«لقاء حميمي» أسقط «الشيخ المزيف»

«ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع»، مثل انطبق على مواطن سقط بعد «لقاء حميمي» لم يكتمل في قبضة المباحث الجنائية، بعد انتحاله صفات شيوخ ووجهاء وقياديين استغلها في أعمال النصب والاحتيال واستدراج الفتيات وممارسة الأعمال المخلة بالآداب.
صاحب السجل المتخم بقضايا التزوير والسرقة وأوامر الضبط والإحضار ومنع السفر، تلقى المدير العام للإدارة العامة للمباحث الجنائية اللواء محمد الشرهان إخبارية عن ادعائه بأنه شيخ تارة، وأنه شخصية قيادية معروفة في الدولة تارة أخرى، مستخدماً أحد التطبيقات الإلكترونية في الوصول إلى أرقام من ينتحل صفاتهم، فضلاً عن مهاتفته لبعض المحال المعروفة وإبلاغهم بحاجته إلى بعض الأشياء الثمينة، وأنه سيرسل إليهم مناديبه للحصول عليها على أن يزودهم بثمنها لاحقاً نقداً أو بواسطة شيكات.
اللواء الشرهان، وأمام جملة التهم الموجهة للمنتحل سارع إلى تشكيل فريق من رجاله للتحري عن الشخص، ليتبين أنه وصل الأمر به إلى تعرفه على فتيات عن طريق إيهامهم بأنه ذو حيثية وأنه ينوي الارتباط بهن، ثم يعتدي عليهن ويتبخر عن عيونهن.

المباحثيون، وحتى يحددوا هوية المتهم عادوا إلى ملفات المشتبه فيهم الذين تنطبق عليهم الأوصاف التي أدلى بها المجني عليهم، وظهر لهم أنهم قبل سنتين اصطادوا شخصاً اتخذ الأسلوب ذاته في أفعاله، حيث انتحل حينها رقم هاتف وزير سابق في عملياته، وبالاستعلام عنه وُجد أنه خارج السجن، فنصبوا له كميناً استعانوا فيه بفتاة كمصدر سري تعرفت عليه وواعدته بـ «لقاء حميمي» في أحد المجمعات التجارية الشهيرة في منطقة شرق، وفي الوقت المحدد أعطت عناصر المباحث إشارة تدخلوا على إثرها واقتادوا الهدف إلى التحقيق، وبمواجهته بالتهم المنسوبة إليه أقر بها، واعترف بأنه يتلذذ باصطياد فرائسه بالنصب والحيلة.
ووفق مصدر أمني «تم حجز المضبوط على ذمة قضية جديدة سجلت بحقه تضاف إلى القضايا الأخرى والتي تنوعت بين تزوير في محررات رسمية صادر فيها حكم بالحبس خمس سنوات واجبة النفاذ، وسرقة في مخفر شرطة السرة، ومطلوب لإلقاء قبض على ذمة نصب واحتيال في مخفر شرطة الزهراء، فضلاً عن أمري ضبط وإحضار، كونه مديناً بـ 24 ألف دينار، وصدور 10 أوامر منع سفر ضده».