No Script

حوار / «طغى عليها توزيع المجاملات من أجل المشاركة»

بدر محارب لـ «الراي»: جوائز المهرجانات العربية ... «امسح واربح»!

تصغير
تكبير
• المسرح الكويتي يعيش حالة ازدهار غير مسبوقة

• الفنانون الشباب تميَّزوا بأعمالهم فكافأهم الجمهور بالحضور
«المهرجانات العربية للإعلام تمنح الجوائز للأعمال الفنية بطريقة (امسح واربح)»! هكذا قلل الكاتب بدر محارب من شأن الجوائز التي توزعها مهرجانات إعلام عربية على أعمال فنية غير متميّزة بالضرورة، منحياً باللوم على ما سماه «مجاملات تقدمها هذه المهرجانات جزافاً للدول المشاركة، إغراءً لها كي تحرص على الحضور في المرات التالية»!

محارب تحدث إلى «الراي» مطولاً حول هذه القضية، فذهب إلى أن «المجاملات جعلت الجوائز التي تتلقاها الأعمال الفنية عديمة الطعم والتأثير»، مشدداً على «أن العلاج يتمثل في تحديد جائزة واحدة لأفضل عمل في نوعيته، حتى يتسم التكريم بالمصداقية والموضوعية».


على صعيد الفن في الكويت، اعتبر محارب «أن المسرح يمر بحالة ازدهار غير مسبوقة»، مرجعاً الفضل إلى «الجيل الجديد من الشباب الفنانين والمنتجين الذين استطاعوا أن يغامروا ويتواصلوا مع الجمهور، وقدموا أعمالاً متنوعة ما بين استعراضي وغنائي وكوميدي»، ولافتاً إلى «أن الجمهور كافأ هؤلاء الفنانين بحرصه على حضور عروضهم، التي أنفقوا الكثير على إنتاجها لتتجلى بشكل متميز».

محارب ربط «حالة التوهج المسرحية» في الكويت - التي وصفها بأنها نادرة الوجود في العالم العربي - بارتفاع الوعي لدى الجمهور وتواصله مع صُنّاع المسرح.

في المقابل، كشف محارب عن اعتقاده أن الكويت لم تقدِّم دراما تلفزيونية متميزة في الفترة الماضية باستثناء مسلسل «ساهر الليل»، كما تطرق إلى كثير من قضايا الفن وصناعته... والتفاصيل نوردها في السطور الآتية:

? هناك غزارة في الأعمال المسرحية المنتَجة في الكويت. كيف ترى هذه الظاهرة؟

ـ المسرح لدينا في الكويت يمر بحالة ازدهاراستثنائية، قد تكون غير موجودة في العالم العربي، وهو يقدم أشكالاً متعددة من الإبداع المسرحي، وتُبذَل في صنعه جهود إنتاجية متميزة، حتى الأعمال التي تتضمن خروجاً على النص وفاقدة للمقومات المتعارف عليها للمسرح، هناك جمهور كبير يحبها ويطلبها ويحضر عروضها، ولكن يُفترَض في الوقت ذاته أن يتجاور مع ذلك يكون مسرحاً متميزاً.

? وما سبب هذا الازدهار والإقبال على المسرح بالشكل الذي نراه؟

ـ هناك حالة من التغيير الكبير في التعامل مع المسرح من قبل الجيل الجديد، بل هناك نظرة تكاد تكون مختلفة حتى عند الفنانين الشباب الذين يعملون في المسرح، لذا أصبحنا نجد في كل بيت كويتي من يحب المسرح ويذهب إليه، وهذا الأمر خلق حالة من الوعي الكبير لدى جمهور المسرح دفعت المنتجين الشباب إلى تقديم مسرح له مواصفات جاذبة، ما انعكس كثيراً على المشهد الفني، فغدونا نشاهد المسرح الاستعراضي والغنائي والكوميدي والنوعي وغيرها من الأنواع الأخرى.

? لكن هناك شركات فنية تعمل في المسرح فقط دون سواه؟

ـ هذا كلام صحيح لأمرين، أحدهما هو سهولة اتخاذ القرار من جانب مالك المؤسسة المسرحية، لأنه يتمثل شخصا أو اثنان، أما الأمر الآخر فهو أن الإنتاج المسرحي مختلف تماماً عن الإنتاج الدرامي الذي يحتاج إلى موافقات وتحضيرات وتكلفة كبيرة، بالإضافة إلى قصة المنتج المنفذ، وما يحدث فيها.

? يقال إن الخسارة في المسرح أصبحت شبه معدومة في الإنتاج، ما مدى صحة هذا الكلام؟

ـ دعنا نتحدث بشكل صريح وموضوعي، هناك منتجون يصرفون أموالاً طائلة على الأزياء والموسيقى والتقنيات والديكور والدعاية، مثل محمد الحملي وعبد المحسن العمر وغيرهما من الذين يعملون في المسرح، فإذا كان هؤلاء لا يربحون فلن ينفقوا على أعمالهم بهذه الطريقة، لكن في المقابل هناك أعمال مسرحية لم تربح، ومنتجون أصبحوا مدينين - حتى وإن كان قلة - وذلك لعدم خبرتهم، لأن الإنتاج هو أيضاً فن وحرفة مهمة تحتاج إلى وعي بما يحدث في الساحة المسرحية وطريقة اختيار النصوص والفنانين وموقع العرض وغيرها من الأدوات المهمة في الإنتاج.

? لكن هل من المعقول أن يعتمد المسرح في الكويت على الجيل الجديد فقط؟

ـ لأنهم هم الذين يتواصلون مع الناس ويتعاملون بأفكارهم في أعمالهم ويحبون المغامرات، ويعملون بصدق في المسرح، لذلك الجمهور يكافئهم بحضوره عروضهم، وهذا يعني أن هؤلاء قد عرفوا طريقهم بالشكل الصحيح، على عكس بعض النجوم الكبار الذين إذا عملوا في المسرح يقدمون عروضاً محدودة، لأنهم يبتعدون سنوات ثم يعودون فلا يجدون قبولاً كبيراً من جمهور المسرح، فهم لا يتابعون المتغيرات التي تحدث في صناعة المسرح، فضلاً عن أنهم يعملون عند منتجين وليسوا هم المنتجون للأعمال المسرحية، ومن ثم لا يستطيعون تقديم ما يريدون.

? هل يستمر مسرح الأسبوع الواحد في الكويت؟

ـ أعتقد أن الأمور تسير باتجاه الأفضل، ولدينا مسارح أصبحت تستمر أكثر من ثلاثة شهور باستثاء طارق العلي الذي يتوافر لديه مسرح طوال العام، لكن بالرغم من عروض الأسبوع الواحد هناك عروض متميزة إنتاجياً وفكرياً وغالباً ما يُعاد عرضها في مناسبات متعددة.

? صناعة الدراما في الكويت تواجه صعوداً وهبوطاً، كيف تقرأ ما قُدِّم في الموسم الماضي؟

ـ الكويت تحديداً لم تقدم عملاً درامياً خلال السنوات الماضية ترك بصمة باستثناء مسلسل «ساهر الليل»، ولم نعد نتذكر أي عمل، على عكس الدراما التي قدمت في السبعينات والثمانينات، فما زلنا نذكر «درب الزلق» و«خالتي قماشة» وغيرهما من الأعمال.

?هل هذا ينطبق على الدراما العربية؟

ـ في السابق عندما كان أسامة أنور عكاشة يقدم مسلسلاً كان الجميع ينتظره والدليل «ليالي الحلمية» و«الشهد والدموع» وغيرهما، ومع ذلك هناك جهود تبذل الآن في الدراما المصرية، لأن النجوم الكبار، بالرغم من أنهم ليسوا المنتجين لأعمالهم، لا يسمحون بمشاركة أي عنصر في العمل إلا إذا كان موهوباً ويستحق تجسيد الشخصية التي يقدمها، كما أن الإنفاق يكون بمستوى عالٍ.

? لكن المهرجانات العربية للإعلام - وآخرها مونديال القاهرة - تحتفي بالأعمال الدرامية والتلفزيونية والإذاعية من خلال فوزها بجوائز؟

ـ أعتقد أن الجوائز في المهرجانات العربية تسير على طريقة «امسح واربح»، وللأسف الشديد كلها مجاملات من أجل الإغراء بالمشاركات في الدورات المقبلة، فلا يُعقل أن توزع هذه الكمية الكبيرة من الجوائز، ويُفترض أن تقنَّن الجوائز، بحيث يكون العمل الفائز بالجائزة، عملاً واحداً فقط ويكون الأفضل في نوعه، ولا يكون بهذا الشكل الذي نراه، حتى يكون لهذه الجوائز معنى، بعدما فقدت المعنى والهدف!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي