No Script

العراق يدعو الكويت لفتح ملحقية عسكرية في بغداد لتعزيز التعاون الاستخباراتي ومواجهة «داعش»

تصغير
تكبير
سليم الجبوري: لجنة الصداقة المشتركة بين البلدين لم تفعّل بالطريقة التي توصل رسائل تجسر علاقاتهما بشكل واضح

مفهوم المصالحة المجتمعية فرض ضرورة توحيد صفوف المواطنين بمختلف أطيافهم أمام خطر الإرهاب

عمار الحكيم: عدد المستشارين الإيرانيين لا يتعدى العشرات مقارنة بمستشاري دول التحالف الذين يقدر عددهم بالآلاف

العراق لم يصل إلى معادلة سياسية مطمئنة وهادئة تضمن الاستقرار النفسي للمواطنين فهناك أزمة ثقة وتشكيك بالنوايا

من ينتقدون الكويت في وسائل الإعلام العراقية نسبة ضئيلة جداً قد تصل إلى 1 من 500 في المئة
كونا- أشاد وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري أمس، بمواقف الكويت الداعمة للعراق في المحافل الدولية، داعيا الكويت الى التعجيل بفتح ملحقية عسكرية في بغداد.

جاء ذلك خلال استقبال الجعفري لسفير الكويت لدى العراق غسان الزواوي، بمناسبة انتهاء مهام عمله.


وذكر بيان للخارجية العراقية ان الطرفين، استعرضا تطور العلاقات الثنائية خلال الفترة الماضية، وآليات تطويرها بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين.

ودعا الجعفري الى الاسراع بعقد الاجتماع الثالث للجنة المشتركة العراقية - الكويتية خلال الفترة المقبلة، وتفعيل المزيد من افاق التعاون وتوقيع الاتفاقيات التي من شأنها تعميق العلاقات.

كما دعا الكويت الى التعجيل بفتح ملحقية عسكرية في بغداد، لما له من اثر كبير في زيادة حجم التعاون الامني والاستخباري، ومواجهة الخطر المشترك المتمثل بتنظيم ما يسمى «داعش».

ونقل البيان عن السفير الكويتي حرص بلاده على دعم ومساندة العراق في حربه ضد تنظيم (داعش) وتقديم الخدمات في العديد من المجالات.

من جانب آخر، رأى رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، في زيارة الوفد الصحافي الكويتي للعراق رسالة جيدة، وقال «نحن نقرأها بشكل جيد»، معتبرا أن صناعة الصحافة الكويتية للرأي العام جعلها مدرسة تستحق الاحترام والتقدير، في حين أبدى رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم ارتياحه لعمق علاقات الكويت والعراق، لافتاً إلى أن من ينتقدون الكويت في وسائل الاعلام العراقية نسبة ضئيلة.

واضاف الجبوري خلال لقائه أمس الأول، الوفد الزائر للعاصمة العراقية بغداد «ندرك قيمة الصحافة في دولة الكويت ونكبر ما هو موجود ضمن الاطار المهني الناقل للصورة، وهو ما يجعل الجميع والمتلقي على مقربة من الحدث وتفاصيله وما وراءه».

ورأى ان دور الصحافة يكمن في صناعة الرأي العام والتأثير وخلق الاجواء الرحبة، مبينا ان ممارسة الصحافة الكويتية لهذا الدور جعل منها مدرسة تستحق الاحترام والتقدير.

وعلى صعيد العلاقات بين البلدين قال الجبوري «اذا اردنا المحافظة على دوام العلاقة فلابد من التركيز على البعد الشعبي والعلاقات والعمق الاجتماعي بانتمائنا لبعضنا كأشقاء ووحدة مصيرنا».

واتبع الجبوري قائلا ان «لجان العلاقات الخارجية في البرلمانين العراقي والكويتي، ومنها لجنة الصداقة المشتركة لم تفعل بالطريقة التي توصل رسائل تجسر العلاقة بشكل واضح».

وشدد على القول ان «عموم شرائح المجتمع العراقي تنظر باحترام شديد لدولة الكويت، والى الرقي الذي يتعامل به الشعب الكويتي بشكل واضح، وهو ما يجب ان نطوره ونرفع الحواجز التي تمنع هذا التواصل».

واوضح ان «مفهوم المصالحة في العراق انتقل الى مفهوم جديد وهو المصالحة المجتمعية، التي فرضت ضرورة توحيد صفوف المواطنين بمختلف اطيافهم امام خطر الارهاب، وأكسب العراقيين وعيا بهذا الجانب».

وذكر ان العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في العراق، مرت بفترة كانت قائمة على أساس الصراع، وأدت الى تعطيل عمل الدولة ما انعكس سلبا على افراد الشعب وبشكل واضح.

واكد ان الدورة البرلمانية الحالية تشهد توافقا وتفاهما بين اعضاء البرلمان، الامر الذي أوجد حالة من تكامل الادوار، سعيا الى اعادة السير الطبيعي للحياة المدنية، في اعقاب اندحار الجماعات الارهابية وتفاقم اعداد النازحين.

ولفت الجبوري الى ان الشباب أصيب خلال هذا الصراع بالاحباط ونشأت حالة من الهجرة الى «المجهول» غير محددة الهدف وغير محددة النهاية، هربا من هذه الحالة، مؤكدا في الوقت ذاته ان الشباب العراقي منتج ومؤثر حتى في التعبير عن الرأي والتظاهر وقول وجهة نظره بوضوح، ما يلزم ان يولى الشباب اهتماما اكبر. واعرب عن اعتقاده بأن «البرلمان يصبح احيانا مصدرا للمشاكل واحيانا مكانا لحل المشاكل»، مشددا على اهمية دوره كمؤسسة تشريعية منتجة وبعيدة عن التكتلات السياسية.

وأكد مساندة البرلمان للحكومة في مسارها ومساعي الاصلاح وتعاونه معها في كثير من المسائل، على الرغم من تعدد الآراء في البرلمان واختلافها، مشدداً على ان «القرارات الصعبة تحتاج الى ارادة، ويجب ان نكون مدركين لنتائجها».

واكد الجبوري اهمية الدفاع عن مصالح العراق وحقوقها بشكل واضح مع الآخرين، على أساس الحوار المفتوح، وليس بالتنازل عن استحقاقاته وتحقيق مصلحة دولة مع أخرى.

من جانبه، أشاد رئيس المجلس الأعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم، بعمق العلاقات الثنائية مع الكويت، وترحيب التيارات السياسية الكبيرة والأوساط الشعبية الواسعة بتلك العلاقات.

وقال الحكيم خلال لقائه مساء الثلاثاء بالوفد الكويتي، ان «من ينتقدون الكويت في وسائل الاعلام العراقية نسبة ضئيلة جدا، قد تصل الى 1 من 500 في المئة».

واضاف ان العراق يشهد تطورا كبيرا في مجال الحريات، لكنها تحتاج الى معايير ومحددات وضوابط تحد من الاساءة للآخرين، مشيرا الى ان «هذه هي ضريبة الانتقال من الديكتايورية الى الديموقراطية».

وذكر ان العلاقات بين البلدين تاريخية، مشيرا الى دور الكويت وتفهمها قيادة وشعبا لمعاناة الشعب العراقي منذ عام 1990.

واشار الى الاوضاع الداخلية في العراق، قائلا انها «تشهد تشابكا وتعقيدا في ظل الاحتقان المذهبي والقومي والاعتبارات التي تخص الشأن الداخلي العراقي».

وقال ان «العراق لم يصل الى معادلة سياسية مطمئنة وهادئة يضمن الاستقرار النفسي للمواطنين، فهناك ازمة ثقة وتشكيك بالنوايا ولكنها تخف يوما بعد».

واضاف «نحن نستعد لمعركة الحسم في محافظة نينوى كآخر محطة لتنظيم داعش وسنكون بتحريرها قد حررنا آخر شبر من الاراضي العراقية وهو انجاز كبير للعراق».

واشار الى ان «التفكير الآن لما بعد معركة الموصل وانتهاء (داعش) لنرى اوضاعنا الداخلية، ونضع رؤيتنا وأولوياتنا، وهو ما يشهد مداولات واجتماعات كثيرة بهذا الاتجاه».

وعن الاستعانة بالخبرات الايرانية لمواجهة «داعش»، قال الحكيم ان «ما يتم تداوله عن الوجود الايراني في المؤسسة العسكرية العراقية مبالغ فيه»، مؤكدا ان «عدد المستشارين الايرانيين لا يتعدى العشرات، مقارنة بالمستشارين من دول التحالف الذين يقدر عددهم بالآلاف».

وأكد الحكيم أنه «ليست هناك طائفية انما هناك استغلال سياسي للمذاهب»، ذاكرا ان اختلاف المذاهب موجود منذ قرون، وكان هناك تعايش بوجود هذا الاختلاف.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي