No Script

حروف مبعثرة

التلفزيون... رفاهية مطلقة

No Image
تصغير
تكبير

محطة مشوّشة تحتاج لتحريك «الأنتينا» قليلاً. يميناً، يساراً... التقطت الصورة!
أصبح باستطاعتي الآن أن أشاهد صورة واضحة لماجد من دون نقاط متناثرة على طول الشاشة! قررت أن التقليدي أصبح غير نافع ويجب أن أطلب من والدي اقتناء الإلكتروني وتركيب «الأنتينا» الخارجي أسوة ببعض الأصدقاء.
أردت رؤية من تسبب باحمرار خدودي من الإعجاب للمرة الأولى في حياتي من دون أن أفقد صورة على شاشة بسبب سوء إرسال! هل هناك أجمل من وجه دايسكي في تلك الفترة... اسمحوا لي لم أجد!


كنت متيّمة بـ«غريندايزر» وأردد أغنية المقدمة ومقتنعة بأنني أجيدها أفضل من سامي كلارك. حتى إنني في وقت من الأوقات، شعرت بالغيرة من هيكارو.
في تلك الأيام، كان جهاز التلفزيون و«الأنتينا» يسيطران على يومياتنا، وكان البث وقتها لساعات يومية فقط وخارج نطاق البث. كانت هناك السطور الملونة بلون قوس قزح تغطي الشاشة أو نقاط تشبه الكهرومغناطيسية يرافقها صوت تردد لحرف «ش» مزعج.
لم أدّع يوماً أنني لا أنتمي إلى ذلك الجيل، بالرغم من صور استهلكت فيها التكنولوجيا... استهلاك متبادل بيني وبينها!
ردمت هوة الماضي والحاضر لأواكب اهتمامات أبنائي.
دعوتهم يوماً لمشاهدة مسلسل قديم، وإذا بي أتفاجأ بأن عينهم لا تحبذ صوراً ألفناها نحن، بل تبحث عن الألوان الواضحة الصاخبة المحددة! عين ولدت من رحم التكنولوجيا المتطورة!
سألت أصدقائي عن أطفالهم لأعرف اهتماماتهم، لأن بيتي خلا من مرحلة الطفولة!
أطفال اليوم لم تعد محطات التلفزيون العادية تعنيهم. ظاهرة لا أنكر أن بدايتها انطلقت بعمر أبنائي، لكنها تطورت وتحددت اليوم فقط بمحطات تتطلب اشتراكاً.
أبناؤنا اليوم لا يشاهدون محطاتنا! واقع يجب أن نعترف به!
حتى «ديزني» وبثها لبرامجها على «نتفلكس» سيتوقف، وانفصلت لتنشئ «ديزني بلاس» يبدأ بثها في أواخر هذا العام، وهي بصدد إنتاج مسلسلات جديدة تبث فقط على «ديزني بلاس» مثل سلسلة جديدة لـ«ستار وورز» أو «حرب النجوم»، أعلنت عنها في الثامن من نوفمبر الماضي.
سعر الاشتراك لم يحدد بعد، ولكنه سيخرج من جيوبنا كسائر اشتراكات المحطات وقنوات البث الأخرى.
لم تعد مشاهدة البرامج أو المحطات مجانية في معظم الأحيان، بل أصبحت تتطلب اشتراكات متعددة! قد يكون أمراً إيجابياً يضيف زخماً على الإنتاج التلفزيوني، فيحسن نوعيته ويُخرجه من أزمة اقتصادية تطاله وتهدد بالقضاء عليه.
هوة كبيرة بين «أنتينا» متحرك وبين بث «نتفلكس»، «برايم»، «ديزني»... إلخ. هوة ردمها اشتراك أنقذ عالم التلفزيون وحصر الهوة لتبقى في عمق جيوبنا!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي