No Script

أصبوحة

الفاسدون فوق القانون!

تصغير
تكبير

بحّت الحناجر من الحديث عن الفساد، ولكن لا حياة لمن تنادي، رغم أن الفساد لا يجري بالسر، بل يحدث يومياً «عيني عينك» في معظم مفاصل الدولة... وتلك مصيبة، فنحن لا نرى أفقاً لمواجهة الفساد وتنظيف الدولة والمحافظة على ثروتها وأموالها وأخلاقها.
فما أعلن عنه أخيراً من تحويل بعض قضايا الفساد على النيابة، وقرارات الإيقاف عن العمل، هو أمر جيد، لكنه لا يعدو نقطة من بحر، كما أن الاتهام والشبهات طالت الصغار، بينما كبار الحيتان والذين يديرون العمل، يعيشون بأمان من الملاحقة والمحاسبة.
والسكوت عن هذا السرطان المستشري في جسد المجتمع والمؤسسات الحكومية، جعل الفساد هو الأصل بينما النزاهة والإخلاص هما الاستثناء، فمن تزوير الجناسي إلى الرشوة والتنفيع في المناقصات، إلى الغش التجاري والتعيينات والغش في الأدوات الطبية والسرقات الكبيرة وغيرها الكثير.


وأخيراً، أعلنت وزارة الصحة عن تدقيقها ومراجعتها لقائمة من العيادات الطبية، التي تعمل من دون ترخيص وهو أمر في غاية الخطورة، سواء في الجوانب الطبية أو النفسية، وتلك القوائم الطويلة من العيادات، تعمل منذ سنوات وتحت سمع وبصر الوزارة، مما يعني أن هناك فساداً في بعض الإدارات والمسؤولين عن منح تلك التراخيص، بل هناك من يتاجر من بيته من دون رقابة من وزارة الصحة ومن دون ترخيص لممارسة هذا النوع من وزارة التجارة، سواء في مجال الأغذية أو الرقية من الجن والسحر والعين، وهي الأكثر انتشاراً لأنها تستند إلى الدين، وكأن ذلك يكفي لترخيصها، وقد عانينا نحن الذين نعمل في مجال العلاج النفسي، من مضاعفات نفسية وبدنية للمراجعين الذين تلقوا مثل هذه العلاجات.
هناك استغلال للثقافة والتعليم والصحة في التجارة والربح، حتى أصبحت حياة المواطنين غير آمنة، ومع قمع الحريات وعدم الجدية في مواجهة الفساد، سنغدو مجتمعاً فاسداً ليس استناداً إلى مؤشرات الفساد العالمية فقط، ولكن بنظر الشعوب الأخرى.

osbohatw@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي