No Script

بالقلم والمسطرة

خبرات القيادات يا حضرات!

تصغير
تكبير

يرحل وزير ويأتي وزير آخر، بينما الصف الثاني في الوزارات، وهم القياديون مثل الوكلاء والوكلاء المساعدين مستمرون في مناصبهم، والبعض يظل سنين طويلة «قاعدا على الكرسي»، في حين أنه من المفترض ومن المنطق أنهم مشتركون في المسؤولية مع الوزراء، عن أي أخطاء أو قصور في جهاتهم الحكومية! فهم من يشرفون بشكل مباشر على الأجهزة التنفيذية ويعرفون «بواطن» الأمور و تفاصيل القرارات!
لذا من الضروري إدراك دورهم الحقيقي ومن المفترض ألّا يكون التعيين أو التجديد للقيادي، تجديداً روتينياً سواء كان وكيل وزارة أو وكيلاً مساعداً أو عضواً في المجالس العليا - والتي لا نسمع عن بعضها! - ومن في مستواه الوظيفي، فالمطلوب النظر إلى أدائه وإنجازاته ونشاطاته، واقتراحاته وجودة ومستوى الخدمات التي يشرف عليها أو التي لديه خبرة فيها، حتى يتم تقييمه بشكل فعلي.
فإنه من المهم النظر إلى تاريخه العملي، وعند البعض مجرد «تراكم سنين لا خبرة حقيقية»، ويجب قياس كفاءته العلمية والإدارية، وكيفية تعامله مع الآخرين ومستوى تطويره لإدارته أو قطاعه أو الأعمال التي يشرف عليها، وهل هو من النوع الذي يحارب الكفاءات ويعطلها، أو الذي يشجعها ويساعدها؟ وهكذا من معايير ونقاط يجب أن تدخل في تقييم أداء المرشح للمنصب القيادي، أو عند التجديد له، وذلك بعيداً عن اللوائح التقليدية، وكذلك بعيداً عن المحسوبية والواسطة - المنتشرة والمعشعشة - ومعيار «هذا ولدنا» و«هذا صديقنا» و«هذا من مرتادي الديوانية العامرة»!


فإن المشكلة الحقيقية في البلد هي وجود عدد من القياديين، ممن ليسوا على المستوى المطلوب سواء علمياً أو إدارياً، وليس لديهم المقدرة على المحاكاة الفعلية لتوجهات الحكومة والبرلمان في مجال التنمية أو في تنفيذ المشاريع الحيوية للدولة والمستقبلية - إن شاء الله - مثل تطوير الجزر ومدينة الحرير، فالبعض ينظر إلى الكرسي على أنه وجاهة اجتماعية ومسمى مرموق ويركّز على الاستفادة من المزايا المصاحبة للوظيفة، مثل السيارة الفاخرة والمهمات الرسمية - السفر والوناسة - والتصريحات الإعلامية الإنشائية، والتي تكون كلاماً على الورق أكثر منها أفعالا، وليس هذا فقط بل ينظر إلى الكرسي على أنه ملكية خاصة به وللمقربين منه ويحارب الكفاءات الشابة خوفاً منه على كراسيه الحلوة!
فإن القيادي من هذه النوعية يتحجج باللعب الإداري بالموظفين المتميزين التابعين له، ويحاول جاهداً أن يظهر في الصورة، وبأنه هو القيادي الفاهم والواعي وهو سابق زمانه و«فلتة» عصره، وهو في الحقيقة متمسك فقط بالقشور الإدارية، بعيداً عن التركيز على تنفيذ ومتابعة التطوير الحقيقي للعمل، فهؤلاء حجر عثرة أمام نهضة الوطن، فعلى الحكومة أن تنظر إلى الكفاءة أولاً وأخيراً، وتهتم - كما ذكرت - بخبرات القيادات بمعايير توصلنا بإذن الله إلى تطوير بلدنا.
وعلى مجلس الأمة الاهتمام بتشريعات تساهم في تعيين الكفاءات في مختلف المناصب، وتحقيق تكافؤ الفرص بين المواطنين ذوي الخبرة الحقيقية والعطاء.

ahmed_alsadhan@hotmail.com
Twitter @Alsadhankw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي