No Script

إضاءات / الواقع الافتراضي... لدى الشباب والناشئة

u062f. u0635u0628u0627u062d u0627u0644u0633u0648u064au0641u0627u0646
د. صباح السويفان
تصغير
تكبير
ليس لدي إحصائية معتمدة وجادة تثبت لي مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الناشئة والشباب الذين هم في طور التكوّن، وكل ما نقرأه عبارة عن إحصائيات قد تقتصر على دولة بعينها دون بقية دول العالم، ما يفقدها قيمتها، لأن كل مجتمع لديه الخصوصية التي تجعله لا يتأثر بما يتأثر به مجتمع آخر، لديه أفكاره ومعتقداته ومفاهيمه الخاصة، أو انها اجتهادات ودراسات باحثين في هذا المجال، بعضها يحفه الموضوعية والبعض الآخر قد يبالغ في التأثيرات السلبية أو الإيجابية، ما يجعلنا في حالة من التردد وعدم الاستقرار على فكرة واحدة... لنقول إن هذه الوسائل جيدة وتخدم الإنسان أم أنها مدمرة لحياته.

لذا فإنه من الصعوبة بمكان وضع انطباع واحد ومشترك عن تأثير هذه التقنيات العلمية، ومن ثم حصرها في منطقة واحدة، ولكن هذا لا يمنع أن كل من لديه رغبة في الإدلاء بدلوه أن يدلي، ربما نصل إلى حقيقة ملموسة يمكن الاعتماد عليها في تشخيصنا لمثل هذه الظاهرة التي اجتاحت العالم بأثره.

ورأيي في هذا المجال دائما ما يكون في اتجاهات عدة وذلك لأني قبل أي شيء أب يهمه مصلحة أولاده، ولأني انتمي لمجتمع أكاديمي، يحرص على أن تكون معلوماته من جهة موثقة، وذات طابع علمي أكاديمي، لضمان الدقة، وعدم تداخل الآراء ومن ثم عدم الوصول إلى نتيجة نهائية.

وما يهمني في هذا الأمر هو التحصيل العلمي الذي قد يتأثر سلبا لو أن الناشئ أو الشاب قد دخل في مرحلة إدمان كامل لمثل هذه الوسائل، وجعلها ملهاته اليومية، التي تشغله عن تحصيله العلمي، وتغنيه عن مواصلة مشواره الدراسي بالأسلوب الذي يتمناه أولياء الأمور، وهذه المشكلة يشتكي منها معظم الآباء الذين يتابعون أبناءهم، ويحرصون على أن يكونوا متفوقين دراسيا، فهذه الوسائل- حسب ما قرأته من أبحاث منشورة أو حسب رأيي الشخصي الذي استنبطته من متابعاتي لطلبة الجامعة، ومحاوراتي العديدة معهم- وجدت أنه من الصعب التحكم في رغبات هؤلاء الصغار، ومنعهم من التفاعل معها، والسبب لأن في هذه المرحلة العمرية ستجد أن الشباب والناشئة ميّالون إلى التجريب... تجريب كل ما هو متاح في الحياة، وإن توجيه أولياء الأمور مهم في هذه المسألة من خلال النصح والإرشاد بطرق ذكية، يكون المؤشر فيها طبيعة الشاب نفسه، هل يتفاعل مع النصح الهادئ أم أنه يحتاج إلى بعض الشدة الرحيمة، أم أنه لا يمكن التعامل معه إلا بأسلوب الصواب والعقاب.

ومن ناحية أخرى لهذه الوسائل قيمتها عند شباب اليوم- برضانا أم من دون رضانا- لذا فإننا نحاول التقليل من آثارها على أبنائنا من خلال المتابعة، والانتباه للفترة التي يقضونها على أجهزتهم، سواء في ايام الدراسة أو الإجازة... ومحاولة إيجاد حلول للتخفيف من التصاقهم بأجهزتهم، مثل إشراكهم في برامج رياضية أو ثقافية وغير ذلك من الفعاليات التي تحسن من الأداء الاجتماعي للأبناء كعلاج لما تسببه وسائل التواصل الاجتماعي على شبكات الإنترنت من تدمير لملكة التفاعل مع المحيط الواقعي.

* كاتب وأكاديمي في جامعة الكويت

alsowaifan@yahoo.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي