No Script

حروف نيرة

الأم مدرسة

تصغير
تكبير

عطاؤها لا نهاية له، ولا تنتظر المقابل، تداوي وهي تتألم، ولا تجد من يخفف عنها آلامها... الجنة تحت قدميها، أكرمها الله تعالى وفضّلها في البر على الأب؛ لما لها من فضل مضاعف؛ فهي التي حملت، ووضعت، وأرضعت؛ فهي الأحق بالبر وحسن الصحبة، كما في قول رسولنا الكريم للرجل الذي جاء يسأل: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، ثم أمك، ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك.
 فمحبة الأم ينبغي أن تكون ثلاثة أمثال محبة الأب، وذلك أن صعوبة الحمل، وصعوبـة الوضع، وصعوبة الرضاع تنفرد بها الأم دون الأب، فهذه ثلاث مشقات يخلو منها الأب، ويشترك معها في رابعة وهي التربية والتوجيه مع الفارق الكبير.
يقول الشاعر حافظ إبراهيم: «الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتها... أعددت شعباً طيب الأعراق». فقد شبّه الشاعر الأمَ بالمدرسة التي إذا أُعدّت إعداداً جيداً من النواحي الأخلاقية والتربوية والتعليمية كان نِتاجُها شعبٌ طيب الأعراق؛ فهي بذلك تبني جيلاً ناجحاً في الخلق والعلم.


الأم نتاج أسرة إن أحسنت تربيتها وتوجيهها، حتماً ستربي وتُعلم كما تربت وتعلمت، وينعكس ذلك على المجتمع، فيجب أن تُربي الأسرة البنت منذ الصغر على الأخلاق الحسنة والوعي والثقافة، وعلى البنت أو الزوجة أيضاً أن تهيئ نفسها بنفسها لتكون مربية وذلك بالقراءة والاطلاع أو حضور مجالس ودورات في كيفية تربية الطفل؛ فهذا الجانب مهم، ويجب أن تدرسه كل المقبلات على الزواج، حتى تكون قدوة وأماً ناجحة يرتقي بها المحتمع.
كل أم تعطي الحب والحنان، وقد تنسى الجانب التربوي، وقد تكون بيئتها لم تُعدها لتكون أماً ناجحة، أو صعب عليها إعداد نفسها بنفسها، وسواء نجحت أو فشلت في الجانب التربوي فلا نُحملها كل الذنب، فإن الفشل يرجع لأكثر من سبب: بيئتها، ومستواها العلمي، وقلة مشاركة الزوج أو عدم المشاركة أصلاً؛ ولكن تظل الأم عظيمة فهي التي تحملت مشقّات الحمل والولادة، وأعطت الحب والحنان، وجاهدت في الجانب التربوي حسب قدراتها.

aalsenan@hotmail.com
aaalsenan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي