عطاؤها لا نهاية له، ولا تنتظر المقابل، تداوي وهي تتألم، ولا تجد من يخفف عنها آلامها... الجنة تحت قدميها، أكرمها الله تعالى وفضّلها في البر على الأب؛ لما لها من فضل مضاعف؛ فهي التي حملت، ووضعت، وأرضعت؛ فهي الأحق بالبر وحسن الصحبة، كما في قول رسولنا الكريم للرجل الذي جاء يسأل: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، ثم أمك، ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك.
فمحبة الأم ينبغي أن تكون ثلاثة أمثال محبة الأب، وذلك أن صعوبة الحمل، وصعوبـة الوضع، وصعوبة الرضاع تنفرد بها الأم دون الأب، فهذه ثلاث مشقات يخلو منها الأب، ويشترك معها في رابعة وهي التربية والتوجيه مع الفارق الكبير.
يقول الشاعر حافظ إبراهيم: «الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتها... أعددت شعباً طيب الأعراق». فقد شبّه الشاعر الأمَ بالمدرسة التي إذا أُعدّت إعداداً جيداً من النواحي الأخلاقية والتربوية والتعليمية كان نِتاجُها شعبٌ طيب الأعراق؛ فهي بذلك تبني جيلاً ناجحاً في الخلق والعلم.