No Script

تسعيان لتشكيل معارضة سورية مسلّحة تابعة لهما

موسكو وطهران تركّزان في فيينا على محاصرة حركة «أحرار الشام»

تصغير
تكبير
لخّص ديبلوماسيون غربيون، ممن تسنّى لهم الاطلاع على فحوى محادثات فيينا التي تم تخصيصها للأزمة السورية، السبت الماضي، مجريات اللقاء الدولي بأنه مؤتمر «سعى اليه الروس والايرانيون خصوصاً، من اجل محاصرة حركة أحرار الشام».

وأضافوا أن الانطباع الذي تولّد لدى العواصم الداعمة للمعارضة السورية، مفاده ان روسيا وإيران تسعيان الى تشكيل معارضة سورية مسلّحة تابعة لهما، وفرضها على وفد المعارضة السورية المسلحة الذي يفترض ان يشارك في الحوار حول سورية، وفي ما بعد في العملية السياسية».

وتابع الديبلوماسيون ان روسيا تسعى لاستمالة «الجيش السوري الحر» لجهتها وتقديمه على انه الجهة الوحيدة المخوّلة ان تتمثّل في العملية السياسية. وفي حال تسنّى للروس فرض سيطرتهم على «الحر» وإبعاد الفصائل المعارضة التي لا تناسبهم عنه، يمكن لروسيا آنذاك «اعتبار أي مجموعة سورية مسلحة خارج الجيش العربي السوري والجيش السوري الحر (إرهابية)».

وعندما تحصل روسيا على موافقة دولية في فرض صفة «الإرهاب» على مجموعات سورية لا تناسبها، «يكون ذلك بمثابة إجازة دولية للقضاء على هذه المجموعة، حتى لو تطلب ذلك شن حرب عسكرية شديدة الدموية».

وفي مقابل موافقة واشنطن وحلفائها على الرؤية الروسية حول من يمثّل المعارضة السورية المسلحة، تعرض موسكو تخلّيها عن التمسّك بالأسد «والإبقاء على مصيره معلقاً، مع إمكانية خروجه من الحكم في وقت لاحق»، حسب المصادر الديبلوماسية المذكورة.

إلا ان المصادر نفسها قالت إن «واشنطن أعربت عن استعدادها للمقايضة، بالتخلّي عن مجموعات سورية معارضة وإلصاق صفة (إرهابية) بها، شرط تخلّي الروس تماماً وعلناً وفوراً عن الأسد، ودعوتهم إياه إلى الخروج من الحكم»، وهو شرط لم يقبله الروس، واكتفوا بالقول إن «موسكو لا تتمسّك بالأسد»، وإنها تقبل «من يختاره الشعب السوري رئيساً، حتى لو كان غير الأسد».

لكن حلفاء أميركا، وفي طليعتهم السعودية وتركيا، رفضوا المقايضة، وتمسّكوا «بحق السوريين بالدفاع عن أنفسهم في وجه حرب الأسد عليهم عبر تشكيلهم فصائل مسلحة». وقال السعوديون والأتراك إن هناك «ميليشيات غير سورية تقاتل داخل سورية، وهي مصنّفة أصلاً(إرهابية) على لوائح اميركا وأوروبا ودول الخليج»، في إشارة الى «حزب الله» المنخرط في الحرب السورية.

وفي أنباء تداولتها الأوساط الأميركية أن «مشاركين عرباً توجهوا الى الوفد الأميركي بالقول إن واشنطن تصنّف (حزب الله) منظمة إرهابية منذ منتصف التسعينات، ثم توجّهوا الى الأوروبيين بالقول ان الاتحاد الأوروبي يصنّف ما يعرف بالجناح العسكري للحزب، وهو الذي ينخرط في معارك سورية اليوم، على انه تنظيم إرهابي كذلك».

وتابع معارضو الرؤية الروسية من المشاركين في فيينا أنه «إذا تحولت الحرب في سورية الى حرب ضد الإرهاب، فالأجدى محاربة التنظيمات الموضوعة على لائحة الإرهاب أصلاً مثل الدولة الإسلامية (داعش) وحزب الله». وأضاف الاتراك المشاركون في فيينا أن انقرة تريد ان ترى فصائل كردية مسلحة على لائحة التنظيمات الإرهابية المطلوب محاربتها كذلك، وأنها قلقة من قيام بعض الدول بتسليح هذه الفصائل، في إشارة الى قيام الولايات المتحدة بتزويد مقاتلين أكراد بكميات من العتاد والأسلحة لتعزيز قدراتهم القتالية ضد «داعش» في مناطق شرق الفرات.

في المشهد السوري المعقد، تصرخ كل دولة من المشاركين في مؤتمر فيينا أن هذه المجموعة او تلك هي الإرهابية، فيرتفع صوت دولة مناوئة تعتقد العكس، وهو ما يجعل من شرط توافر إجماع على المجموعات المسلحة التي سيتم السماح لها بالمشاركة في العملية السياسية أمراً شبه مستحيل، حسب المطلعين الاميركيين.

إلا أن العارفين في العاصمة الأميركية يعتقدون ان روسيا وإيران ستسعيان الى تكرار عملية إغراق المعارضة السورية المسلحة بمقاتلين سوريين يفترض أنهم معارضون، ولكنهم في الواقع مقرّبون من الأسد ونظامه ومن طهران وموسكو.

ويقول المتابعون الاميركيون ان روسيا وإيران تحاولان اقتناص «الحر» باستضافة زعماء مجموعات مسلحة يزعمون انهم من قادته، ثم إضعاف هذا الائتلاف العسكري الفضفاض بخلق قياديين داخله يكسرون وحدته ويقيّضون من مصداقية مواقفه، على غرار ما فعلوا في إضعافهم المعارضة المدنية قبل ذلك.

لافروف: ليس مقبولاً فرض أي شروط مسبقة حول مصير الرئيس السوري بعد هجمات باريس

واشنطن تطالب موسكو بالتحوّل من دعم الأسد لقتال «داعش»

عواصم - وكالات - أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما، أنه يريد أن تحوّل روسيا تركيزها من دعم النظام السوري ورئيسه بشار الأسد إلى قتال تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، موضحاً انه سيناقش ذلك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعتبر ان على القوى العالمية بعد اعتداءات باريس ان توحد جهودها ضد «داعش» من دون فرض اي شروط مسبقة حول مصير الرئيس السوري بشار الاسد.

واضاف اوباما على هامش قمة منظمة التعاون الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادي «أبيك» في العاصمة الفيليبينية مانيلا، أن روسيا «شريك بنّاء في فيينا من خلال محاولتها خلق مرحلة انتقالية سياسية» في سورية «لكن من المحتّم ان هناك فخاً، وهو ان موسكو دائماً مهتمة بأن يبقى (بشار) الاسد في السلطة». واعرب عن الامل في ان تركّز روسيا غاراتها الجوية وضرباتها العسكرية في سورية على «داعش» بدل دفاعها عن نظام الاسد. وقال ايضاً: «سوف ننتظر ونرى ما اذا كانت روسيا ستولي اهتماماً اكثر بمواقع تنظيم (الدولة الاسلامية). في حال حصل ذلك فهو شيء نشيد به». وأشار إلى أنه يرحب بتحرك فرنسا لتكثيف الغارات الجوية على «داعش» في سورية، وأن واشنطن ستساعد حليفتها باريس.

بدوره، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان على القوى العالمية بعد اعتداءات باريس ان توحد جهودها ضد «داعش» من دون فرض اي شروط مسبقة حول مصير الاسد.

وقال للصحافيين: «من غير المقبول بعد الآن فرض اي شروط مسبقة على توحيد القوى في حملة مكافحة الارهاب»، مشيراً إلى ان القوى العالمية لم تتوصل بعد الى اتفاق، خلال محادثاتها في فيينا، على دور الأسد المستقبلي.

ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن أعضاء في «داعش» وأسر قياداتها، بدؤوا أمس، ينتقلون من مدينة الرقة السورية إلى الموصل العراقية.

ولفت إلى ان الغارات الجوية التي شنتها فرنسا ودول أخرى على مواقع التنظيم في الرقة، خلال الأيام الثلاثة الماضية، أوقعت ما لا يقل عن 33 قتيلاً.

ونقل المرصد ان مقاتلات النظام شنت غارتين على مواقع للتنظيم في الرقة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «قتل 33 عنصراً على الاقل من (الدولة الاسلامية) في الغارات الروسية والفرنسية التي استهدفت في 15 و16 و17 نوفمبر (الجاري) مقار وحواجز للتنظيم» في الرقة، مشيراً الى سقوط عشرات الجرحى. واوضح ان التنظيم «اتخذ احتياطاته مسبقاً، لذلك فإن المواقع المستهدفة من مستودعات ومقار لم يكن فيها إلا حراس فقط»، موضحاً ان غالبية القتلى سقطوا جراء استهداف حواجز المتطرفين. ولفت عبد الرحمن الى «حركة نزوح كبيرة لعائلات المقاتلين الاجانب في التنظيم باتجاه محافظة الموصل في العراق، اذ يعتبرونها اكثر امناً، خصوصاً انهم يقولون ان الضربات الجوية استهدفت اماكن سكنهم».

في غضون ذلك، أصابت غارات التحالف ضد «داعش» في دير الزور والبوكمال، والتي تقودها الولايات المتحدة، 175 هدفاً على الأقل في المنطقة الرئيسة المنتجة للنفط التي يسيطر عليها التنظيم، خلال الشهر الأخير، مع تكثيف واشنطن جهودها لوقف مصدر تمويل رئيس، يقدّر أنه يدرّ على التنظيم المتشدد أكثر من مليون دولار يومياً.

وشملت الضربات قصف 116 عربة ومنصّات نفطية ومضخات وصهاريج تخزين.

وذكرت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» إن الضربات الاخيرة التي نفذها التحالف في سورية ألحقت «أضرارا كبيرة» بقدرة التنظيم على تمويل نفسه.

وحملت الضربات اسم «موجة المد الثانية» وتركزت على المنشآت النفطية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي