No Script

وجع الحروف

وزير التربية وتكريم المعلم أحمد...!

تصغير
تكبير

كان يوم الخميس الماضي 15 مارس 2018 موعداً لرسم الابتسامة وتحويل موقف من حزن إلى سعادة، وذلك أثناء حفل المتفوقين في إحدى مدارس منطقة الأحمدي التعليمية.
لا أكتب عنه لسبب شخصي، لكن ابني كان يقول لي «يبا هذا المدرس غير... يخلينا غصب نركز معاه وندرس ونفهم ودائما يضحك معنا». وابني غادر المدرسة وبقي المدرس حفظه الله ورعاه.
في حفل المتفوقين قرابة العاشرة صباحا? جاء طالب إلى الأستاذ أحمد ليخبره بإن هناك طالبا متفوقا يرفض الخروج للتكريم، وعلى الفور ومن حس أخلاقي مرتفع، ذهب المعلم إلى الطالب ليسأله عن السبب فرد الطالب: «أستاذ غترتي معفسة... تكفا جيب الدرع حقي ما أبي أروح». وحاول معه المعلم ورفض، وعندها قام المعلم برفع غترته وعقاله من على رأسه. وهنا طأطأ الطالب رأسه والدمعة تسقط من عينه مما دفع بالمعلم إلى رفع رأسه وضبط «النسفة» وهو يبث عبارات محفزة وتشجيعية تشعل الحماس في معنوياته المنهزمة ليثبت له انه مجد ومتفوق ويستحق أن يلبس غترة معلمه ويذهب للتكريم ليسعد معلمه.


ذهب الطالب بخطى ثابتة مرفوع الرأس إلى منصة التكريم بينما جلس المعلم على الأرض كي لا ينتبه له أحد من الطلبة والحضور... وعندما عاد بالدرع كانت ابتسامته وسعادته تفوق أي تعبير يمكننا تخيله.
هذا المعلم جسد روح المعلم الصالح التي قلما نجدها متوافرة في بقية المعلمين وإن كان غالبيتهم لا يلبس «غترة وعقال»، وهو تجسيد لواجبات المعلم التي ذكرها موقع وزارة التربية (وعيه بقيمة الرسالة المكلف بها تجاه المجتمع? وبشاشة الوجه).
فما جزاء هذا المعلم نظير موقف استثنائي ترفع له القبعة؟
هل تم تكريمه؟ هل تم فهم الدرس من ذلك الموقف من قبل إدارة المدرسة لمعرفة احتياجات الطلبة الفعلية؟
إن الغالبية من المعلمين ومديري المدارس يعتقدون ان «الوجه العبوس» و«الشدة» وغياب التواصل مع الأسرة حول تحصيل الطالب ومعالجة نقاط الضعف التي يواجهها بعض الطلبة قد تكون نافعة لرفع مستوى التعليم والتربية.
الأغرب انك لو زرت تلك المدرسة لوجدت غرفة الأخصائي الاجتماعي معزولة عن الطلبة بسياج كيربي تشعر بالصدمة لحظة وقوع نظرك عليه... فأين دور الاخصائي الاجتماعي؟
الزبدة:
المعلم هو الأستاذ الشاب أحمد العازمي الذي سطر أروع صور التعامل مع الطلبة وتحويل دمعة طالب متفوق إلى ابتسامة جميلة وهو عائد بدرع التكريم.
قد تكون غترة الطالب «المعفوسة» كادت أن تحرم طالبا متفوقا من الاحتفال بيوم تكريمه، وهي مسؤولية اجتماعية في غاية الأهمية والحساسية. لكن السؤال المطروح هو: كم غترة معفوسة غير مرئية لم يستطع لا المدير ولا المديرون المساعدون ولا المعلمون كشفها؟ وبعضها أجبر الطلبة على مغادرة المدرسة !
إننا هنا نطرح الموقف لعناية وزير التربية ووكيل التعليم العام ومدير المنطقة التعليمية ليفهم أحد الأسباب التي من شأنها رفع معنويات الطلبة وبالتالي التكريم بات واجبا كي تنقل الرسالة وكي تتم إزالة جدار «الكيربي».
إننا نمر في منعطف خطير بالعملية الإصلاحية للتعليم العام وتستدعي الضرورة فهم الواجبات والحقوق ومن ثم الخروج بنظام تعليمي ومعلمين على قدر من المسؤولية وإدارة تتستوعب أهمية دور الاخصائي الاجتماعي في التواصل مع أولياء الأمور والطلبة... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي