No Script

واضح

أقلام الزينة !

تصغير
تكبير

الأقلام غالية الثمن أو تلك التي تحمل علامة إحدى الماركات العالمية، التي نضعها في جيوب ملابسنا العلوية، ونعتبرها أحد ملامح الزينة التي تزيننا ونحرص على إظهارها في جيوبنا، لا نستخدمها للكتابة عادة، فهي للزينة فقط، حتى لو كانت باهظة الثمن، ورغم أن القلم هدفه الأساسي الكتابة، إلا أننا نادراً ما نكتب بتلك الأقلام، أما كتاباتنا وإبداعاتنا فنكتبها بأقلام نرتاح لها ولسيل حبرها وسلاسة الإمساك بها بين الأصابع، وهي عادة ما تكون رخيصة الثمن بل زهيدة أيضاً!
مقالات الكتّاب وبنات أفكار المفكرين، وقصائد الشعراء، وخواطر الحكماء ونثرهم، وحتى لوحات الرسامين، كل هذا لا تخطه تلك الأقلام الغالية، ولا تعرف له طريقاً، بل هو نتاج أقلام رخيصة الثمن صنعت للكتابة لا للتزيين!
«أقلام الزينة» هي إحدى آفات إعلامنا العربي اليوم، فهناك فئة يظهرون إعلامياً - سواء في لقاءات أو مقالات أو مشاركات من أجل التزيّن!- فلا تعرف لكلام أحدهم طعماً ولا لوناً ولا رائحة! ولا تدري ماذا يريد أن يقول، أو ما رأيه في ما يسأل عنه!


بعضهم يحرص على مسك العصا من المنتصف، حتى لا يزعل منه أحد من المراقبين! فيخرج لينقل للمتلقي رأي كل الأطراف، وكأنه خرج ليكون كاميرا تصوير تنقل الحدث من دون أن تحلله أو تبدي رأياً فيه!
ذوو أقلام الزينة هؤلاء أصبحوا هم الأغلى والأشهر والأكثر تأثيرا في الصحف والقنوات ومواقع التواصل، فأصبح الصيت والتأثير لهم، كما أصبحت أقلام الماركات هي الأغلى حتى لو كنا لا نكتب بها!
أظن أن للإعلام مهمة، ومن أراد خوض غماره أو الوقوف على شباكه ليطل على المجتمع فإن عليه أن يكون ذا رأي، فيبديه بقوة من دون تجريح أو تجاوز أو إقصاء، ولا يتابع المجتمع الإعلام إلا ليستمع لهذه الآراء، وله أن يأخذ بها أو يطرحها، لكنه قطعاً لا يتابع الإعلام للاستماع لمن يمسك العصا من المنتصف! وحق المجتمع على من يظهر في الإعلام أن يستمع لرأي لا لمجرد «كلام للتزيّن»! فأقلام الزينة طغت على جيوبنا كما أنها طغت على عقولنا!

@lawyermodalsbti

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي