No Script

حوار / "غياب خالد صالح صدمني ... وأحببت عملي معه في (أحلى الأوقات) و(بعد الفراق)"

هند صبري لـ «الراي»: السينما التونسية صاحبة فضل ... و«زهرة حلب» مشروعي المقبل

تصغير
تكبير
• أمثِّل المرأة المصرية في «الجزيرة 2»... وكريمة تشبهني

• متفائلة بالسينما المصرية... والاستقرار الحادث سيزيدها ازدهاراً

• تمنيّت أن يكون خالد صالح بيننا ليشاركنا قطف ثمار النجاح

• الظروف الأمنية منعتنا من التصوير في نفس أماكن الجزء الأول
قلما يجتمع نقيضان في لحظة واحدة، وفي النقطة ذاتها! لكن الفنانة التونسية هند صبري جمعت في «مشهد» واحد، بين ذروة فرحتها بفيلمها الجديد «الجزيرة 2»، وشعورها العميق بالحزن والفقد لرحيل زميلها في بطولة الفيلم الفنان خالد صالح، الذي تمنت لو كان لا يزال على قيد الحياة، ليرى النجاح المدوي الذي حققه «الجزيرة 2»، لدى عرضه ضمن موسم عيد الأضحى. صبري أكدت، في حوارها مع «الراي»، أن صالح هو أحد الفرسان الذين ساهموا في نجاح الجزء الثاني، مبينة أنه ممثل موهوب من الصعب تكراره. وفيما تحدثت عن تجربتها في «الجزيرة 2» والتطور الذي طرأ على شخصية «كريمة» التي تجسدها في الفيلم كنموذج للمرأة المصرية، وعرضت لأصعب المواقف التي واجهتها أثناء التصوير وفرحتها بالنجاح الجماهيري الذي حققه الفيلم، تطرقت أيضاً إلى أسباب إقبالها على تقديم الجزء الثاني ورؤيتها لمستقبل السينما في الأيام المقبلة... إلى جانب تفاصيل أخرى وردت تفاصيلها في سياق هذا الحوار.

• في البداية، لماذا أقبلتم كفريق عمل على تقديم جزء ثانٍ من «الجزيرة»؟ ـ أولاً، أنا أعتبر فيلم «الجزيرة» من الأعمال الاستثنائية في تاريخي الفني، وشخصية «كريمة» التي جسدتها خلاله من أقرب الشخصيات التي جسدتها لقلبي. فهناك صفات مشتركة بيني وبينها أهمها العناد. وقد دفع النجاح المدوي للجزء الأول عند عرضه سينمائياً وتلفزيونياً فريق العمل، إلى أن يقدموا جزءاً ثانياً، خصوصاً أن الشخصيات داخل الأحداث حياتهم حافلة بالدراما، وقابلة بالفعل لدخولها في أحداث جديدة. أيضاً قيام المؤلف بترك النهاية مفتوحة جعل احتمالية وجود جزء ثانٍ مقبولة، وبالرغم من ذلك، فإن المخرج شريف عرفة كان متردداً بشأن تقديم الجزء الثاني، لكن تغيّر الظروف السياسية التي قدم فيها الجزء الأول جعل كلاً من شيرين ومحمد وخالد دياب يفكرون في كتابة الجزء الثاني بنفس روح الجزء الأول، والحقيقه كلنا كنا متحمسين كي نرجع «ونشتغل مع بعض من جديد».


• هل نعتبر ذلك استثماراً لنجاح الجزء الأول؟ ـ طبعاً، وما العيب في ذلك، فالسينما على مستوى العالم عندما ينجح فيلم يستثمر صنّاعه هذا النجاح، خصوصاً إذا كانت الشخصيات تتحمل أحداثاً جديدة، وأعتقد أن أبطال "الجزيرة" شخصيات غنية وحياتهم زاخرة بالأحداث الدرامية العميقة. بجانب أن وجود شخصيات جديدة مثل شخصية الشيخ جعفر، الذي جسده المرحوم خالد صالح، كذلك شخصية أروى جودة وأحمد مالك، كلها أضافت دماء جديدة إلى أحداث الفيلم.

• وكيف تقيّمين «الجزيرة 2» في ضوء سيطرة الأفلام الشعبية طوال السنوات الماضية؟ ـ أعتبره نوعاً من المقاومة السينمائية في ظل أزمة غياب الأفلام الكبيرة ذات الإنتاج الضخم، والتي تستعيد الجمهور إلى قاعات السينما، وهذا لن يحدث بالجزيرة فقط، ولكنه تكرر من قبل بواسطة أفلام مثل «الفيل الأزرق» لكريم عبدالعزيز و«صنع في مصر» لأحمد حلمي. الناس في حاجة إلى مشاهدة أفلام كبيرة لناحية التكلفة ومستوى الجودة، وعلى الجانب الآخر هناك طفرة حدثت في الأفلام المستقلة، وحركت المياه الراكدة في السنوات الأخيرة. كل هذا يكون في مواجهة أفلام المقاولات.

• كيف ترين التطورات التي طرأت على كريمة في الجزء الثاني من "الجزيرة"؟ ـ كريمة مثل بقية شخصيات «الجزيرة»، الزمن غيّرهم، فهي أصبحت كبيرة "الجزيرة" في غياب منصور الحفني، ولكن عند عودته تحدث العديد من المشكلات، لا أريد أن أحرق الأحداث، لكن هذا الجزء مثير للغاية، وسيشد انتباه الجمهور من أول لحظة وحتى النهاية.

• هل هناك روابط شبه بين شخصية كريمة والشخصية الحقيقية لهند صبري الإنسانة؟ ـ كريمة بطبعها شخصية قوية وعنيدة، الحب قد لا يزحزحها عن مواقفها. أيضاً هي شخصية قيادية، ولكنها في الوقت نفسه تتصف بالحنان، وتبحث عن الحق، لذلك هي قريبة إلى قلبي وتجمعني بها الكثير من الصفات، خصوصاً الشعور بالكرامة والكبرياء وعزة نفس التي تفوق مشاعر الحب لديها.

• هل من الممكن أن نعتبرها رمزاً للمرأة المصرية في صمودها، خصوصاً أنها كان لها دور واضح في الثورة؟ ـ كريمة هنا ترمز إلى الأصل... والفيلم تدور أحداثه في السنوات الثلاث الماضية، ونحاول أن نعرف أين ستذهب بنا رغبتنا في العودة إلى الأصل، وكيف ندافع عن بلدنا أو الجزيرة التي أعتبرها نموذجاً مصغراً لمصر.

• ما أصعب المشاهد التي أرهقتك في العمل؟ ـ جميع مشاهد الفيلم كانت صعبة، لأن شريف عرفة من المخرجين المتميزين الذين يصورون المشاهد من زوايا متعددة. فهو يرى المشهد قبل تصويره جيداً، وذلك في الوقت الذي يثق به فريق العمل ثقة عمياء. ومع ذلك، فأنا أستطيع القول إن الأصعب كانت مشاهد الصحراء والمعارك؛ لأن تصويرها تم في مواقع جبلية وحجرية، ومن المعروف أن طبيعة هذه المواقع صعبة بسبب حرارة الجو والشمس الحارقة والأتربة بالطبع.

• استغرق «الجزيرة 2» وقتاً طويلاً في التصوير... فما السبب في ذلك؟ ـ هناك أسباب عدة كانت وراء تأخر الفيلم، أهمها الظروف الأمنية التي منعتنا من التصوير في موقع تصوير الجزء الأول نفسه في مدينة الأقصر، واضطررنا إلى استبداله بمواقع تصوير أخرى في القاهرة. أيضاً ارتباطي أنا وخالد صالح وخالد الصاوي بأعمال رمضانية، ما جعل من الصعب التوفيق بين مواعيدنا جميعاً، بجانب أن مخرج العمل شريف عرفة كان يرفع شعار الجودة أولاً.

• خالد صالح أحد فرسان «الجزيرة 2»... كيف استقبلت خبر وفاته؟ ـ صدمة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ... خالد صديق ورفيق درب قبل أن يكون زميلاً، كان من أطيب وأجدع الشخصيات التي من الممكن أن تقابلها في حياتك... غياب خالد المفاجئ صدمنا جميعاً... وما زلت في حالة الصدمة حتى الآن.

• وكيف ترين تجربتك معه، خصوصاً أنك كوّنت "دويتو" بمشاركته في أكثر من فيلم وعمل تلفزيوني؟ ـ خالد صالح هو من أكثر الممثلين موهبة، أحببت أن أمثل أمامه، فالممثل الموهوب يعلي الممثل الذي أمامه، أحب أعمالي معه للغاية، سواء في السينما في «أحلى الأوقات» أو في مسلسل «بعد الفراق»، فممثل مثل خالد صالح من الصعب أن يتكرر.

• ركز الجزء الأول من "الجزيرة" على قضايا المخدرات والسلاح.". فما القضايا التي ركز عليها الجزء الثاني؟ ـ الأحداث في الجزء الثاني ركزت على ما بعد ثورة يناير، وهروب المساجين من السجون، وما سُمي بالطرف الثالث، والجماعات الإرهابية، والعديد من القضايا التي شغلت الرأي العام في مصر خلال السنوات الماضية.

• وكيف ترين النجاح المدوي لـ «الجزيرة 2» وحجم الإيرادات التي حققها خلال أيام عرضه؟ ـ سعيدة جدا بهذا النجاح، وأنا في قمة الفرح، ولا يكدر هذه الفرحة سوى رحيل خالد صالح الذي كنت أتمنى أن يكون حاضراً معنا كي يرى نجاحه ويشاركنا في قطف ثمار عملنا... فقد راهنت على ذوق الجمهور، فعندما يجد عملاً محترماً يقبل عليه، وأعتقد أن نجاح «الجزيرة» سوف يشجع المنتجين على إنتاج الأفلام ذات الميزانيات الكبيرة التي افتقدناها في السنوات الأخيرة.

• وأين السينما التونسية من أولوياتك؟ ـ أنا أعشق السينما التونسية؛ فهي سينما بلدي ووطني، وأحرص على المشاركة فيها. السينما التونسية صاحبة الفضل عليّ منذ بدايتي، هي سبب شهرتي، وقدمتني للسينما العربية بشكل عام منذ أول أفلامي «صمت القصور»، والذي أعطاني فرصة كبيرة ما زلت حتى الآن أدين لها بالفضل في شهرتي في سن صغيرة. لكن انشغالي بأسرتي وبأعمالي المصرية، وأيضاً عملي كسفيرة للنوايا الحسنة، كل ذلك جعلني أنشغل عنها. فأنا لا أمتلك الوقت الكافي لكي أسافر إلى تونس وأصوّر أعمالاً هناك، وأعتقد أن هذا الأمر سيتغير في الفترة المقبلة، وأنا لديّ مشروعان لفيلمين سأبدأ التحضير لهما قريباً، هما «ليلة قمر مكتمل» و«زهرة حلب».

• كيف ترين مستقبل السينما في الأيام المقبلة؟ ـ متفائلة بالوضع العام، والجميل في هذا الأمر أن السينما نجدها الآن متنوعة، تقدم أنواعاً مختلفة من الأفلام السينمائية التي تعجب كل الأذواق، فهناك الأفلام المستقلة والغنائية والاستعراضية والشعبية، والأفلام ذات الإنتاج الضخم والمنخفض. أتمنى أن تسهم التطورات السياسية والاستقرار الحادث الآن في رفع أسهم السينما.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي