No Script

@أمينة

غواية الكتابة

No Image
تصغير
تكبير

غريبة هي الكتابة، تستدرجك كلما قاطعتها بسحرها المعتاد، كما يستدرج الضوء الفراشات. لينتحر وهو ثمل سعادةً وبهجة. لتعود فرحاً بهزيمتك لأحضانها.
منذ بداية الصيف هذا العام وأنا أحاكي نفسي بأنني بحاجة لأخذ إجازة طويلة من عالم الكتابة. أجازة بلا عمر مفترض. فلا تاريخ بداية ولا تاريخ نهاية لها.
كان هذا القرار نتيجة لحظة انهزام تراءت لي فيها أن الكتابة غدت بلا جدوى، وما أكتب لا صدى له.


فتم ما عزمت عليه، هربت من عالم الأحرف وهربت من الكويت بأجملها. هروب انشغلت به بعالم الرحلات والتنقل من بلد لآخر. لكن لقاء القراء الأعزاء بالخارج من ينتظرون دائما جديد الكاتب، كان كما السكاكين التي تقطع حبال العزم.
زيارة المكتبات والمعارض الدولية للكتب بالخارج، والغوص بين الكتب الحديثة و القديمة، تغويك للكتابة من جديد و قطع ما عزمت عليه من هجرة لعالم الكتب والكتابة السحري.
أما الضربة القاصمة لعزم هجر الكتابة كانت زيارة معرض الكويت الدولي للكتاب، والالتقاء بنخبة من الكتاب والروائيين. هذه الزيارة كانت أكبر غواية للعودة لأحضان الأحرف المتشابكة، وسرد ما لذ من الكلمات.
أبهرني الأسلوب الراقي جدا الرافض لما تعرضت له الأعمال الأدبية المحلية والعالمية من منع، وهو العمل الفني الذي كان للفنان محمد شرف. مقبرة الكتب التي نفذت مقابل المعرض، عمل فني راقٍ ولافت، هذا العمل هو الأسلوب الأجمل والأرقى في موضوع رفض منع الكتب الذي شاهدناه في أيام معرض الكويت الدولي للكتاب.
ولكن الأمر الملفت جداً، أنه رغم هذا المنع الذي آلم محيط المثقفين إجمالا والمعنيين بالكتابة بشكل خاص، إلا أنه كان هنالك تواجد جيد لمجموعة كبيرة من الكتاب الكويتيين والخليجيين والعرب. وحضور رائع لدور نشر كويتية حديثة الولادة، بالإضافة إلى ذالك الوميض الجميل و الواضح للكتاب الشباب ومجموعة كبيرة حديثة العهد من الإصدارات الأدبية التي تصرخ بأن الثقافة هي ديدن الكويتيين. الذين لم تمنعهم هزيمة الثقافة بهذة المعركة أمام الرقيب.
بعد كل ما ذكرت... هل من سبيل للهرب من غواية الكتابة؟

* كاتبة كويتية
Twitter:amina_abughaith
 aminaabughaith@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي