موضة خلع الحجاب!

نظّمت صفية زغلول، زوجة الزعيم المصري الشهير سعد زغلول مسيرة للنساء المصريات خلال ثورة 1919 ضد الإنكليز، وسارت بهن من أجل الاحتجاج على الاستعمار البريطاني لمصر، وعندما وصلت النساء إلى الإسكندرية قمن بخلع حجابهن ونددن بالحجاب، وقد علّق الأستاذ محمد قطب على ذلك الحدث بما معناه: «إذا كانت تلك النساء قد تظاهرن ضد الاستعمار الإنكليزي وخاطرن بحياتهن، فما الذي يدعوهن إلى خلع الحجاب بعدها، وهل الإنكليز هم من فرضوا عليهن الحجاب؟».
لقد استمرت موجة خلع الحجاب في مصر إلى يومنا هذا، وشاهدنا بعد أحداث الربيع العربي كيف خرج العديد من المسيرات التي تدعو إلى نزع الحجاب وتوزع الشتائم على الإسلاميين وعلى جماعة الإخوان المسلمين وكأنما هم من فرضوا الحجاب على المرأة!
ولقد سار الإيرانيون على الموجة نفسها قبل أسابيع، حيث خرجت مجموعة من النساء الإيرانيات إلى الشوارع وخلعن حجابهن وسط موجة الاضطرابات في إيران والاحتجاج على غلاء المعيشة!

بالطبع، فإن إيران تختلف عن مصر بأن ثورتها الخمينية هي من فرضت الحجاب على النساء العام 1979 وعاقبت المخالفين بالرغم من التساهل الكبير من قوى الأمن في مسألة لبس الحجاب. ولكن السؤال هو عن السبب في توقيت نزع الحجاب مع الاحتجاجات الإيرانية على تدهور مستوى المعيشة والفقر!
أما في تونس، فقد نظّم الرئيس السابق بورقيبة احتفالية نسائية ثم قام بنزع حجاب إحدى النساء إيذاناً بانتهاء عهد الحجاب، وسعت حركات تحرير المرأة في تونس إلى نزع حجاب المسلمات، ولكن تلك الحركة قد باءت بالفشل، حيث ازدادت أعداد النساء المحجبات وتسابقن على ارتداء الحجاب والتمسك بالفضيلة، وعليه فإن حركة نزع حجاب المرأة في العالم الإسلامي لم تؤثر إلا في قلة قليلة من النساء وسط ظروف مشبوهة، لأن الحجاب هو رمز المرأة المسلمة وتراه مرتبطاً بدينها وعفتها وطهارتها، وحركات نزع الحجاب التي ارتبطت قديماً بدوافع استعمارية وإملاءات خارجية لم تستطع التأثير في نساء المسلمين إلا كما يؤثر المخيط في البحر إذا أُدخل فيه!
إن ما نخاف منه حقاً على نسائنا هو هذا التشويه المتعمد للحجاب الإسلامي بتلك الموديلات الغربية التي خرجت علينا في هذه الأيام تحت مسمى الحجاب الإسلامي، والتي تسابق أحدث الموديلات الغربية وتزيد من إغراء المرأة.
لا شك أن ذلك التسابق المحموم على الموضة والجمال تحت مسمى تطوير الحجاب يتنافى تماماً مع أهداف الحجاب ويطمس صورة المرأة المسلمة المحافظة.