No Script

رواق

العيد وطني

تصغير
تكبير

«فكرة حميدة»... بدأت تطبقها الدوائر والمؤسسات في «حكومتنا الرشيدة»، من خلال الاحتفال بالعيد الوطني وعيد التحرير، وذلك بالتحرر من تقليص المصروفات وهدر المال العام من ميزانية الوطن!
قد نفهم أن الشركات الخاصة تتنافس بالأغنيات المتشابهة في الاحتفالات، لأسباب دعائية في الأسواق التنافسية، أما ما لا نفهمه فهو احتفالات الوزارات «الحميدة» في حكومة «رشيدة» واحدة!
إن كانت كل «الرشيدة» و «حميدة» يحتفل جميعه، فمن يشتغل أوهل يشتغلون قبل أن ينشغلوا بالاحتفالات؟


بعيداً عن الشغل وقريباً من الاحتفالات المتشابهة يقفز السؤال: لماذا لا تتفق جميع الوزارات والجهات الحكومية على احتفال موحد يقام في العطلة الرسمية بميزانية واحدة وفرقة شعبية واحدة، و«سيخ شاورما» واحد و«رول أب بانر» واحد، لتجسيد أحد صور الوحدة الوطنية في «العيد وطني»، (يمكنك أن تعتبر الجملة الأخيرة خطأ لغويا أو تذهب إلى المعنى الأعمق، بحسب ما يمليه عليك عقلك الباطن لفهم بواطن الأمور!).
وعلى سيرة العيد «وطني» على الأقل سيصل إنفاقها على حفل واحد وبميزانية واحدة، إلى برنامج حفل موحد، تقل فيه الأخطاء التي يكررها الذين يجهلون العربي - أو يتجاهلونه متعمدين - للإيحاء بأن ثقافتهم «إفرنجي» فتظهر الفضائح بدءاً من «السلام الوطني»، ولا تنتهي عند «السحب على الحضور» على الأقل، سيكون السحب واحداً في مهرجان وطني موحد، كما يحصل في العالم الموازي.
كيف تحتفل دول العالم بأعيادها الوطنية؟ كرنفال شعبي وألعاب نارية واستعراض عسكري وسلامتكم، أما عندنا فالاحتفالات تبدأ بـ«شباصة» وتنتهي بـ«فلاتر سناب شات».
طبعا هذا في الحاضر أما الماضي فكان حالنا فيه حال العالم نفسه!
فقد تقدم حاضر الآخرين عن حاضرنا، كما تقدم ماضينا على حاضرنا... لذا أعيدوا لنا ماضينا، «راضين»، بعد عودة الثمانينات، والسبعينات والستينات والفرحة الشعبية الحقيقية قبل «حميدة» و«رشيدة».
فالشعب راض أن تلغى جميع الاحتفالات لاستثمار ميزانيتها في إصلاح طرقها، وعلى رأي المثل الكويتي - من تأليف تويتر -: «ألف أغنية وطنية لا يمكنها أن تصلح حفرة واحدة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي