No Script

إضاءات

الوطن... ومشاعر الاحتفال

No Image
تصغير
تكبير

نستقبل خلال هذه الأيام أعيادنا الوطنية، تلك التي نسعى فيها إلى إظهار مشاعرنا المتعلقة بحب الوطن، والتفاني في عشقه، أرضاً وتاريخاً ومستقبلاً.
ولكن البعض منا ربما لا تأتيه هذه المشاعر إلا في تلك الأيام من شهر فبراير، فيعد العدة ويجهز نفسه للاحتفال بالوطن في أعياده، ثم... وبعد ذلك يعود إلى حالته السابقة، ولا يتذكر أن له وطناً يجب أن يحتفل به... لذا يتعين علينا أن نطرح السؤال: كيف نحتفل بوطننا على مدار العام؟
وقبل أن أجيب عن هذا السؤال، أقول إن الاحتفال بأعياد الوطن في موعده كل عام من خلال إظهار مشاعر الفرح  بكل أشكالها وألوانها، مباحة ومحمودة، طالما أننا لا نخرج عن الحدود المتبعة في تلك الاحتفالات.


ولكن... للوطن علينا حق في أن نحتفل به طوال العام وفي كل لحظة وأخرى، بحيث لا يفارق أذهاننا على الإطلاق، وهذا الأمر لا يأتي إلا من خلال الوعي بقيمة الوطن، وفضله علينا، فهو الملاذ الآمن - ويكاد يكون الوحيد - الذي تشعر فيه بنفسك، وسط أهلك وإخوانك، وفي أرض تقول بكل تأكيد إنها أرض أجدادك، فيها ذكرياتك، وعليها عشت كل مراحل حياتك.
ومن ثم فإننا نستطيع أن نحتفل بالوطن طوال العام - في كل لحظة وأخرى - حينما نجتهد في أعمالنا، ولا نتكاسل في تأديتها في أفضل صورة، كل في مجاله الطبيب والمهندس والموظف والمعلم وأستاذ الجامعة، والفني والإداري...ألخ.
نحتفل بأعياد الوطن... حينما يتولى المسؤول مهامه بالصورة التي تساهم في نهضة الوطن، من خلال اختيار الكفاءات، التي تعمل بجد واجتهاد، وليس من خلال الولاءات التي لا تعمل، وتحاول الوصول إلى المناصب بالنفاق والالتفاف على القانون.
نحتفل بالوطن طوال العام ونحتفل به حينما نحارب الفساد، ونتعقب الفاسدين، ولا نمشي في طرقات متعرجة، لا تؤدي إلى التقدم والازدهار لوطننا الحبيب، وحينما نفكر في الطرق التي من خلالها نصل بأنفسنا إلى مستويات راقية، مثل التحصيل العلمي واكتساب الخبرات في مجالات عملنا، وتطوير أدواتنا والسعي إلى أن تتحول حياتنا إلى مساحة كبيرة من العمل الدؤوب، الذي يؤسس لوطننا مكانته المرموقة بين الأمم.
نحتفل بوطننا طوال العام... حينما نزرع في مشاعر وأذهان أبنائنا النظام وحب العمل واحترام الصغير للكبير، وعطف الكبير على الصغير، واللحمة الوطنية، التي تتعاضد فيها المجهودات وتتحد، من أجل وطن واحد.
بشكل عام يجب أن نكون أكثر حباً للوطن، ليس من خلال المظاهر الشكلية، ولكن من خلال العمل، والدفاع عن أحلامه وتاريخه، والابتهاج بكل ما فيه من حياة، لأنه ملاذنا الذي لا نستطيع أن ننفصل عنه رغم كل الظروف.

* كاتب وأكاديمي كويتي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي