No Script

رسالتي

الأعمى أدّى ما عليه... وأنت؟

تصغير
تكبير

بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام اشتد الخطب على المسلمين، وأصيبوا بما يشبه الزلزال الذي هز دولة الإسلام.
فارتدّ أقوام عن الإسلام، وامتنع آخرون عن دفع الزكاة، وظهر بعض مدّعي النبوة، وطمع الأعداء في بلاد المسلمين، وأصبح حالهم كما وصفته أم المؤمنين عائشة: «كأنهم معزى في ليلة مطيرة شاتية في أرض مسبعة: أي كثيرة السباع».
فهيأ الله تعالى لهذه الأمة قائداً يتصدى لكل هذه المخاطر والتهديدات ويقف في وجهها وهو أبو بكر الصديق «رضي الله عنه»، والذي قال كلمته المشهورة: «أينقص الدِّين وأنا حي؟».


فحارب المرتدين ومانعي الزكاة، وأرسل جيش «أسامة» والذي هيأه النبي عليه الصلاة والسلام قبل وفاته لقتال الروم.
وظل «الصّدّيق» مجاهداً ومدافعاً عن الإسلام حتى دانت لهم الجزيرة، وعاد إلى دولة الإسلام أمنها واستقرارها وهيبتها.
الأمة الإسلامية اليوم تعاني أشد المعاناة من هجمة شرسة يشنها الأعداء في الداخل والخارج.
ففلسطين والأقصى أسيرة منذ أكثر من 50 عاما تحت حكم الصهاينة، وثروات المسلمين ينهبها أعداؤها كل حين.
الشريعة الإسلامية تُحارب تحت شعار زائف «محاربة الإرهاب» والدعاة إليها يسجنون ويطاردون ويعذّبون، المؤسسات العلمية والدعوية تغلق، بينما يفسح المجال لتشييد أماكن الرقص والغناء!
العلماء يُهانون، والمفسدون يُكرّمون!
ومع هذه الصورة التي يهتز لها كيان كل مخلص، نطرح سؤالاً: أين موقعك من هذا الصراع أيها المسلم الغيور؟
جاء مجموعة من فقراء الصحابة يطلبون من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يسمح لهم بالمشاركة في إحدى الغزوات، فاعتذر لهم لأنه لا يجد ما يحملهم عليه، فرجعوا وهم «يبكون» تخيلوا يبكون أنهم حرموا من المشاركة في القتال لنصرة الإسلام، وقد عذرهم الله تعالى.
وفي المقابل فإن الله عز وجل عاتب أولئك الأغنياء المتخلفين فقال: «إنما السبيل - أي الإثم والحرج - على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف - مثل النساء والمرضى والعجزة - وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون».
إن البخل في نصرة الدين ليس محصورا في الأغنياء، وإنما ينطبق على كل من لديه إمكانية - بحسب مجاله - ثم لم يسخرها لنصرة الإسلام من أمثال الشعراء والأدباء والخطباء والدعاة والإعلاميين والسياسيين والاقتصاديين والفنانين وغيرهم...
خرج ابن أم مكتوم - وهو صحابي أعمى - للمشاركة في إحدى الغزوات، فقالوا له: «ماذا ستنفع المسلمين وأنت أعمى؟ فقال: أحمل الراية فلا أفِرّ وأُكثّر سواد المسلمين»، فشارك في المعركة واستشهد.
فهذا الصحابي الأعمى أدّى ما عليه، فهل أديت أيها المسلم الغيور ما عليك من أجل نُصرة دينك وأُمّتك ؟
يقول الله تعالى: «وإن تتولّوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم».

Twitter: @abdulaziz002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي