No Script

حروف نيرة

أنت في المقدمة!

تصغير
تكبير

«إذا قمت بعمل ناجح وبدأ الناس يرمونك بالطوب فاعلم أنك وصلت بلاط المجد، وأن المدفعية لا تطلق في وجهك، بل احتفاء بقدومك» كلمات منيرة للكاتب مصطفى محمود.
من لا يستطع اللحاق بك فلا يملك سوى طعنك من الخلف، ومن المؤسف حقيقة أننا نعاني من وجود أعداء النجاح الذين يحاولون محاربة كل ناجح ولا يعترفون بتميزه أو إنجازاته، في حين أننا بمجتمع علّمنا معنى الأخوة وربّانا على حب الخير لنا ولإخواننا.
النجاح يعلمك حقيقة من حولك، مِنهم المحب الذي يفرح لنجاحك، والحاقد الذي يحترق قلبه ولا يسرُّه إنجازك، والفاشل الذي لم يصل ويتمنى فشل الآخرين، وقد يحاول بعضهم إحباطك وإعاقة نجاحك، وأصعب ما في ذلك إن كانوا من أقرب الناس إليك كصديق أو أخ ظننته يسعد برفعتك، ثم تراه عدواً يحاربك لعدم قدرته على النجاح والتجدد وتطوير الذات.


إن الإنسان الفاشل يشعر بالنقص والأسى ولا يجد وسيلة للتخفيف عن شعوره سوى النيل والهجوم على الآخر، فيلجأ إلى سلوكيات من شأنها تشويه صورة الشخص الكفء، أو التقليل من شأنه سواء كان زميلاً أو قريباً، ومن أهم تلك الدوافع التي تجعله يؤذي الناجحين الخوف أن تعلو درجة زميله أو يزيد راتبه، وكذلك مع قريبه أو أخيه عندما يراه متفوقاً يفخر به أبواه، ومن الدوافع أيضاً أنه يحمل قلباً مريضاً يشعر بالحقد والحسد.
الفاشل ضعيف يتخذ الطريق الأسهل ليصبح بارزاً وهو إيذاء الناس بالسخرية والانتقاد وتشويه صورهم، ولا يلتفت لتطوير نفسه لأنه طريق صعب لا يتحمله الضعفاء وصغار العقول.
يقول علماء النفس: «تتنوع أساليب أعداء النجاح ما بين السخرية اللاذعة وإفشاء الأسرار وعدم احترام مشاعر الآخر، وكذلك ترويج الإشاعات غير الصحيحة، أيضاً نقل صورة مشوهة عن الزميل للرؤساء أو تعطيل مصالحه وغيرها من السلوكيات التي لا مجال لحصرها».
يتحتم على الناجح إدراك أن تلك السلوكيات ما كانت إلا من نفوس مريضة تنهش قلوبهم نار الغيرة، والقوي هو الذي لا يتأثر بهم بل يتغافل عن كل من يحاول إحباطه فالشخص الناجح أكبر من ذلك، ولا يعني ذلك إن وصل الأمر إلى التجريح والوقاحة، أو الشكوى بغير حق أن تسكت، بل تدافع عن نفسك بحزم وأسلوب يرفع من شأنك ولا تترك حقك.
فالسلوك العنيف الذي يقوم به الضعفاء لتشويشك ولفت انتباهك يجب أن يزيد من ثقتك بنفسك ويشعرك بالقوة والانتصار؛ فوجود الأعداء خلفك دل أنك في المقدمة كما في المقولة: «إذا جاءتك ضربة من خلفك، فاعلم تماماً أنك في المقدمة»، فإنها ضربات من أعداء زادت من قدرك، وإياك أن تقع في فخ الغرور، واشكر الله تعالى الذي فتح لك باب النجاح والسير في خطوات وصلت بك إلى القمة.

aaalsenan @
aalsenan@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي