No Script

رثاء

تموت... يا ناصر الظفيري!

u0646u0627u0635u0631 u0627u0644u0638u0641u064au0631u064a
ناصر الظفيري
تصغير
تكبير

ليست صدمة... أن تقرأ خبر وفاة ناصر الظفيري
وأنت تهيئ نفسك لموت جديد.
وليست دهشة... رؤيتك الموت ملاصقاً لحلمك الذي لا يزال هشاً
يتراخى كلما التمعت في نفسك فلسفة جديدة
فلسفة الروح التي تتعلق دائماً
بأشياء عصية على الفهم...
كوطنٍ يغيب في صراخك المرهف
وكابتسامة شيّقة يجرحها الخوف
وكلمة تقولها
من غير أن تنغرس حروفها في أصابعك الرخوة
وأحاديث تمر عليك
من دون أن تضع في مسارها أسماعك المرهقة
... قليلاً من الفهم أحتاجه كي أمارس الطقوس
وأعبر - كغيري - من ثقب الوقت
أنفذ بشدة إلى مساحة تتسع لجسدي
من دون أن تكون لي قدرة على البكاء
البكاء... الذي يحتاج رفاهية بازخة
تجعلك تتملص من مشاغلك الخانقة
ومخاوفك التي تحصي الحافلات المسرعة
على أرصفة العمر
أنت تموت يا ناصر الظفيري!
تموت... كأنك لم تكن شارة
على ملامحنا المأخوذة منّا غصباً
وكأنك لم تكن نورساً
تموت بإطلالة سخية
ونظرات طيبة
وضحكة ساخرة
ولمعة في الجبين
تمتحن بها عمرك الذي لم يضع - بعد - كراسته
على طاولة الدرس
ولم يشرع في قراءة نصوص المعزين
وكتابات الأصدقاء على صفحاتهم الخاصة!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي