No Script

بالهمس

كيان المرأة وشخصيتها

تصغير
تكبير

ما زلت أذكر جيداً ذلك اليوم الذي رفض فيه والد إحدى الفتيات الاستمرار في القضية لإيمانه بأن وجود اسم الفتاة في الملفات في المحكمة، «عيب وعار»، مصراً على عدم تقديم الدفاع حتى و ان كانت ابنته مجنيا عليها.
شخصيا كنت محظوظة بوجود والدي مسانداً وداعماً لي... وتراودني الحسرة عندما أرى الفتاة بمعزل عن دعم المحيطين بها، فقط كونها انثى، وينساب الدعم اضعافا مضاعفة على الذكور.
قد يقول البعض ان الحديث عن التمييز العنصري وحقوق المرأة «ترف فكري» وان المرأة نالت حقوقها فماذا تريد اكثر؟ وقد يظن البعض أن الحديث عن حقوق المرأة ومناهضة التمييز ضدها، دعوة للانفلات وهدم الأسر! لكن بالنظر للاعماق، فإن في احترام المرأة رقيا واعلاء للمجتمع بأسره.


 فالمرأة ما زالت تعاني في ظل قوانين الإسكان والعنف الاسري وفي المناصب القيادية، ويقع عليها عبء إثبات انها تستحق ذلك المنصب وإلا شهرت ضدها الالسن وعليها النزول في اقرب محطة. وعليها دائماً بذل ضعف مجهود الرجل حتى تصل إلى بر الأمان... وأي خطا صادر منها سيكون تحت المجهر، ولنا في تجربة النساء الأربع في مجلس الامة خير برهان... فقد تم تعميم تجربتهن على كامل النساء.
وفي حقيقة الامر، فان بعض الرجال يجد صعوبة في الاعتراف بتفوق المرأة، فما بالك بتمكينها؟ لا بل ومن الممكن أن تجده منغمسا في تحليل حجاب المرأة، في حين أن من النادر ان تجد امرأة منشغلة في تحليل تقصير لحية رجل! وقد تجد رجالا ينهالون بالمدح فقط لكونهم «صاحبهم»، ويغضون الطرف عن العمل نفسه الصادر من إحدى النساء، و كأن الامر لا يعنيهم، ما لم يحاولوا التقليل من شأنها.
وهذا هو موقف البعض من المرأة القوية، وأي محاولة لإصلاح ذلك الميل ستقابله معركة قوية من جانب البعض، وبدلا من التطرق لفكرها سيتم التركيز على شكلها وحالتها الاجتماعية! وان هي أفصحت عن رأيها فستواجه معركة شرسة من الاقصاء والنهش. وان هي التزمت الصمت لكي لا تكون عرضة للاتهامات والاقصاء ، فماذا سيبقى من كيانها وشخصيتها؟

lawyerdanah@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي