No Script

أبعاد السطور

الصورة الفكرية في داخلنا

تصغير
تكبير

أحبب فيغدو الكوخ قصراً نيّراً
وابغض فيمسي الكون سجناً مُظلماً
إيليا أبو ماضي



لكل واحدٍ مِنا صورة في داخل ذاته... فكيف هي صورتك الشخصية داخلك... هل هي حقيقية صحيحة؟ وهل أنت شخص سلبي أَم إيجابي... حزين مُكتئب أّم أنك مبتهج متفائِل؟
لقد دلّت التجارب الحياتية، والدراسات النفسية - التي كان محورها الإنسان - أن الفرد يعيش حياته بمنط يطابق تلك الصورة الفكرية التي تعيش داخله.
فالمشاكل والاحتياجات ليست هي المصدر الأول للهم والكآبة، حيث إن هناك أُناساً أثرياء متوافر لديهم كل ما يريدون من أمور الحياة، لكن وعلى الرغم من هذا تجد أن بعضهم يعيش في قلق وحزن وكآبة! وهناك من الفقراء أيضاً من يعيش بحزن وهمّ وكآبة نتيجة لسوء ظروفه الحياتية، ومن الفقراء من يعيش في منتهى السعادة والرضا على الرغم من سوء حالته المعيشية. إذاً ما هو السبب في ذلك؟ إن السبب عزيزي القارئ هي الصورة الفكرية في داخلنا عن ذواتنا المنعكسة على معيشتنا وأسلوب حياتنا.
يقول الدكتور إبراهيم الفقي: «احذر من الأفكار السلبية التي يمكن أن تخطر على بالك صباحاً، حيث إنها من الممكن أن تبرمج يومك كله بالأحاسيس السلبية، وركز انتباهك على الأشياء الإيجابية، وابدأ يومك بنظرة سليمة تجاه الأشياء».
وللصورة الفكرية عن ذواتنا في داخل كل واحد مِنا... أثر كبير جداً في الوصول إلى النجاح وتطوير الذات وتحقيق الأمنيات، فالشخص الذي لا يرى أنه مستحق لأن يعيش عيشة جميلة، لن يُكلّف نفسه عناء الدراسة مثلاً والجد والاجتهاد، والحرص على الوصول إلى الأهداف التي تجعله يعيش بشكل جميل.
كان الملاكم العالمي الشهير محمد علي كلاي يكرر دائماً ويقول: «أنا أفضل ملاكم في العالم، وأنا متوقع تماماً أن أفوز على أي ملاكم مهما كانت قوته، ومستعد أن أدعم ما أقول بالفعل». وهذا يعني أن كلاي كان لديه تقدير مرتفع لذاته، وأن صورته الفكرية عن ذاته كانت إيجابية ومن ثم فقد ارتقت به نحو تحقيق طموحه.
ومن الواضح أن الصورة الفكرية الجميلة عن الحياة، تنعكس على سلوك صاحبها، حيث يعيش مجتهداً وهو ينعم بالتفاؤل والإيجابية، ومما لا شك فيه أن المتفائلين والإيجابيين هم كالمغناطيس في جذب الناس من حولهم، لأن معظم الناس تحب الفرح وتتوق للتفاؤل، وتسعد بمن يبث في نفوسهم الإيجابية، والناس يهربون بعيداً عن أي مصدر يجلب لهم الهموم والكآبة.
في النهاية عزيزي القارئ... وجودك وحياتك هي انعكاس لما في داخلك من صورة فكرية عن ذاتك وعن الحياة، ويسبق كل هذا التوكل على الله تعالى وطلب العون منه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي