No Script

بوح صريح

مستوصف نفسي/ عقلي

تصغير
تكبير

كلما استغرق الإنسان وغرق في ذاته، تراجعت أخلاقه. لذلك نجد أن الأنانية المفرطة والذاتية والتعصب ضد الفضائل والقيم السامية. لأن غرق الإنسان وذوبانه في ذاتيته يبعدانه عن الشفافية المطلوبة للشعور بهموم الآخر وتلمس المطلوب للنهوض بالمجتمع والأمة.
يقول عالم الاجتماع الفرنسي غوستاف لوبون: (التعصب هو أحد السمات القوية للمعتقدات، التي كلما ازدادت صلابة انخفضت معها القدرة على التسامح).
‏لذا نجد تراجع نسب التسامح مقابل تزايد التعصب، للقبيلة والعائلة والقرابة والفكر والرأي والمنصب والمذهب والطائفة والديانة.


التعصب عدو التسامح. وهما لا يجتمعان.
وكلما تزايد تعلق الفرد بذاته، تمجيدها وتعظيمها ارتفع احتمال إصابته بأمراض نفسية أو عقلية، وهو الأمر الشائع اليوم خصوصاً بين الشباب.
‏فالأمراض النفسية أكثر خطورة أحياناً من تلك الجسدية التي غالباً يسهل تشخيصها وعلاجها. فلماذا لا توجد لها مراكز كالمستوصف في كل منطقة، مع إضافة قسم الأمراض العقلية، لكثرة ما نشاهده من ممارسات وسلوكيات تشير إلى تشويش واضطرابات عميقة قد تتطور لنمط انحرافي واجرامي. وليس في وجود ومراجعة تلك المراكز النفسية/ العقلية حرج فالعلم نور وشفاء.
‏‎لكننا نجد من يسخر منها وممن يراجعها لأننا شعوب تسيرها الأعراف، يحكمها القيل والقال والإشاعات وليس العقلانية والعلم والمعرفة. مهما تطورنا خارجياً وامتلكنا أحدث الأجهزة والتقنيات... لا يزال الجهل يعشش بعمق فينا. لذا نخجل من مراكز الطب النفسي/ العقلي. مع أنه صحة عامة ضرورية يحتاجها الجميع. خصوصاً اليوم وسط تحديات محيط فاسد وبسبب كل ما تضخه فينا وسائل الإعلام والتواصل من زيف وكذب ونفاق و«شرعنة» للفساد والإفساد.
ولعل من أفضل سبل النجاة من تلك الضغوطات التي تحيد بنا عن سلامة النفس وصحة العقل، وتنحرف بنا إلى الحالات المرضية. خصوصاً حين تجبرك مجريات الحياة ومسار الأحداث أحياناً للتوتر الشديد والقلق المتزايد. هي التعتيم الجزئي الموقت على جزء من وعيك. واسدال الستائر عليه؛ ستائر التخدير والتنويم والتجميد والنسيان أو التجاهل. ثم نفض الغبار عنه بعد حين وشحن الطاقة النفسية واتزان الحالة العقلية. إعادة تجديده من خلال سقيه بأفكار تنويرية إيجابية محفزة جديدة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي