No Script

وجع الحروف

«الراي»... و«بيت القصيد»!

تصغير
تكبير
عندما تكتب وتشعر أن بعض ما تقرأه ينسجم مع أفكارك وتطلعاتك فأنت تلقائيا تشعر بنشوة، اشبه بنشوة المنتصر على «ضيق جمجمة» اكتظت بالأفكار واقتنص اسهلها وإن كان ممتنعا.

في رأي «الراي» المعنون بـ «الحكومة... وعمى الأولويات!» المنشور في عدد الإثنين الموافق 22 فبراير 2016، أعجبني كل سطر جاء فيه وأكثر ما أعجبني، بيت القصيد.


فالحكومة بعد أن شعرت بجدية «الأزمة المالية» وضرورة اتباع سبل الترشيد بعد هبوط أسعار النفط، بدأت بأهم مرفقين مرتبطين بصحة وتعليم المواطن والمقيم، وهما بيت قصيد لم يتقن شاعرها القافية والوزن والمضمون، وأعني هنا إستراتيجيا غير مجد أو يفترض ألا يكون ضمن الأولويات، وفق رؤية «الراي» التي نتفق معها.

لو سمح لي سمو رئيس مجلس الوزراء بتذكيره بمقال كتبته بعنوان «عفوا يا سمو الرئيس»! نشر في «الراي» بتاريخ 26 مايو 2013 وذكرت فيه رؤية حرصت على ابراز أهمية التخطيط الإستراتيجي وبالتفصيل، ولو أن سموه نفذ ما جاء فيه لما تعرضنا لهذا «الهزة» الدراماتيكية...

إن أخذنا التعليم، فصحيح أن مؤسس سنغافورة أخذ من التعليم أساسا لوصول سنغافورة إلى الموقع الريادي الذي تعيشه الآن... ومن المعروف ان قياس كفاءة المجتمعات ومستوى ثقافتها يرتكز على مستوى التعليم، فان ارتفع ارتفعت على أثره إنتاجية وثقافة البلد مؤسساتيا واجتماعيا.

نحن في آخر إحصائية عن مستوى التحصيل العلمي لم نجد للكويت ذكرا في القائمة، ولم نشهد سوى قضية «الشهادات المزورة» وغيرها من الإخفاقات التي سبق وأن أشرنا إليها.

أما جانب الصحة? فقد ذكرت في مقالات عدة بعض التصورات، كان آخرها ضرورة بناء مراكز تخصصية تغنينا عن العلاج في الخارج.

السؤال الذي «يقرقع» في رأسي وأزعج بنات أفكاري، يحوم حول نقطة الارتكاز وهي «أين نحن من التخطيط الإستراتيجي»؟

من يجيب عن هذا السؤال ويحسن استغلال التفكير/‏التخطيط الإستراتيجي من دون محاصصة ومجاملة عند اختيار القائمين عليه، نستطيع القول إن الأولويات بالإمكان صياغتها من منظور علمي.

ما زلت مصرا على اتباع وسيلة المكاشفة وعرض نقاط ضعفنا ومكامن الخلل... من هنا نستطيع البحث عن نقاط القوة والفرص المتاحة بعيدا عن الهيئات التنفيعية والموازنات المبالغ فيها والرسوم التي تتلقاها الدولة وغيرها ممن أثقل كاهل الموازنة العامة، وأشدد على ضرورة إنشاء هيئة معنية بالاقتصاد التي اقترحناها في مقالنا السابق.

نذكر هنا بقوله تعالى «أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم»، وهنا يقصد بالاستقامة في السير وفق ما جاء في القرآن والسنة النبوية، مع مراعاة أمر مهم هنا، وهو أن اختيارالقادة في فجر الإسلام كان يقوم على الاستقامة والقدرة.

ولو أسقطنا هذا المفهوم على المنظومات الإدارية، فإننا نجد الفكر الإستراتيجي أساس بناء المؤسسات وتطويرها وبلوغ غاياتها حتى في التحليل لرسم الأهداف، وبلا شك، إن ما يحصل يدل على أن «التخبط» أو «عمى الأولويات» الذي أشارت إليه «الراي» في رأيها مؤشر واضح الى غياب الفكر الإستراتيجي، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، كما يقولون.

لذلك، اتركوا التعليم والصحة، فهما أساس بناء مجتمع مثقف ينعم بصحة أوفر، وهما أساس الحياة وإن كانت هناك أخطاء، فالوزارتان براء مما نسب إليهما كأهم وزارتين، فالخلل يعود إلى إدارة هاتين الوزارتين وأنصح بالاعتراف بالخطأ ما دام في الوقت متسع... والله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @Terki_ALazmi
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي