No Script

كرَّمه «الملتقى الثقافي» في حضور رفقاء دربه

عبدالعزيز السريّع... مِلح الثقافة والفن في الكويت

u062au0643u0631u064au0645 u0639u0628u062fu0627u0644u0639u0632u064au0632 u0627u0644u0633u0631u064au0639 u0641u064a u00abu0627u0644u0645u0644u062au0642u0649 u0627u0644u062bu0642u0627u0641u064au00bbt (u062au0635u0648u064au0631 u0633u0639u062f u0647u0646u062fu0627u0648u064a)
تكريم عبدالعزيز السريع في «الملتقى الثقافي» (تصوير سعد هنداوي)
تصغير
تكبير

 طالب الرفاعي:
 الاحتفاء بالسريِّع بمنزلة احتفاء بالأدب والمسرح والفن الكويتي

 عبدالعزيز الحداد:
كان من الكبار الذين يمدون أيديهم لدعم الفنانين الشباب

 ليلاس سويدان:
 الثقافة تحتاج إلى أمثاله من المثقفين الحالمين والشغوفين

 فيصل القحطاني:
 لم يُكتَب إلا القليل
عن إبداعه في مجال الدراما التلفزيونية

 سليمان الشطي:
 أوجد لغةً خاصة للمسرح... عامية روحاً وعربية في التلقي

 محمد السنعوسي: يُحيِّر مَنْ يتعامل معه... «عمري ما شفته زعلان
أو زعّل أحد»

 منقذ السريع:
 أبي حملني وأسرتي جميعاً على جناح الخلود والثقافة والفنون


 «الملتقى الثقافي» كرَّم المبدع عبدالعزيز السريّع.
 فكعادته السنوية في الاحتفاء بأحد المتميزين في كوكبة الثقافة والإبداع في الكويت، نظم «الملتقى الثقافي»، الذي أسسه الكاتب طالب الرفاعي، أمسية احتفالية تقديراً للكاتب المسرحي المرموق عبدالعزيز السريّع، وتكريماً لمسيرته الحافلة التي أثْرت الساحة الكويتية عميقاً على مدى عقود.
 وأُقيم الحفل في حضور جمع متميز من المثقفين والمبدعين، بينهم الإعلامي محمد السنعوسي والدكتور سليمان الشطي والدكتور فيصل القحطاني والكاتبة ليلاس سويدان، إلى جانب الفنانين عبدالعزيز الحداد وخالد البريكي وناصر كرماني، وعدد من أصدقائه والمهتمين بالشأن الثقافي.


 بدأت الأمسية التكريمية بكلمة ترحيبية ألقاها مؤسس الملتقى الروائي طالب الرفاعي، وصف خلالها السريع بقوله: «هو رجل له حضور على الساحة الإبداعية المسرحية في الكويت منذ قرابة ما يزيد على نصف القرن، وهو أحد المؤسسين الحقيقيين لفرقة (مسرح الخليج العربي)»، مردفاً «أن الاحتفاء به هو بمنزلة الاحتفاء بالأدب والمسرح والثقافة والالتزام والفن الكويتي، وليس من باب المبالغة الإشارة إلى تواضعه وفضله على كثير من الأدباء بمن فيهم أنا، فهو من أوائل الناس الذين احتضنوني مع مجموعتي الأولى».
بعدها تحدث الفنان عبدالعزيز الحداد فقال: «أنت وأنت وأنت، كلمات عمرها خمسون عاماً غيرت مجرى حياتي، في العام 1968 عندما كان دعم اليافعين في عالم المسرح يأتي من الكبار، وبالرغم من أن العروض المسرحية كانت نشاطاً يقدم في الصيف، كانت لجنة التحكيم مكونة من الفنان عبدالحسين عبدالرضا والفنان سعد الفرج والأستاذ عبدالله خريبط والمخرج عبدالرحمن الضويحي والمحتفى به اليوم الكاتب المسرحي الكبير عبدالعزيز السريع. وما حصل أنه بعدما قدمنا العروض المسرحية التفت إلينا قائلاً: (أنت وأنت وأنت، تعالوا إليّ في مسرح الخليج العربي بالسالمية)، وكان يقصدني أنا وعبدالله الحبيل وعبدالرحمن العقل، وبالأصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي شكراً أيها الكاتب الكبير، فمثل شخصك لا يعرّف بأنه فقط كاتب الكويت المسرحي الكبير، لكن لزاماً أن أذكر أنك أحد قامتين كبيرتين أسهمتا في تأصيل المسرح الكويتي مع رفيق دربك صقر سليمان الرشود».
 بدورها قدمت الكاتبة ليلاس سويدان ورقة بحث، قالت فيها: «أقرأ سيرة عبدالعزيز السريع فأجد أحداثها وتواريخها والأسماء التي مرّت بها وعاصرتها من كتّاب ومسرحيين ونقاد وشعراء وروائيين وغيرهم تمثّل خريطة العالم العربي الثقافية من زمن الستينات حتى الآن».
وأضافت: «تساءلت وأنا أقرأ هذه السيرة إن كان هو المحظوظ بوجوده بهذا الزمن الذي نسميه الزمن الجميل، أم أن ذلك الزمن هو المحظوظ بوجود هذه النخبة من المثقفين والذين هو منهم، ربما الإجابة واحدة عن التساؤلين، لأن المشروع الثقافي أو البنية التحتية للثقافة تحتاج إلى مثقفين متنورين وحالمين وشغوفين أيضاً».
وقال الدكتور فيصل القحطاني: «عبدالعزيز السريع ذكر مسرحياً وفي القصة القصيرة الكثير، لكن هناك جانباً إبداعياً لا يقل أهمية عن المسرح والقصة، وهو الدراما التلفزيونية، فهو أول من كتب للدراما التلفزيونية في العام 1962، واستمر حتى بعد توقفه مع مسرحية (ضاع الديك) في العام 1974، فكتب عملاً في سبع حلقات، وكذلك سهرات تلفزيونية منها (كلمات متقاطعة) الذي عندما شاهدته وجدت أنني أمام عمل محترف، وأن نفس الروح العميقة والمتزنة التي كتب بها القصة ومسرحياً هي موجودة في الدراما، إذن لماذا لم تأخذ حظها في الانتشار، وأكاد أجزم بأنه لم يكتب أحد من قبل عن عبدالعزيز السريع تلفزيونياً».
 في السياق ذاته، تحدث الدكتور سليمان الشطي قائلاً: «هو رفيق الدرب منذ 54 عاماً، حيث التقيته للمرة الأولى في تأسيس الإذاعة المحلية في العام 1964، وجمعني به المرحوم جاسم شهاب وفي حينها كل واحد تحدث وأدلى برأيه، والغريب هنا أن كلينا لفت نظر الآخر (جذبني مغناطيسياً)، ومن تلك الليلة تم الانضمام إلى مسرح الخليج العربي، لذلك تبقى شهادتي به مجروحة، ولن أتكلم عنه كإنسان، بل أود أن أشير إلى أنه في المسرح أوجد لغة مهمة جداً ليست عند غيره، فهي عامية بروحها وصياغتها وعربية في تلقيها، وعندما قدمت أعماله المسرحية مثل (الدرجة الرابعة) و(ضاع الديك) في دمشق، تم استقبالها بسهولة من دون عائق. كما أودّ الإشارة بأن نظره لا يذهب بعيداً في تناول القضايا، بل ينظر في الجو من حوله ويفحص المشكلة القائمة ويقدمها للجمهور، ففي أعماله الأولى والتالية كان الوحيد الذي يمكن لك أن تعرف منها ما هي المشكلة في المجتمع الكويتي».
 والتقط الإعلامي محمد السنعوسي طرف الحديث، ليقول: «أكن لعبدالعزيز كل الاحترام والتقدير، سأتحدث عن جانب مهم جداً، وهو علاقاته الإنسانية الطيبة مع البشر، (عمري ما شفته زعلان أو زعّل أحد، وأنا إن ما زعل أحد أو يزعلني ما أرتاح... متعوّد) وبذلك يجعل الإنسان يحتار كيف يعامله، وهذا هو أمامي لم يتغير منذ أن عرفته... متواضع ويكاد أن يكون زاهداً. عبدالعزيز السريع له فضل في كتابي، حيث أصرّ على مراجعته حتى إلغاء (الشطحات السنعوسية) التي من الممكن أن تورطني مستقبلاً وفعلاً شطب كثيراً مما كتبته وأنا ممتن له لأنني في ما بعد أيقنت عدم الضرورة في ذكر قضايا قديمة أو مواقف قد حصلت، فكانت مراجعته لهذا الموضوع فائدة كبيرة لي».
وختاماً تحدث ابن المكرم، منقذ السريع، قائلاً: «أصعب شيء أن يكتب أو يتكلم الابن عن سبب وجوده في الحياة: والده، لأنه بالنسبة إلي كل الدنيا، وأعترف بأنني قد تعلمت منه الكثير منه، وكان ذلك التعليم بشكل غير مباشر، وأشكر الله أن جعلني ابناً لهذا (القامة الكبيرة) الذي حملني وأسرتي جميعاً على جناح الخلود والثقافة والفنون والآداب في الكويت»

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي