No Script

حوار / «لا أشكو إلا لله... وأسمع أكثر مما أتكلَّم»

طيف لـ «الراي»: البعض يظلمونني... ويسلبونني حقي!

تصغير
تكبير
• أحببنا جيل حياة وسعاد ومريم بصدق... من دون «فلورز»

• شقيقتي أمل هي صديقتي الوحيدة منذ صغري

• أكتم أحزاني بقلبي... وليست لديّ خلافات مع أحد

• أتعبني نفسياً عقوقُ الطراروة لي في «ذاكرة من ورق»

• الجمهور ينصف الفنان ولا يظلم أحداً لحساب آخر
«بعض المنتجين يسلبونني حقي أنا وآخرين»!

بصراحة أقرب إلى «الصرخة»، كشفت الفنانة طيف عن بعض ما تعتبره مصدراً لألمها في الوسط الفني، موضحةً أن البعض لا ينتهجون قاعدة «أعطيك حقك وأعطني حقي»، بل يعمدون إلى ظلم زملائهم أدبياً ومادياً، ومكملةً: «لم يعد بمقدوري الآن أن أجامل مجدداً مثلما جاملت سابقاً»!


«الراي» تحاورت مع طيف، وتنقلت معها حول موضوعات شخصية وفنية، باحت فيها الفنانة بالكثير مما يسعدها، وجنحت أيضاً إلى بعض ما يؤرقها، على سبيل البوح و«الفضفضة»، وليس «الشكوى» التي تدخرها الا«لله وحده سبحانه»، إذ لا تحب ان تشكو لاحد سواه، وفقاً لتعبيرها!

تطرقت طيف إلى صداقتها للجميع أثناء التصوير، ولا يكاد العمل ينتهي حتى تأوي إلى بيتها، مفضلةً الانغماس في رعاية ابنها وابنتها، على قضاء الوقت في القيل والقال مع الآخرين، مستغربةً «احتفاء بعض المنتجين بالوجوه الجديدة على حساب الفنانين القدامى»، ومشيدةً «بالفنانات الكبيرات حياة الفهد وسعاد عبدالله ومريم الصالح، بوصفهن رموزاً للفن الأصيل والجميل».

وأكملت طيف - بعفويتها التي لا تنقصها الصراحة - أنها تعتبر شقيقتها الفنانة أمل عبدالكريم صديقتها المقربة منذ الصغر، في حين عوَّلت على الجمهور الذي اعتبرت «أنه عادل ومنصف يعطي الفنان حقه من التقدير والمودة، ولا يظلمه لحساب فنان آخر».

طيف فتحت في حديثها مع «الراي» نوافذ عدة، أطلت من خلالها على أعمالها، ورؤيتها لعدد من الفنانين والفنانات، وقدرتها على تحمل عبء التخفيف من آلام الآخرين، بينما تكتم ألمها في قلبها لا تفضي به لأحد... وأشارت إلى نقاط عدة وردت تفاصيلها في هذا الحوار:

• منذ زمن نعرف أنك قليلة الظهور الإعلامي، لماذا؟

- هذا صحيح... والسبب بسيط، لا أحب أن أفتعل ظهوراً إعلامياً بغير مبرر، فإذا كان لدي أمر ضروري أو حدث فني يتطلب أن أصرح به فسأكون حاضرةً، وفي ما عدا ذلك فستجدني بعيدةً، فأنا أفضل الابتعاد على إقحام نفسي على مشهد ليس لي!

• هل تلاحظين أن صداقاتك تقلَّصت حتى برفاق الفن؟

- لم تتقلص، بل أنا أسير على نهج محدد منذ بداياتي، فأنت تجدني حاضرةً في المناسبات فقط، وأواصل الكل، وكذلك في موقع التصوير أكون صديقة للجميع، وبشهادة الكثيرين، أما «روح وتعال» مع مجموعة فليس لدي هذا الميول، وفي الأعياد والمناسبات أبعث للجميع برسائل تهنئة عبر المحمول، وأبارك لهم كلهم.

• إذا، هل أنتِ تمارسين الحذَر حيال الناس؟

- هذه طبيعتي منذ البداية، وحتى الزملاء أنفسهم يقولون إن صداقاتي معهم تكون دائماً في فترة التصوير.

• وهل يقدِّرون لكِ ذلك؟

- «ما يقصرون»... وأنا، على فكرة، أحبهم كلهم، وعلاقتي «زينة» مع الكل، وليست لديّ خلافات مع أحد.

• هل تفضلين الانطواء بعيداً عن الناس؟

- أنطوي على نفسي وبيتي... ولماذا لا؟ أنا لديّ ولد وبنت، وهما بلا شك يريدان مني اهتماماً ورعايةً وحناناً، لذلك أجد أن الأهم أن أنشغل ببيتي، وأتابع ولديّ، وعلاقتهما بمدرستيهما، وأتفقد جداولهما اليومية، ويتزايد هذا الأمر في أيام الاختبارات، فأنا أدرِّس لـ «عيالي» بنفسي، وأحرص على أن أكون بجوارهما، وبنفسي أطبخ لهما الريوق والغداء والعشاء، وأصحبهما في العطل إلى الأماكن التي يحبانها مثل كل الأمهات، كل هذا يجعلني لا أستطيع أن أكون صديقةً لرفاق المهنة إلا أوقات التصوير فقط، وحتى أكون صريحةً أقول إن الوحيدة التي أعتبرها صديقتي المقربة - وهي فنانة أيضا - أختي أمل عبدالكريم، وهي في الحياة أختي.

• وما أبعاد العلاقة بينكما؟

- العلاقة بيننا قوية منذ صغري... ومنذ ذلك العهد وهي صديقتي الأقرب، إلى جانب أنها أختي وخالة أبنائي، والأخوات «غير» بطبيعة الحال!

• يبدو من ملامحك أن أشياء حزينة تجول في خاطرك وقلبك... فهل تبوحين لنا بالسبب وراء هذه الأحزان؟

- أنا لا أشكو إلا لربي، وهو سبحانه الوحيد الذي أرجوه وأطلب منه العون... أما البشر فأنا غالباً لا أشكو لهم أبداً، وإن شكوتُ فهو أمر نادر الحدوث، وفي ظروف خاصة جداً. وأنا بطبعي أسمع أكثر مما أتحدث، لذا أحياناً أكون حزينة ويقتلني الهم، ويأتي أحد لديه ما يزعجه و«يفضفض» لي، فأتغاضى عن همومي، وأسمعه وأخفف عنه ألمه، بينما أكتم ألمي أنا في أحشائي!

• أليس هذا أمراً يضاعف من أعبائك؟

- تعوَّدتُ... شكواي لله وحده، وبعد ذلك لنفسي، فأنا أتكلم مع نفسي كثيراً، وأقسو عليها وأُحمِّلها عبء الاحتفاظ بكل ما يؤلمني!

• هل هذا بسبب موقف ما أثر فيكِ... أو سبق أن خذلك شخص ما؟

- بصراحة «تقدر تقول» هكذا... بل الأحداث خارج الفن أيضاً لا تشجع، لكنني أيضاً أميل بطبعي إلى الحرص والحذر في علاقاتي بطبعي إنسانة حريصة.

• هل تطبقين القاعدة المعروفة «من خاف سلم»؟

- صحيح... دعوني أقتصر على بيتي وعملي، فهذان فيهما الكفاية.

• هل ننتقل إلى الفن، كي نبتعد عن الحزن؟

- تفضل!

• هل تحدثيننا عن عمليكِ الأخيرين: «ذاكرة من ورق» و«حال مناير»؟

- قدمتُ فيهما دورين مختلفين. شخصيتي في «ذاكرة من ورق» جديدة نوعاً ما، على رغم أني ظهرت في دور «الأُم» الذي قدمته غير مرة، لكن الجديد كان هو عقوق الابن، وكنتُ وقت التحضير للمشهد التمثيلي أتضايق بالفعل.. وأستغرب أن يكون هناك شخوص في الحياة على شاكلة ما هو مكتوب في الورق، ويقولون لي طيف يوجد عقوق من قبل الأبناء، وكنت أتمنى ألا أرى ابناً عاقاً، فقد أتعبني دور ابني الذي جسده عبدالله الطراروة... «تعبت نفسيا» بالفعل!

• وماذا عن «حال مناير»؟

- مسلسل «حال مناير» أحببته بشدة، أولاً لأنه أتاح لي اللقاء مع الفنانة حياة الفهد من جديد، وقد استمتعت بصحبتها في معظم مشاهدي، وثانياً أن المجموعة التي كانت تعمل في هذا المسلسل كانت متميزة، وقد أحببتهم جداً، أحب العمل مع الفنان جاسم النبهان وكذلك الفنان مشاري البلام الذي أعتبره أخاً، والشغل معه متعة، ولا أنسى أبنائي في المسلسل عبدالله التركماني وعبدالله بوشهري... وبقية طاقم المسلسل.

• أيضاً كنتِ «أُماً» في هذا المسلسل، لكن غنية و«متشببة»؟

- بالفعل... متشببة بحدود عمرها والطبقة المعيشية، وخرجت من دور الأم المعتاد «شيلة ودراعة»، بل «تتكشخ» ومهتمة بنفسها، لأنها غنية، إلى جانب أن فهد العليوة كاتب «حال مناير» أحببت كتابته، وكل من قابلني من الجمهور قال لي: شاهدناك بصورة جديدة، وبالطبع لا يخفى دور المخرج منير الزعبي الذي عملتُ معه سابقاً في كذا عمل، وهو أثبت نفسه في عالم الدراما، ويعرف ماذا يريد ويطبقه، «عيني عليه باردة»، ولديه قدرة على أن يظهر الشخص بصورة جميلة، ومتطور دائماً.

• أخيراً يُعرض لكم مسلسل «طربان» الذي تأخر عرضه؟

- كنتُ أتمنى أن يُعرض قبل سنتين، ولكن كل تأخيرة فيها خيرة.

• هذا العمل يحمل ذكرى مؤلمة بالنسبة إليكِ؟

- بالفعل... في آخر يوم تصوير تلقيتُ خبر وفاة والدتي، انهرت، وتركتُ موقع التصوير كي أسافر لها، وللأمانة لا أنسى وقفة فريق المسلسل جميعاً معي، وتفهمهم للوضع سواء الفنيون والممثلون والمخرج غافل فاضل والمنتج والكاتب ضيف الله الزيد.. وكان لي مشهدان مع الفنان محمد المنصور لم أصورهما وأكملوا اللقطات من دوني، وصورهما المنصور من دوني.. وبهذه المناسبة أوجه تحياتي لهم جميعاً، وأعتبر ذلك تقديراً بلا شك منه ومن فريق العمل للأمانة.

•هذا التقدير راقٍ من شخوص متفهمين؟

- بالفعل... وأتمنى لكل من في الوسط الفني يكون متفهماً ويعرف قدر الآخرين على هذا النحو.

• طيف... كأنكِ تُلمحين إلى جحود من بعض المنتجين والمخرجين؟

- ليس بالضبط، لكنّ هناك منتجين لا يعطونني حقي الادبي والمعنوي، وأقول للبعض: لا تظلم ولا تضيع حقي، وأقولها لكل منتج: لا تساومني بغيري، ولا تسلبني حقوقي بعد هذا العمر.

• هل تشعرين بأن البعض يحتفون بالوجوه الجديدة على حساب القدامى، ويظهرون من تظهر بمواقع التواصل؟

- هذا صحيح مع الاسف، وهذا ظلمني وظلم بعض زملائي، وأقول: لا تظلمونا سواء طيف أو بقية زملائي وزميلاتي، فأنا لا أرضى لهم أيضاً أن يقع عليهم ظلم أيضا، فمثلاً واحدة لديها «فلورز» في مواقع التواصل يسمونها ممثلة تسوق للعمل، هذا شيء جديد «ما نعرفه»، مثلاً جيل الرواد حياة الفهد وسعاد عبدالله ومريم الصالح والبقية، هل كان هناك «فلورز» طبعاً لا.

• وهل تجدين التقدير المبتغى عند الجمهور على مدى السنين؟

- «فديتهم»، كنا نحبهم من قبل، وما زلنا نحبهم أكثر.. والجمهور عادل ومنصف للفنان، ولا يظلم أحداً لحساب آخر، كما يفعل البعض!

• كنتِ تجاملين سابقاً؟

- صحيح.. مع الأسف نعم، وهناك كثير وقفت معهم، وكنت «أسد» في الدفاع عنهم.. وساندت العديد و«تالي ما يعرفوني».

• يقال إنكِ عندما قبلتِ بإنقاص أجرك، اعتادوا على ذلك؟

- أنا أنقصت من أجري لأجل أعينهم بس كفاية، وحتى تنازلت في وضع الاسم على «تترات» مقدمة المسلسل، لكنني اليوم لم أعد أستطيع أن أجامل، ومن اليوم أعمل مع الكل والكل يعمل معي بكل أحقية، أعطيهم ما يريدون ويجب أن يعطوني ما أريد من العمل، أعطيهم حقهم ويعطونني حقي.

• وهل هناك من يجادل في هذه القاعدة العادلة؟

- نعم، فصحيح أن هناك من يتفهم هذا العدل، ويعتبره أساساً للتعامل، لكن هناك أيضاً من يريد الجور على الحقوق!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي