No Script

اجتهادات

الوافد... الحلقة الأضعف

تصغير
تكبير

عندما تستيقظ في الصباح وتستهل يومك بمتابعة الصحف اليومية، فإنك لم تعد تستغرب بأن قضية الوافدين تتصدر المانشيتات، وكما يقول إخواننا المصريون بـ «البنط العريض»... وبين التقليص والإبعاد وفرض الرسوم وتكويت الوظائف وإلقاء التهم، بات الوافد حديث الساعة.
وعندما تريد أن تطرح قضية على الساحة السياسية المحلية، ترغب فيها أن تكسب التعاطف الشعبي من دون خلق أي حزازات أو صراعات مع الكتل والتوجهات والآراء السياسية الأخرى، فإن من الأسلم لك أن تتحدث عن تأثير الوافدين في خلخلة التركيبة السكانية ودورهم في سوء الخدمات العامة!
وعندما تتحدث عن عدم قدرة الدولة على استيعاب هذا الكم الهائل من الخريجين في الوظائف الحكومية، فلا يجب عليك أن تنسى عدد الوافدين العاملين في الجهات الحكومية المختلفة، فالكويتي أولى! فهو قادر على أن يسد مكان أي وافد!


وعندما تتناول قضية ضعف التعليم في الكويت وتراجعه إلى مستويات متدنية مقارنة مع بقية الدول، فإن من الطبيعي أن تتذكر أن النسبة الأكبر من معلمي ومستشاري وزارة التربية والقائمين على مناهجها، هم من الوافدين، فمنك لله يا وافد!
وعندما تشاهد هذا التكدس الهائل في المستشفيات والمراكز الصحية، وتزايد فترات الانتظار لحين الدخول إلى الطبيب المعالج وعدم وجود العدد الكافي من الأسرة في أجنحة المستشفيات، فستقول ان كل ذلك سببه هذا العدد الكبير من الوافدين الذي يرغب بالعلاج هو الآخر!
وعندما تتابع إحصائيات وزارة الداخلية عن عدد الحوادث والوفيات الناجمة عنها والازدحامات المرورية اليومية الخانقة، فيجب ألا تندهش عندما تسمع في الدواوين، أن الوافدين هم سبب هذه المشكلة بسبب سوء قيادتهم وتساهل وزارة الدخلية في منحهم رخص القيادة!
وعندما تتحدث عن انتشار الرشاوى والواسطة في أروقة الجهات والمؤسسات الحكومية المختلفة، فإن الباحث في أصل هذه المشكلة يعلم جيداً أن من صدرها إلى الكويت هم الوافدون، والشواهد على ذلك كثيرة! والأدهى والأمر أن الوافد يزاحمك في إنجاز معاملاتك الحكومية، فتحتاج إلى مدة أطول لتقضي فيها مهامك!
وبالمناسبة، عندما كتبت مقالاً عن موضوع فرض الرسوم على الوافدين من قبل وزارة الصحة، فقد حصد هذا المقال أكبر عدد من القراء مقارنة بالمقالات الأخرى، وذلك على الموقع الالكتروني لجريدة «الراي»، تجاوز حينها الـ 15 ألف قارئ.
لذلك اسمح لي أن أقول لك يا أيها الوافد مع كل احترامي وتقديري، انك على ما يبدو ستظل سبباً في كل مشاكلنا الماضية والحالية والمستقبلية، ما صغر منها وما كبر وبلا استثناء، والأداة التي سيستغلها الجميع في تسبيب إخفاقاته وإخفاء عثراته، ولا ننسى أيضا في كسب وإرضاء من حوله، لأن واقع الحال وببساطة ومع الأسف الشديد يقول انك «الحلقة الأضعف» في بلد الإنسانية!

boadeeb@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي