No Script

حوار / خبير الهندسة الصناعية دخله الشهري لا يغطي مصروفاته... فيلجأ أحياناً لما ادخره للزمان

عيسى المزيدي لـ«الراي»: غلطة عمري... العمل في القطاع العام

تصغير
تكبير
لا أحد ينافسني في طبخ المشخول والبرياني والمقلوبة

طفولتي بسيطة بلا وسائل رفاهية ومنازلنا كانت من دون مراوح

اكتسبت من والدي وجدي الهدوء والجدية في كل أمور حياتي

رحلتي للدراسة في أميركا كانت شاقة تضمنت 5 محطات قبل الإبحار إلى نيويورك

تقلّبت في الدراسة من اللغة الإنكليزية إلى الطيران حتى استقريت على الهندسة الصناعية

أثناء عملي الحكومي كنت أداوم قبل الوقت وأنتظر عند الباب حتى أعطوني المفتاح

أنا ضد تعدد الزوجات بشكل مطلق فطبيعة الحياة الآن تغيرت

كنت من العشرة الأوائل طيلة المراحل الدراسية وكنا نختبئ خوفاً إذا رأينا المدرس

لا أدخن إلا إذا أغراني أحدهم بالسيجار الكوبي

أم كلثوم مطربتي المفضلة أما الآن فمذياع السيارة مثبت على الأخبار
في لقاء غير تقليدي لا يخلو من الصراحة تحدث وزير النفط الأسبق عيسى المزيدي لـ«الراي» عن مراحل حياته الثرية وذكريات طفولته وسفره للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية،ومن ثم العودة للكويت ليتدرج في المناصب الحكومية حتى تقلد حقيبة النفط.

المزيدي أكد في حواره أنه أخطأ خطأ عمره الكبير في العمل الحكومي وعدم التفرغ للعمل الخاص، رافضا بشدة تعدد الزوجات، لافتاً إلى ان «الجدية التي يتسم بها مردها الجينات التي نمت مع سفره لأميركا». وكشف النقاب خلال حديثه عن ان «مدخوله الشهري يغطي بالكاد مصروفاته وأحياناً ما يلجأ لما قام بادخاره خلال السنوات الماضية». وأفصح المزيدي عن قدراته المميزة في عالم الطبخ إذ يعتبر ان أحداً ليس بإمكانه منافسته في طبخ العيش المشخول والبرياني والمقلوبة.


? هل من لمحة عن حياتك في مرحلة الطفولة؟

ولدت عام 1942 في حي القبلة بمدينة الكويت وتحديداً في منطقة سكة النفيسي، وبعدها بقرابة ست سنوات انتقلنا لحي الوسط ( قرب سوق البورصة الآن) الذي يسكنه جميع أفراد عائلة المزيدي، وهناك مسجد عمره أكثر من 200 عام يسمى مسجد المزيدي بجانب البورصة.

طفولتنا كانت بسيطة، ولم تتوفر لنا وسائل الرفاهية كما هي الحال الآن، ومنازلنا أيضاً كانت بسيطة من دون أجهزة تكييف ولا حتى (مراوح)، ومعظمها مبني من الطين أو صخر البحر أو مزيج بين هذا وذاك. ولم يكن بأيدينا ما هو متوفر بين أيدي أحفادنا الآن.

في فترة الأربعينيات لم يكن هناك سوى ثلاث أو أربع مدارس، إحداها كانت تسمى الروضة في منطقة القبلة، وكان ناظرها عقاب الخطيب والتحقت بها وعمري كان خمس سنوات ومكثت بها فترة، حيث كان معظم المدرسين من الكويتيين وأذكر منهم الملا سعود الصقر.

بعد انتقالنا إلى حي الوسط التحقت بمدرسة جديدة تسمى الصباح تقع في شارع دسمان، وأنهيت فيها مرحلة الابتدائية، وكان ناظرنا الوزير الأسبق حمد الرجيب، وكان من بين مدرسينا في هذه المدرسة محمد أحمد الجسار والمرحوم أيوب حسين، وعبداللطيف الخميس وعبدالله الجاسم. انتقلت بعدها لمدرسة الصديق المتوسطة والتي أصبحت فيما بعد مقر وزارة الداخلية، وبعدها التحقت بثانوية الشويخ التي كانت المدرسة الثانوية الوحيدة في الكويت، وكانت تتمتع بميزة فريدة حيث كان بها القسم الداخلي ويذهب الطلاب الملتحقون بهذا القسم الداخلي لزيارة أهلهم مرة في الأسبوع، وبعد اتمام الدراسة الثانوية سافرت للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية.

? هل كنت من الأطفال الحركيين أم الخجولين؟

كنت هادئا وجادا في كل ما أقوم به، وهذا الطبع اكتسبته من الوالدين رحمهما الله، وكنا نحترم مدرسينا بل ونخاف منهم إذا شاهدناهم خارج المدرسة فنقوم بالاختباء حتى لا يرونا، وهم في المقابل كانوا جادين ومخلصين في عملهم. الآن ربما تحدث المشاجرات بفعل تنوع وسائل الترفيه التي يستخدمها الطلبة فوسيلتنا الترفيهية الوحيدة كانت ما يعرف بالدوامة، وهي عبارة عن قطعة خشب مربوطة بخيط ونقوم بتدويرها على الأرض، ولم يكن هناك أجهزة الكترونية أو غيرها.

? هل كان والدك يستخدم الضرب كوسيلة للعقاب؟

لم يكن أبي يستخدم وسائل الضرب، وكان دائم النصح لنا ولا أذكر يوماً انه أهانني أو ضربني، بل كان يقدم النصح لي كي التزم الصراحة والجدية والاستقامة في التعامل مع الجميع، ولذلك كنت من الأوائل في جميع المراحل التي درستها حيث حافظت على ترتيبي في العشر الأوائل طيلة مراحل الدراسة.

? متى ذهبت للبعثة الدراسية؟

في عام 1963، وكنا قرابة 50 طالباً من الكويت وذهبنا بعد رحلة سفر طويلة بالطائرة من الكويت لبيروت، ومنها إلى ميونخ ثم إلى فرانكفورت ومن ثم هبطنا في لندن، وبعد البقاء في لندن ثلاثة أيام ركبنا باخرة تسمى البحار السبعة لنقلنا إلى مدينة نيويورك، وأرسل لنا مكتب الطلبة في نيويورك ثلاثة من المختصين إلى لندن لمصاحبتنا على متن الباخرة بهدف اعطائنا بعض الإرشادات وتعريفنا بالمجتمع الأميركي وعاداته وتقاليده.

? ماذا درست في هذه
البعثة ؟

درست في البداية اللغة الإنكليزية، وسبق ذلك ان مكثت مع عائلة أميركية قرابة شهر ضمن برنامج كان معدا سلفاً، وتعلمت منهم الكثير وهم كذلك تعلموا الكثير لأنهم كانوا يودون التعلم من المجتمع العربي وخاصة المجتمع الكويتي، وحينها كان قليل من الأميركيين قد سمعوا بالكويت. بعد ذلك التحقت بمدرسة اللغة الإنكليزية التي كان الهدف منها تعليمنا اللكنة الأميركية كتهيئة لدخول الجامعة، ومن ثم التحقت باحدى الجامعات في بوسطن ومكثت فيها أربعة اشهر ولم ترق لي، لأنه في هذه الفترة 1963 كانت بداية ظهور (الهيبز) حيث الشباب يطيل شعره ويرتدي ملابس فضفاضة وهذا أمر كان غريبا عليّ ونفرت منه ولم أستسغه وذهبت لولاية أخرى وهي ميشيغان والتي لم يكن بها مثل تلك الأمور «في وقت لاحق انتشرت تلك الظاهرة في كافة الولايات».

درست الطيران في البداية بتلك الجامعة في ميشيغان، ولاحظت ان زملائي الأميركان كانوا يعرفون معلومات عن الطيران أحياناً أكثر من المدرس الذي كان يدرسنا لأن آباءهم وأمهاتهم كانوا في الغالب من محترفي الطيران فوجدت نفسي ضائعاً فقمت بتغيير التخصص من هندسة الطيران إلى الهندسة الصناعية، والتي كانت في حينها تخصص جديد، والحمد لله تخرجت ورجعت بعدها للكويت وعملت في ادارة الشؤون الصناعية بوزارة التجارة والصناعة وقتها. وبعدها بعام طلبت الالتحاق بنفس الجامعة للحصول على درجة الماجستير وحدث بالفعل ثم رجعت للكويت وتقلدت عدة مناصب حتى عام 1975، وحينها تركت العمل الحكومي والتحقت بالقطاع الخاص.

? هل اعتدت دخول المطبخ خلال فترة ابتعاثك للدراسة؟

نعم، وأعتقد ان أي طالب يذهب لدولة أجنبية يجب عليه ان يتعلم الطبخ وقد كنت ممن تعلموا الطبخ مع صديقي الذي كان يسكن معي في أميركا محمد عبدالله السنان، وحتى الآن أمارس الطبخ في منزلي وأقوم بطبخ جميع الطبخات الكويتية وتعلمت من الخارج بعض الطبخات مثل الاستيك والدجاج المشوي بأشكله المختلفة والبيتزا واللازانيا والمعكرونة في الفرن، وأعتقد ان أحداً لا يستطيع منافستي في طبخ العيش المشخول وكذلك البرياني التي يعود أصلها للهند سواء برياني لحم أو دجاج أو خضار أو سمك، وكذلك أجيد طبخ المقلوبة.

? هل كنت من المدخنين أثناء الدراسة؟

نعم للأسف بدأت في التدخين من المرحلة النهائية من الثانوية، وبعدها أقلعت عنه ثم عدت للتدخين في الولايات المتحدة وأقلعت أيضاً لكني عدت مجدداً بعد ان بدأت حياتي المهنية في العمل، حيث قام أحد زملائي بتقديم سيجار وظللت أدخن لمدة طويلة إلا ان أقلعت، أما الآن فلا أدخن سوى في المناسبات وخاصة إذا أغراني أحدهم بالسيجار الكوبي.

? ما الدولة التي ما زالت تعلق في ذهنك حتى الآن؟

زرت جميع القارات، و90 في المئة من المدن في هذه القارات. أما عن الدول المفضلة لدي فى اسبانيا وأميركا وانكلترا وبعض الدول العربية.

? هل ثمة حادثة تتذكرها أثناء سفرك؟

كنت أنا وعائلتي في الولايات المتحدة وكنا سنذهب للمطار، وحملت حقائبي لكنني نسيت شنطة اليد التي تحتوي على جوازات السفر والنقود ولكن احدى بناتي أنقذتني حينما نبهتني قبل خروجي من المنزل أني نسيت تلك الحقيبة.

? من ممثلك المفضل ؟

لا يوجد لدى أي ممثل أو ممثلة مفضلة فهم يمثلون علينا.

? هل هذا يعني أنك لا تشاهد أعمالاً فنية ؟

بالتأكيد أشاهد، لكن ليس لدي أحد أفضله.

? أتذكر عملاً فنياً معيناً أثر في وجدانك؟

الأفلام والمسلسلات لتمضية الوقت والتسلية، ولكن بعض الأعمال الفنية قد يكون هادفاً وتتمثل في المسرحيات وخاصة في الفترات الماضية والتي كانت تعطي تنبيهات ورسائل للمسؤولين لتعديل الإعوجاج في المؤسسات المسؤولين عنها، وهذا ما أفضله أما الأمور الفنية الخارجة عن المألوف فهي لتمضية الوقت فقط.

? هل دراستك للهندسة جعلت تتخذ هذا الموقف من الأعمال الفنية؟

أنا كنت من الجادين في عملي، وسمعت تلك الجملة من رؤسائي وممن كان يعمل معي أيضاً، فقد كنت أذهب لعملي قبل فتح باب الوزارة بنصف الساعة وأنتظر أمام الباب حتى يفتح يتم فتحه، فقد كنت أذهب حتى قبل العمال الآسيويين. وأتذكر ان الشيخ عبدالله الجابر كان وقتها وزيراً للصناعة والتجارة عندما شاهدني أكثر من مرة أنتظر لأن الباب لم يكن قد فتح بعد، أمر بإعطائي مفتاح باب الوزارة فكنت أقوم بفتح الباب وأنا وقتها مهندس أعمل بالوزارة ولا أترك العمل إلا بعد مغادرة الجميع لإنهاء ما بيدي من عمل.

? أتذكر خطأ ارتكبته وتندم عليه؟

الخطأ الذي ارتكبته هو أني عملت بالقطاع العام بعد تخرجي، بالتأكيد استفدت من القطاع العام لأنه وقتها كان المتعلمين قلة لكن الخطأ كان في استمراري فيه لمدة طويلة وعدم تفرغي للأعمال الخاصة.

? ومن مطربك المفضل؟

السيدة أم كلثوم، معظم أغانيها، فضلاً عن صوتها الجميل، مأخوذ من الأشعار العربية. أما الآن فمذياع السيارة مثبت على الأخبار فقط.

? هل كنت تتعامل بحزم مع الأبناء والأحفاد أم يغلب عليك اللين؟

أحياناً كان التعامل وكأني جدهم وأحياناً كوالدهم وأحياناً أخرى كأني أحد أصدقائهم، وهذا يعتمد على طبيعة الأمر الذي نحن بصدد التعامل معه وهذا يجعلهم في راحة لأن ثمة شخص يمكنهم الحديث معه متى ما تطلب الأمر. وأنا حريص على الالتقاء بأحفادي بشكل دوري مرة في الاسبوع.

? ما البند الأكثر في استهلاكك المادي ؟

في السابق كانت المصروفات محدودة، أما الآن فقد زادت تلك المصروفات وزادت الالتزمات المالية ما بين متطلبات المنزل والسيارات والسفر، وبالتالي فمدخولي الشهر بالكادي يغطي مصروفاتي وأحياناً ألجأ إلى ما قمت بتوفيره خلال السنوات السابقة.

? هل تؤيد تعدد الزوجات؟

أنا ضده بشكل فظيع ولا أحبذه ولا أؤيده لأسباب، فطبيعة الحياة الآن تغيرت ومسؤولية الأب والأم تتطلب تفرغ الأب والأم لتربية الأبناء.

? ما أكثر ما يجذبك في
المرأة ؟

الثقافة والأخلاق.

مواقف... وصفات

جينة عربية بصبغة أميركية

يقول وزير النفط الأسبق عيسى المزيدي إنه اتصف بالجدية في حياته، وعند سؤاله إن كانت هذه الجدية لطبيعة شخصية فيه أم لتأثرك بالمجتمع الأميركي، قال: هذه جينات تولد مع الإنسان، لكنها نمت بعد ذهابي للولايات المتحدة الأميركية لأنك تشاهد وتعايش أناسا عمليين يقومون بإصلاح وتنظيف بيئتهم بأنفسهم.

عيش بلا «تواصل اجتماعي»

حول ما إذا كان يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، أجاب المزيدي «كثير من زملائي وأحفادي يستخدمون تلك الوسائل مثل الفيس بوك والانستغرام وسناب شات، إلا أنني مبتعد عنها ولا أرغب في استعمالها، ولكن مثل الكثيرين أستخدم الهاتف الذي بات وكأنه يحوي العالم كله ولست مهتماً بعمل حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي لأن ثمة أمورا أخرى تجذبني مثل الاطلاع والقراءة».

زوجتي الأميركية... «تكوّتت»

في رده على سؤال حول كيفية زواجه كانت اجابة المزيدي: رغبتي في بداية الأمر الزواج من بلدي ومن احدى قريباتي، ولكن الظروف لم تسمح ان أتزوج من الكويت، وبالتالي عندما كنت في الولايات المتحدة شاء القدر ان أتزوج احدى الزميلات الأميركيات، وهى الآن كويتية تتحدث اللهجة الكويتية مثلي تماماً ومثل أي كويتي، وهي الآن جدة ولديها أحفاد.

لست من مرتادي المقاهي والسينما

سألت «الراي» الوزير المزيدي عما إذا كان من بين مرتادي المقاهي أثناء فترتى الصبا والشباب، فأجاب بالقول «أبداً لم أذهب للمقهى، وكانت المقاهي أيام طفولتي مقصورة على الآباء والأجداد ولم يكن الأطفال من مرتاديها. أما السينما فلم يكن هناك دور سينما حتى أذهب لها وفي منتصف الخمسينات تم انشاء دار سينما الشرق وبعدها أزيلت وتم افتتاح دور سينما أخرى، بعد الانتهاء من الدراسة كنا قليلاً ما نخرج ولفترات بسيطة».

مراسلات بريئة... في المراهقة

عما إذا كان قد مر بتجربة حب خلال فترة المراهقة، وقبل ذهابه للبعثة الدراسية وانفتاحه على العالم الغربي أجاب بالقول «لا لم يحدث ذلك أبداً فقد كنت جادا وأمارس هواية المراسلة باللغة الإنكليزية مع أصدقاء المراسلة في ألمانيا والدول الإنكليزية بهدف تقوية اللغة الإنكليزية وكانت مراسلات بريدية بريئة».

رياضي... بلا تعصب

بسؤال المزيدي عما إذا كان يشجع أي فريق رياضي معين، قال: كنت أزاول رياضة كرة القدم في صغري، ثم لعبت التنس لسنوات طويلة، وبعدها بدأت أمارس الجري ثم المشي ومازلت أمشي كل يوم ستة كيلومترات أقطعها في قرابة الساعة. ولا يوجد فريق معين أشجعه، ولا أشاهد سوى المباريات المهمة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي