No Script

ألوان

تدريس الثقافة الكويتية

No Image
تصغير
تكبير

تتمتع الكويت بعمق ثقافي كبير يعود الى نشأة الكويت قبل أكثر من قرنين من الزمن، ويعد كتاب الدكتور خليفة الوقيان الذي يحمل عنوان «الثقافة في الكويت بواكير واتجاهات»، من أفضل الكتب التي تناولت الحركة الثقافية في الكويت بكل دقة وتفاصيل غابت عن الكثير.
وهناك كتاب آخر للأديب خالد سعود الزيد الذي يحمل «أدباء الكويت في قرنين»، ومن يقرأ هذا الكتاب يدرك مدى الجهد الذي بذله المؤلف، وكتب أخرى تناولت الحركة الثقافية في الكويت.
وكم هو جميل لو تم تخصيص مادة تحمل اسم الثقافة الكويتية في مناهج التعليم، بدءا بالمرحلة الابتدائية والمتوسطة مرورا بالمرحلة الثانوية، وانتهاء بالتعليم الجامعي على ان تكون الزامية، وذلك لأن الكثير من الشباب الذين تبلغ أعمارهم أقل من ثلاثين عاما لا يعرفون الرموز وأهم الأسماء اللامعة في عالم الثقافة بشكل عام، وفي عالم الفن التشكيلي والأدب بشكل خاص.
فقد التقيت بالكثير من الشباب الذي لا يعرف شيئا عن الفنانين التشكيلي أيوب حسين وبدر القطامي وعبدالله القصار رحمهم الله، ومن يعرف عنهم شيئا فانما هو سمع وبالتالي لا يعرف الكثير من المعلومات.
وهناك اسماء أخرى من الفنانين التشكيليين في الكويت الذين أبدعوا سواء كانوا ينتمون إلى جيل أسماء الفنانين الذين ذكرتهم او انهم حملوا الراية من بعدهم وقد استفادوا كثيرا من ابداعاتهم خاصة ان لدينا اكثر من جيل سواء في الرسم او النحت او الخزف، وهناك اسماء كثيرة من المبدعين في عالم الفن التشكيلي من الجنسين
والحركة التشكيلية في الكويت بحاجة الى نقاد يتناولون تفاصيلها الفنية سواء من النقاد المحليين او العرب حيث ان الكتب التي تناولت الحركة التشكيلية في الكويت قليلة وسطحية ولا تخلو من المثالب.
والأمر نفسه عن الأدباء في الكويت، فالكثير من الشباب يحبون سماع الأوبريت الغنائي الذي قام بغنائه الفنان شادي الخليج والفنانة سناء الخراز، بينما هم لا يعرفون أي شيء عن شاعر بحجم محمد الفايز، بالإضافة إلى أوبريت «مواكب الوفاء» الذي كتبه الشاعر الدكتور عبدالله العتيبي، وهناك الشاعر أحمد السقاف، الذي له الكثير من المآثر الثقافية ويكفي دوره في إصدار مجلة «العربي» التي وصلت إلى عقول وبيوت العرب من دون استئذان.
كما يمكن الحديث عن الشاعر أحمد العدواني، وربما المتميز منهم لا يعرف سوى أنه كتب النشيد الوطني، وكذلك الدكتور خليفة الوقيان بشعره وأبحاثه والكتب القيمة التي قام بتأليفها، والدكتور سليمان الشطي وكتاباته الابداعية في القصة القصيرة والرواية ناهيك عن مؤلفاته النقدية، والأديب المبدع سليمان الخليفي، الذي يكتب القصة القصيرة والرواية، كما انه يكتب مسرحيات، والشاعر المبدع علي السبتي - وهو صديق مقرب من الشاعر بدر شاكر السياب - والشاعر يعقوب السبيعي والاكاديمي الدكتور خالد عبد اللطيف رمضان، الذي يكتب النص المسرحي، كما أن لديه بعض الأبحاث والإصدارات حول المسرح، وكان يشغل منصب عميد المعهد العالي للفنون المسرحية، والشاعر الرقيق يعقوب السبيعي، ونذكر كذلك الروائيين وليد الرجيب وحمد الحمد وطالب الرفاعي وليلى العثمان، وتلك الأسماء للذكر وليس للحصر.
ان تدريس الثقافة الكويتية وفرسانها بكل تفاصيلها بات ضرورة ملحة، حفاظا على هوية الكويت ثقافيا وفنيا، والا سنجد في المستقبل القريب من أبنائنا من يعتقدون أن بعض أشباه المثقفين - الذين يكثرون من الظهور الاعلامي في الصحف والتلفزيون والاذاعة وبقية وسائل التواصل الاجتماعي - هم رموز الثقافة في الكويت، خصوصاً أن الأدباء الحقيقيين لا يكترثون في الظهور الاعلامي، بل إن لديهم زهداً إعلاميا كبيرا، الامر الذي يترك الساحة للدخلاء على الوسط الثقافي والتشكيلي، فقد أبتليت الحركة الثقافية في الكويت بأناس لا أعرف ماذا يريدون، وهم يتكالبون على تفاصيل الثقافة بمفهومها العام، سواء كان الأدب أو الفن التشكيلي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي