى بيروت، حضر بقوّة ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى «داعش» منذ اغسطس 2014 والمطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابرهيم والصحافي سمير كساب، حيث تمنى عون ان تواصل قطر جهودها للمساعدة في معرفة مصيرهم، لا سيما أنه كانت لها مساهمة فاعلة في الافراج عن مخطوفين سابقين، فكان وعد من الامير «بمواصلة الجهود في هذا المجال، رغم دقة الموضوع وحساسيته».

وبإنهاء عون مساء أمس جولته على كلٍّ من السعودية وقطر، على أن تشكّل الأردن المحطة التالية على أجندة إطلالاته الخارجية القريبة، تكون بيروت نجحت في قلْب صفحة التوتّر مع هذين البلديْن وسائر دول الخليج العربي والتي بلغتْ أوجها في فبراير 2016 مع إعلان الرياض «مراجعة شاملة» للعلاقات مع لبنان وتعليق العمل بهبتيْ 4 مليارات دولار، منها 3 مليارات لتسليح الجيش من فرنسا، قبل ان تمنع غالبية دول مجلس التعاون الخليجي رعاياها من السفر الى لبنان ويتم تصنيف «حزب الله» من المجلس على لائحة المنظمات الارهابية لأدواره في عدد من بلدان الخليج و«ممارساته التي تشكل تهديداً للأمن القومي العربي».

واذا كانت زيارة قطر تمّت مقاربتها من زاوية سياسية وديبلوماسية كامتداد لمساعي إعادة تأكيد روابط لبنان مع عمقه العربي بعد مرحلةِ «فقدانه البوصلة» على هذا الصعيد،وانحرافه نحو محور ايران في سياسته الخارجية لا سيما يوم خرج عن التضامن العربي مع السعودية،بعد الاعتداء على سفارتها في طهران، فإن محطة عون في الرياض جرت قراءتها من زاوية دلالاتها وتداعياتها على التوازنات في الواقع السياسي اللبناني ببُعديْها المحلي والخارجي.

وبحسب اوساط سياسية مطلعة في بيروت، فإن عودة السعودية من الباب العريض الى لبنان، أولاً عبر رجوع الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة ثم من خلال ما عبّر عنه استقبالها الكبير لرئيس الجمهورية الذي خصّها بأول زيارة خارجية له، تعني بشكل واضح انتهاء مرحلة «فقدان التوازن» في المظّلة الاقليمية التي كانت تحوط بالوضع اللبناني والتي بدت معها ايران «اللاعب الوحيد» بفعل «وهج» الانفلاش العسكري لـ «حزب الله» في أكثر من ساحة مشتعلة، لا سيما سورية، وانكفاء الرياض عن لبنان، وهو الأمر الذي يتعيّن رصْد ترجماته في المرحلة المقبلة،خصوصاً حين يبدأ تنفيذ الوعود التي تلقّاها عون في المملكة سواء على خط عودة الرعايا السعوديين او رفْع التمثيل الديبلوماسي الى مستوى سفير، كما معاودة تحريك هبة المليارات الثلاث.

وفي حين حصل التباس في ما خص رفْع السعودية قرار تجميد العمل بالهبة لتسليح الجيش اللبناني بفعل ما نُقل عن أحد أعضاء الوفد اللبناني في هذا الشأن، فإن المعلومات المتقاطعة تشير الى ان عون أثار في خلوته مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الاستمرار بدعم الجيش لمواجهة الاٍرهاب والتحديات الأمنية الاخرى، بما في ذلك موضوع الهبة المجمّدة، فوعد العاهل السعودي بمتابعته مع الوزراء المختصين لمعالجته، قبل ان يعلن الرئيس اللبناني في حديث صحافي ان موضوع المساعدات للجيش اللبناني «يُبحث بين وزيري الدفاع في البلدين»، ويشير وزير الإعلام ملحم رياشي الى «ان الأمور تذهب بالاتجاه الصحيح فيما خص مصير الهبة السعودية».

ووسط تشكيك في وسائل إعلام لبنانية محسوبة على فريق «8 آذار» بنتائج زيارة السعودية واعتبار أوساط من «14 آذار» ان التركيز على موضوع الهبة العسكرية فقط هو محاولة لـ «التشويش» على الزيارة «التاريخية»، لفت إعلان عون امام الجالية اللبنانية في السعودية أن «الأيام الآتية ستثبت عودة العلاقات الى صفائها ووضوحها مع المملكة»، مؤكداً في إطلالة تلفزيونية «ان الدولة اللبنانية ليست مع أي سلاح يُستخدم في الداخل، وموضحاً أنه«لا يوجد دور للمقاومة في الداخل اللبناني، لأن هذا الدور أصبح جزءاً من أزمة الشرق الأوسط التي يدخل فيها الأميركيون والروس والإيرانيون».

وبعد زيارته الحافلة للرياض، انتقل عون امس، الى الدوحة حيث عُقد لقاء ثنائي بينه وبين أمير قطر واجتماع موسع بحضور الوفد اللبناني ونظرائه القطرييين استهلّه الشيخ تميم بتأكيد ان«لبنان دخل مرحلة جديدة بعد الانتخابات الرئاسية»، معرباً عن سعادته بزيارة عون«نظراً للعلاقات القوية جداً التي تجمع بين البلدين»، ومبدياً«استعداد بلاده للمساهمة في مشاريع التنمية في لبنان»، ولافتاً الى تشجيع المستثمرين القطريين على الاستثمار فيه.

ورد عون شاكراً الامير تميم على حفاوة الاستقبال، ومثمناً عالياً العلاقة الثنائية بين البلدين. واذ دعا امير قطر لزيارة لبنان، لفت الى ان الوضع فيه«تجاوز مرحلة الخطر بعد اتفاق جميع اللبنانيين على البحث في المسائل الاساسية بروح من الحوار والايجابية». ثم تناول البحث الاوضاع الاقليمية والوضع في سورية و«أهمية الوصول الى حل سياسي يعيد الاستقرار الى هذا البلد ويضع حداً لمعاناة النازحين السوريين».

ووصف الحريري زيارة رئيس الجمهورية للسعودية بأنها «تاريخية وناجحة بكل المعايير»، منوّها بالعلاقة التي تربط بين لبنان والمملكة.كما رأى ان زيارة الرئيس عون لكل من السعودية وقطر «خطوة مهمة لترميم العلاقات وإزلة الالتباسات»، مشيراً الى ان كلامه من الرياض «يعبّر بصدق عن جميع اللبنانيين وعن موقف الدولة تجاه الأشقاء العرب».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي