No Script

حوار / سعيد بإدراج مسرحيته «العائلة الحزينة» ضمن المنهج الدراسي لجامعة الإسكندرية

عبدالعزيز صفر لـ «الراي»: أعمل في صمت... ولستُ شغوفاً بالأضواء

u0639u0628u062fu0627u0644u0639u0632u064au0632 u0635u0641u0631
عبدالعزيز صفر
تصغير
تكبير
أحب العمل المعقد والصعب الذي يعكسني ومن معي... والإخراج بـ «سلق بيض» مرفوض

العلي الأقرب إليّ... وهو والعلوي و«فروغي» بمنزلة بيتي وأهلي

لا أرغب في الظهور في كل مناسبة وكذلك في الإعلام... وأترك عملي يتحدث عني
ليس شغوفاً بالأضواء، بل إنه يفضل العمل في صمت، ويترك أعماله تتحدث عنه!

إنه المخرج المتميز عبدالعزيز صفر، الذي يقول عن نفسه إنه لا يجد في نفسه الرغبة في الظهور عند كل مناسبة أو حتى في وسائل الإعلام، معرباً عن اعتقاده أن الشهرة السريعة لا تفيده بشيء!


«الراي» تحاورت مع صفر، الذي أدرجت جامعة الإسكندرية المصرية العريقة مسرحيته «العائلة الحزينة» في مناهجها، معبراً عن اعتزازه بهذا الأمر، متحدثاً عن جديده المسرحي، متطرقاً إلى عدد من القضايا الشخصية والفنية، فكيف يختار أعماله؟ وما معيار اختياره لمن يتعاونون معه؟ وإلى أي ضفتي المسرح ينحاز: المسرح الأكاديمي والمسرح الجماهيري؟ وما علاقته الفنية بالجمهور؟

هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها المخرج الفنان عبدالعزيز صفر، أما التفاصيل فتأتي في هذه السطور:

• أخيراً عدتَ من مصر بعدما أدرجوا مسرحيتك الأكاديمية «العائلة الحزينة» ضمن منهج دراسي في مواد جامعة الإسكندرية؟

- الحقيقة أن هذه المسرحية شاهدها الدكتور جمال ياقوت، وهو رئيس قسم التمثيل والإخراج في جامعة الإسكندرية، وكلمني عن إعجابه بالمسرحية، وأشاد بما فيها من جديد في مجالات الإعداد والأداء وأسلوب الإخراج، وغير ذلك من العناصر المسرحية... وطلب مني تدريس هذه المسرحية على أن تكون مدرجةً ضمن منهجي السنتين الثانية والثالثة في الجامعة، وبعدها اتصل وطلب مني أن ألقي محاضرة في مصر... وبالفعل سافرت يومين وألقيت المحاضرة... وكرموني بدرع من قبل جامعة الإسكندرية... وهذا شيء يسعدني فعلاً، ويدفعني إلى أن أكون حريصاً على ما سأقدمه... وعلى التدقيق في الاختيارات والأدوات التي سأعمل على الاستعانة بها في عروضي في الفترات الآتية.

• فلنتحدث عن التمثيل والإخراج. جربتَ الاثنين، لكنك تقيدتَ بالبقاء في مربع الإخراج، فلماذا؟

- لأنني وجدت نفسي في الإخراج أكثر.. برغم أنني أحببت التمثيل.

• وأين تضع نفسك من ضفتي الإخراج للمسرح الأكاديمي والإخراج لمسرح الجمهور؟

- أنا أنحاز إلى الجمهور أكثر، ولذلك تجدني أقف في ضفة المسرح الجماهيري... ففي هذا النوع من المسرح تعرف كيف تكون تركيبة العمل، ولا بد أن ترضي جميع الفئات والمستويات، حيث يأتي إليك المواطن العادي والطبيب وأستاذ الجامعة، وتتنوع طباع المتفرجين بين العصبي والحليم، والحكيم والبسيط... لذا يجب أن تصنع عملاً فنياً جيداً وممتعاً، وفي الوقت ذاته يُرضي كل هؤلاء من خلال الإخراج.. وأحب أن أطرح قضايا المجتمع والشارع، وأسلط الضوء على ما يدور من أحداث في مختلف المجالات.

• ولكن أليس هذا أمراً صعباً؟

- نعم، هو أمر صعب بالتأكيد... فأنت مطالب باختيار نص من نوع خاص، ويجب أن تدرك كيف تختار فريق العمل المناسب، وتركيبة الحوار التي يفهمها الجميع من دون أن تسقط في فخ التبسيط المخلّ أو الركاكة السطحية، وأنت أيضاً مطالب بتسليط الضوء على عناصر الفرجة، للكل هذه الأمور أحب العمل الصعب والمعقد.

• لكن هناك مخرجون يزاولون طريقة «سلق البيض» خلال إخراجه.. وكأنه لا يبحث إلا عن مجرد الظهور فقط... فما تعليقك؟

- لا أؤمن بهذا النوع من الإخراج... لأن العمل الذي أعشقه هو المعقد والمركب والصعب، الذي يعكسني أنا ومن معي، ويُظهر قدراتنا، ولستُ على استعداد لأن أخرب جهدي أنا ومن معي.. وسلق البيض في الإخراج لدي ممنوع ومرفوض.

• أنت َعدتَ أخيرا مع الفنان طارق العلي من خلال «ولد بطنها»؟

- عملي مع طارق العلي وعيسى العلوي وشركة «فروغي» ليس مجرد عمل فقط، بل إن هؤلاء بمنزلة بيتي وأهلي، ولا أنسى جهود كل من العلي والعلوي. والفنان طارق العلي دائماً يعرض علي العمل معه، وهو الأقرب إليّ سواء في طريقته بالمسرح وارتجاله، وللأمانة ومن دون مجاملات توفقت معهم، ومع من معي من الفنانين بينهم عبدالرحمن العقل وميس قمر وخالد مظفر.

• هذا العمل اعتمدت فيه على وجود مساعدة مخرج معك، وهي مناير الفهد.. فما انطباعك عنها؟

- إنها جادة جداً في عملها، وأنا أختارها لأني أريد من يفهمني ويساعدني.. ولا أكتمك الحق أنا أعتبرها جيشاً بأكمله من المعاونين، سواء في غيابي أو حضوري.

• قدمت مع الفنانة هدى حسين «غدير راعية الجمال» داخل وخارج الكويت، فماذا عنها؟

- العمل مع هدى حسين كان مكسباً لي.. وقد تكون أعطتني الفرصة أكثر من إعطائي لها، فهي قدَّرتني، وبالفعل عرضنا هذا العمل في الكويت، وكذلك في «الشارقة».

• كيف رأيت الموقف الذي أنقذته، حين كنتم في «الشارقة»، ولعبت دور الجد مكان أحد ممثلي المسرحية؟

- صحيح.. قدمت دور الجد في عروض «الشارقة»، وأعتبره إنقاذاً لموقف، خصوصاً أن التمثيل ليس بغريب عليَّ.

• برغم مسيرتك الفنية الحافلة بالفن.. وحصدك جوائز أكاديمية، وعرضك كثيراً من الأعمال خارج الكويت.. لكنك إلى الآن بعيد عن الشهرة الكبيرة، وكأنك مختفٍ عن الأنظار والأضواء؟

- الحقيقة أنني لا أجد داعياً لوجودي في كل مكان، وفي كل حدث فني، بل أفضل العمل في صمت.. وأترك عملي وجهدي يتحدثان عني، ولا أملك الرغبة في الظهور من دون مبرر على صفحات الصحف ووسائل الإعلام عموماً، والدليل إنني حين يكون لدي شيء جديد أريد قوله، أصرح به عبر «الراي».. وأقول بصراحة: إنني لستُ شغوفاً بالأضواء، والشهرة السريعة لا تفيدني، ولا تعطيني أي شيء.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي