No Script

2 > 1

... اطردوا المقيمين

تصغير
تكبير
من يلاحظ تصرفات الحكومة ومعها النواب يقتنع بأنهم في حرب ضد المُقيم.

جدول التكاليف المقترح بالنسبة للمقيمين والذي نشرته الصحف لخدمات وزارة الصحة بصراحة مخيف! أظن لسان حال من وضع الجدول يقول «حياكم الله، زارتنا البركة» بانتظار مغادرة آخر مقيم، والبارز أن سياسة الطرد الممنهجة للمقيمين متوافقة بين المجلسين، بل أغلب الظن أنها جاءت مدفوعة بحماسة نيابية قديمة بعض الشيء خصوصاً حينما نستذكر تصريحات النائب السابق عبدالله التميمي المتكررة لجانب عدد من النواب السابقين والحاليين.


شخصياً لست مع أو ضد المقيمين لأن القضية ليست متعلقة بنوعية الإقامة بالكويت بقدر ما هي مرتبطة بالفائدة المرجوة، فكم مقيم أشرف من مواطن حرامي أو خائن، وأظن كلنا يعلم عما جرى أيام الغزو، وكلنا إما على علم شخصي أو سمع عن مقيم هنا أو هناك قدّم نفسه وما يملك للكويت وأهلها قِبال كويتي خائن تعاون مع البعثيين أو تعاون لسرقة أموال البلد.

ما يعنينا في هذا الأمر سطحية التفكير الحكومي والنيابي في ما يخص المقيمين بحيث يُنظر لهم وكأنهم لا قيمة لهم، ولا كأنهم بشر ولا لهم حقوق وعليهم مسؤوليات وحياتهم وأسرهم وخصوصياتهم يجب أن تكون مُحترمة.

عزيزتي الحكومة والنائب المحترم، المقيمون أتوا للكويت بعقود عمل وتأشيرات دخول رسمية ليُمارسوا بموجبها حقوقهم المشروعة في الكسب مقابل أن يحترموا ما عليهم من واجبات وتعهدات وبنود ومواثيق أخذوها على أنفسهم، وأي شيء خلاف ذلك فهو خلاف للعقد المتفق عليه بين الجانبين الكويتي والاجنبي.

طيب،ماذا أريد من هذا الكلام؟ ما أريده أن الحكومة والنواب ينظرون بازدواجية وبتفكير «بسيط» للنوعين المقيمين على هذه الأرض؛ الكويتي والمقيم. حينما تأتي للكويتي تجد الحكومة تُفرق بينهم وتُصنف المواطنين على أنهم درجة ممتازة وأولى وثانية وسابعة وعاشرة وخمس وثلاثون وهلم جرا. وعلى وقع هذه التقسيمات تتفاوت آلية التعامل مع المواطن بحسب مادة التجنيس الخاصة به، لكن عندما تنتقل للمقيمين تجد أن الحكومة تتعامل معهم جميعاً بمسطرة واحدة وعلى الدرجة نفسها !

والصحيح أنه يجب أن يُنظر للمواطن كمواطن لا أكثر ولا أقل، في حين يُقسّم المقيم لشرائح ولدرجات متفاوتة ومتنوعة، فبدلاً من أن توضع قوانين تتحدث مع المقيمين كأنهم شيء واحد بالمستوى نفسه، يجب أن يقسموا بحسب معايير متنوعة، فمثلا منهم الموجود منذ عقود ومنهم منذ سنوات قليلة، ومنهم صاحب الشهادات العُليا والنادرة ومنهم العمالة الهامشية، ومنهم متزوج من الكويتية وله علاقة نسب، ومنهم من لا يمت لأهل الكويت بصلة، ومنهم من صحيفته الجنائية نظيفة لعشرات السنين ومنهم من يخرج من السجن ليعود إليه من جديد، وهكذا إلى آخر قائمة التصنيفات والشرائح.

لذلك،نصيحتي للمشرع وأصحاب المقترحات الجهنمية والصاروخية أن تكونوا على قدر المسؤولية لو سمحتم!

hasabba@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي