No Script

«الكويت السينمائي2» يواصل فعالياته في «المكتبة الوطنية»

«ناشي وميرا» و«عتيج»... افتتحا منافسة الأفلام الروائية الطويلة

تصغير
تكبير

انطلقت المسابقة الرسمية لفعاليات الدورة الثانية من مهرجان الكويت السينمائي، الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، في الفترة بين 15 و19 من الشهر الجاري، بمشاركة 25 فيلماً روائياً، منها 20 فيلماً قصيراً و5 أفلام طويلة.
وشهدت المكتبة الوطنية، أول من أمس، عرض الفيلم الروائي «ناشي وميرا» للكاتب علي الدوحان والمخرح أحمد حاجي، وهو من بطولة بدر الشعيبي، شيلاء سبت، هدى الخطيب، زهرة عرفات، إيما شاه، عبد الرحمن الديّن، وغيرهم باقة من النجوم الشباب. كما افتتح الفيلم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، بعد أن قضى الجمهور الكويتي قرابة 90 دقيقة، هي مدة العرض، مستمتعاً بأحداثه، التي حملت في ثناياها قصة شائقة، وحُزمة من الرسائل والعِبر، التي تستهدف جيل الشباب على وجه الخصوص.
تدور أحداث «ناشي وميرا» في إطار درامي لا يخلو من الرومانسية، حول مجموعة من الشباب، اختار معظمهم أن يعالج مشاكله على طريقته الخاصة وبعيداً عن عائلته، لكن تلك الطريقة أدّت لانحراف البعض منهم إلى طريق مغلق، ومليء بالمتاعب والمشقات أكثر مما كانت لديهم في السابق، وتجلى ذلك في شخصية «ناشي» التي جسدها بدر الشعيبي، وهو شاب تخلت عنه عائلته لطبيعة العمل الذي اختاره، بعدما قرر أن يكون مصمم أزياء. أما شخصية «ميرا» فقد جسدتها شيلاء سبت، وهي فتاة تعمل في مجال الأزياء أيضاً، وبسبب نجاحها ولغيرة المرأة التي كانت تعمل لديها، تم اقحامها في عالم المخدرات حتى أمست مدمنة، بل أنها صارت تروج لهذه الآفة رغماً عنها. وأدّت الفنانة إيما شاه شخصية «داليا» التي تعمل في مجال التصوير، وتقع بغرام «ناشي» دون أن تخبره بذلك، فتحاول طوال الوقت أن تسانده وتساعده بطرق شتى، محاولةً أن تلفت انتباهه إليها، وأن تبعده عن الفتاة التي يحبها، والتي أدخلته في المتاعب.


أيضاً، كان هناك ظهور لافت للفنانة زهرة عرفات من خلال الفيلم، حيث جسدت شخصية سيدة أعمال، عانت في زواجها كثيراً، وكانت السبب في دخول زوجها السجن، ما جعل ابنها الوحيد طلال يكرهها - جسد دوره عبدالرحمن الدين - وهو ما دفعه إلى العيش في شقة مع أحد أصدقائه، قبل أن يعاني من شح المال، فيدخله ذلك الصديق في الكثير من المتاعب والمشاكل.
بعدها، بدأت المرحلة الثانية من مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، حيث استهلها بالكوميديا السوداء«حاتم صديق جاسم»، تأليف وإخراج أحمد إيراج، كما تولى بطولته إيراج إلى جانب أحمد حمدي ورانيا شهاب. ودارت أحداثه حول الصداقة العميقة التي جمعت بين شاب كويتي يدعى جاسم وآخر مصري يدعى حاتم، حيث يصل الأخير إلى الكويت، فيستحضران معاً الكثير من الذكريات والمواقف بينهما في فترات سابقة. وهنا يتعرض حاتم لحادث دهس غير متوقع، يودي بحياته على الفور، وعلى إثر ذلك، يعيش جاسم حالة من الحزن الشديد على رحيله.
 أما الفيلم الثاني، فقد جاء بعنوان «جارنا بوحمد» تأليف وإخراج مشعل الحليل، وتشارك في بطولته، حسن إبراهيم وأحمد الجناعي، وضيف الشرف الفنان أحمد مساعد. وتطرق الفيلم إلى قصة شاب عشريني تثير فضوله أصوات مزعجة آتية من منزل جاره «بوحمد»، ويقوده ذلك الفضول إلى الصدمة.
وحمل الفيلم القصير الثالث عنوان «حجر في الطريق» تأليف إبراهيم نيروز وإخراج محمد البلوشي، ومن تمثيل بدر الحلاق، بدر البناي، سعود بوعبيد، حسين الحداد، أحمد خشاوي. وتطرق إلى قصة مدير شركة يحاول أن يخرج عن المألوف، ويُغير من طريقة التقدم للتوظيف لديه، حيث يتنكر بثياب المتشرد ويجلس عند باب الشركة الخارجي، ليرصد تصرفاتهم وردود أفعالهم.
 بعدها، عُرض الفيلم القصير الرابع، وكان بعنوان «موجة ضوء» للمخرجة هالة الحمود. ودارت أحداثه حول تشتت الانتباه لدى موظف مكتبي، لانهماكه طوال اليوم في جدول أعماله المزدحم، حيث أُختصرت كل الحكاية بظهور ذبابة ضوئية في ليلة ممطرة، لتعبّر عن إيقاع الحياة المتسارع، واللحظات التي تمر من دون أن يشعر بها ذلك الموظف.
في غضون ذلك، جاء الفيلم الخامس بعنوان «بيت أبوي» إخراج نورة المسلم، ومن بطولة عبدالله الفريح ويوسف علي وبدر العميري ومحمد الموسوي. إذ تناول الفيلم توتر العلاقة بين شاب يدعى مساعد ووالده، ويتصاعد هذا التوتر ويبلغ ذروته، إثر اقتراح من الشركة العقارية التي يعمل لديها هذا الشاب، مفاده أن يتم هدم المنزل القديم لوالده وتحويله إلى مجمع مطاعم، وهو ما يراه الابن فكرة صائبة لبدء حياة جديدة، بينما يراه الأب عكس ذلك تماماً، ما يؤجج المشكلات بينهما.
فور انتهاء العروض الخاصة بمسابقة الأفلام الروائية القصيرة، عقّب الفنان ناصر كرماني عليها قائلاً: «تلك التجارب كانت واعدة ومتميزة بأفكارها الفنية كافة، وكل فيلم كان بطولة في حد ذاته» وأضاف: «المهم أن توصل الفكرة للمتلقي، والأفلام القصيرة التي شاهدناها، تعتبر من نوعية الأفلام المستقلة والمتعارف عليها عالمياً، كونها لا تتبع قنوات إنتاجية».
أما الشيخة انتصار سالم العلي فقالت: «أنا معجبة جداً بهذه التجارب السينمائية، التي حملت أهدافاً في القصص وأحدثت الفوارق، وتضمنت رسائل هادفة وتقنيات عالية»، وتبعها الناقد السينمائي عبدالستار ناجي قائلاً: «هذه الأفلام كشفت عن العشق الشبابي للسينما، والدور الذي يطمحون إليه في الخارطة السينمائية المحلية».
وضمن المرحلة الثالثة للأفلام الروائية الطويلة، عُرض فيلم «عتيج»، تأليف يعرب بورحمه وإخراج أحمد الخلف، ومن بطولة هيفاء عادل، صلاح الملا، خالد البريكي، عبدالمحسن القفاص ونور الغندور. تناولت فكرة الفيلم تسرّع عقول بعض البشر في إصدار أحكام سريعة على الآخرين، وهو ما اعتبره الفيلم مفهوم خاطئ لكنه شائع جداً. وتمثلت هذه القاعدة في الفيلم من خلال ثلاث قصص فريدة من نوعها، لكنها مترابطة مثل «المسبحة».
بدوره، عقّب الناقد السنيمائي عماد النويري على أحداث الفيلم، قائلاً: «بداية الفيلم بمشهد افتتاحي من الموروث البحري، يعطي دلالة عن مصير الأحداث وطبيعة السيناريو والمقولة التي يريد أن يخرج بها الفيلم. أما المشهد الأول عن البحر والأغنية التراثية التي رافقته دليل على ارتباط موضوع الفيلم بالقيّم الكويتية القديمة، وهي مقدمة رمزية ودعوة للارتباط بالأشياء الجميلة في ماضي الكويت»، وتابع: «كما أن الفيلم ينتقل لفكرة عن تاريخ المادة التي تصنع منها المسابح وهي (الفاتورام) لينتقل إلى التعريف عن شخصيات الفيلم الرئيسية وهم أبو عتيج وزوجته والابن عتيج». لافتاً إلى أن الفيلم تمكن من تجسيد متتابعة صورية في سياق درامي بلغة فيها متعة وجمال.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي