عمدة الحي المالي في لندن: «بريكست» يعزّز شراكات بريطانيا خارج أوروبا

أكد عمدة الحي المالي في لندن، الديرمان بيتر إيستلين، أن الكويت تعتبر من بين أسرع الأسواق نمواً في العالم على صعيد قطاع الخدمات البريطاني، إذ بلغ إجمالي تجارة الخدمات بين البلدين 1.5 مليار جنيه استرليني، خلال عام 2017، لافتاً إلى تسجيل زيادة قدرها 76 في المئة خلال العقد الماضي على هذا الصعيد.
ولفت إيستلين في كلمته خلال لقاء نظمه اتحاد المصارف الكويتية، إلى أن الحي المالي في لندن يلعب دوراً ريادياً على مستوى العالم، في مجال التجارة بالعملات والتقنيات وبرمجيات الحاسوب، علاوة على الشؤون المالية والمصرفية والتعاملات المصرفية عبر الحدود، وإدارة الاصول وغيرها، موضحاً أن إجمالي المبلغ المستثمر في الأصول في لندن يبلغ نحو 2.5 تريليون جنيه استرليني. وأكد إيستلين أنه بغض النظر عن نتيجة تصويت البرلمان البريطاني بما يتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «البريكست»، فإن لندن ستحافظ على دورها القيادي كمركز للخدمات المالية كما كانت عليه في السابق، لا سيما وأنها تضم مجموعة واسعة ومتنوعة من الخدمات المالية والتي تعززها القوانين البريطانية.
وأشار إيستلين إلى أن بلاده لا تنظر لمسألة الـ«البريكست» كتحد، وإنما تعتبره فرصة، مبيناً أن الانسحاب من الاتحاد الاوروبي سيمنح بريطانيا الفرصة لتقوية شراكتها مع الشعوب خارج أوروبا مثل الكويت.وكشف عن بلوغ اجمالي حجم التجارة البينية بين الكويت وبريطانيا العام الماضي من ناحية البضائع والخدمات نحو 3.5 مليار جنيه إسترليني، أي بزيادة قدرها 8 في المئة مقارنة بعام 2017.

وتابع أن هيئة الاستثمار الكويتية تستثمر في بريطانيا منذ 1952، وهي تعتبر أقدم صندوق ثروة سيادية في العالم اليوم.
وأكد إيستلين التزام بريطانيا بالتعليم والتدريب، مبيناً أن الجامعات البريطانية تحتل أفضل المراتب على مستوى العالم، وهي ترحب بالطلبة الكويتيين وأولئك الموهوبين من جميع ارجاء العالم.
وأفاد أن برنامج البعثات المقدم من قبله، يوفر التمويل للطلبة الأجانب، الذين يدرسون للحصول على درجة الماجستير في الجامعات البريطانية، أو الذين يتلقون التدريب في قطاع الخدمات المالية في بريطانيا، كاشفاً عن استفادة 4 كويتيين من البرنامج، ومعرباً عن تطلعه لمنح بعثة أخرى لطالب كويتي اخر متميز في وقت لاحق من هذا العام.
وأشار إلى أن الابتكار في المملكة المتحدة يتجلى في 3 مجالات رئيسية، وهي التمويل الاسلامي والتمويل البيئي والتقنيات وبرامج الحاسوب في الشؤون المالية والمصرفية.
وأوضح إيستلين أن التجربة البريطانية في مجال الخدمات المالية، جعلتها تحتل مركزاً قيادياً في مجال التمويل البيئي، من خلال توفير منتجات مالية مبتكرة لتمويل الحلول للمشاكل البيئية.
وكشف أن لندن هي اكبر مركز عالمي في مجال التقنيات وبرامج الحاسوب في الشؤون المالية والمصرفية، وأن حجم العاملين في ذلك المجال يبلغ 45 ألف شخص، بإيرادات تصل إلى 6.6 مليار جنيه إسترليني.
من جانبه، شكر السفير البريطاني لدى البلاد، مايكل دافنبورت، الكويت على استضافة عمدة الحي المالي في لندن، لافتاً إلى أن الترحيب الكبير الذي تلقاه خلال زيارته للبلاد هو أمر مقدر جداً، ويبعث رسالة واضحة على الرغبة في تعميق العلاقات بين البلدين ومواصلتها.وأوضح دافنبورت أن هذه الزيارة تأتي في وقت مميز خلال عام 2019، مع الاستعداد لإحياء الذكرى الـ120 لمعاهدة الصداقة بين بريطانيا والكويت، التي ستكون موضوعاً رئيسياً للعديد من الأحداث والأنشطة المهمة خلال هذا العام في الكويت وبريطانيا.