No Script

بات السمة الطاغية في واقع الكويت

التعليم «التلقيني»... معطّل للتفكير وقاتل لإبداع الطلبة!

تصغير
تكبير
• البلام: تعليمنا لا يصنع عقولاً مفكرة بل عقولاً بليدة

• الخلفان: تعليمنا متخلّف وفيه مشاكل كثيرة ولدينا نسبة فشل كبيرة

• البالول: يجب أن تعطى مساحة من الحرية في الإجابة عن أسئلة الامتحان

• الخطيب: معيب أن نجد طالباً جامعياً يتلقى المعلومات بشكل تلقيني

• السلمان: لا يفترض التعويل على نتائج مثل هذا الأسلوب

• الشريكة: من الصعب أن نضع الحمل على كاهل المعلم
التعليم التلقيني، أو «التعليم البنكي»، كما اطلق عليه المفكر البرازيلي التربوي باولو فريري في كتابه «تعليم المقهورين»، هو الأسلوب التعليمي الذي بات السمة الطاغية في واقع الكويت، بالرغم من أننا نعيش في زمن الانفتاح والتقدم التقني الذي يتطلب إعمال العقل في حل المشاكل التي تستجد في كل حين، حيث تفتقد فصولنا الدراسية، وبشكل أخص، في مدارسنا، الحوار والمناقشة ما بين الأستاذ والطلبة، وما يحدث في المحاضرة الدراسية أشبه بعملية الإيداع البنكي للمعلومات، لا يهم إن أدرك الطالب معناها أو لم يدركه، وما على الطالب سوى حفظ هذه المعلومات، وأحياناً كثيرة، المعلومات التي ستأتي في الامتحان فقط، ثم يقوم بطباعتها «بصرفها» على ورقة الامتحان، وما إن تمر فترة قليلة من الزمن حتى تتطاير هذه المعلومات من ذاكرته، وبالتالي، بحسب هذا الأسلوب يكون مقياس اختبار الطالب هو مدى قدرته على التذكر وليس الإبداع في التفكير وحل المشكلات.

هذا الأسلوب الذي تعززه العديد من العوامل الأخرى المرتبطة بالمنهج الدراسي، وخصوصاً محتوى الكتاب المدرسي الذي يفتقد في الغالب القدرة بأن يكون شارحاً لذاته، هذا الأسلوب أصبح سبباً رئيسياً من أسباب التخلف التعليمي الذي تعاني منه مؤسساتنا التعليمية، إذ لا ريب بأن من شأنه أن يقدم لنا جيلاً ذا ثقافة سطحية لا يعتمد على نمط التفكير الإبداعي في حل المشاكل بل يعتمد دائماً على الآخرين حتى على مستوى التفكير!، بعكس الدور المفترض من التعليم الذي يحرر العقول ويستفزها لتكون شغوفة في البحث، بل وإنتاج المعرفة أيضاً، ولعل من أبرز النتائج التي بدت تطفح على السطح من هذا النظام هو كثرة اعتماد الطلبة على الدروس الخصوصية، بالإضافة إلى اعتمادهم على مكاتب خاصة لعمل واجباتهم وبحوثهم بسبب غياب البحث والقراءة الخارجية.

هذه الحال السلبية التي عززها التعليم التلقيني في العملية التعليمية اضطرت بعض المفكرين، كأمثال الفيلسوف جان جاك روسو، في زمن ليس ببعيد إلى الإدلاء بوجهات نظر حادة بلغت إلى درجة أنه دعا من خلالها إلى إغلاق المدارس التلقينية، والعودة إلى التفكير الفطري الطبيعي الذي قاد البشرية قروناً طويلة نحو تحقيق التقدم والازدهار، وقد اعتَبر روسو أن المدارس التقليدية التلقينية تقضي على التخيل وتجعله محصوراً في إطار ضيق إلى أبعد الحدود، وفي الاتجاه نفسه صوب العالم إيفان إيليش، سهامه نحو التعليم التلقيني في كتاب «مجتمعات بلا مدارس»، قال ان «المدارس ليست سببا في ظهور النابغين»... «الراي» دنت أكثر نحو هذه القضية، طارقةً أبواب المختصين والمهتمين في هذا الشأن، من خلال السطور التالية:

رأى الباحث التربوي الدكتور محمد الشريكة، أن أسلوب التلقين في العملية التعليمية، هو أسلوب ربما كان مقبولاً في السابق، عندما كانت مصادر التعليم محدودة في المعلم والكتاب، أما اليوم فمن الصعب الاعتماد على هذا الأسلوب في ظل وجود هذا الكم الهائل من المصادر المتاحة على جميع وسائل التواصل الاجتماعي، والتقدم المستمر في المعرفة.

وقال الدكتور الشريكة، إن «أسلوب التلقين ربما قد نحتاجه في بعض المواد وبشكل محدد، إلا أنه لا يجب أن يكون الأسلوب الطاغي في العملية التعليمية»، مبيناً أن عقل الطالب في هذه المرحلة في حاجة إلى تنمية مهاراته في التفكير والقدرة على التحليل والنقد، فمن الخطأ اليوم أن يُلَقّن الطالب جدول الضرب أو أن يُلَقّن كتابة التعبير أو حفظ قصيدة ما دون فهم لها، لافتاً إلى أن «هذا الأسلوب سلب من الطالب المهارات التي يحتاجها في التحليل والتفكير المنطقي»، مشيراً إلى أنه «من الصعب أن نضع الحمل كاملاً على كاهل المعلم الذي تحتم عليه خطة الدراسة وتوزيع المنهج، التي لا تترك له مسافة كافية للإبداع، أسلوب التلقين، وتمنعه من أسلوب الحوار مع الطالب، الذي أصبح اليوم مجرد مستقبل ليس له دور في العملية التعليمية»!.

وشدد الشريكة، على أهمية أن «يتم التركيز على الكفايات والتي تقوم على طبيعة احتياج الطالب لكمية ونوعية المعرفة ومهارات في كل مرحلة دراسية، فلا نذهب لمواضيع لا يحتاجها الطالب، وعلى سبيل المثال نجد في مناهجنا معلومات لا تفيد الطالب كالدروس المتعلقة بمكونات الزهرة أو تلك التي تتطلب حفظ أسماء حيوانات منقرضة»، مبيناً أن «مثل هذه المعلومات من الممكن الاستعاضة عن طرحها في المقرر بأن تكون من ضمن القراءة الحرة والاطلاع فقط، لا أن تكون من ضمن الكتاب المقرر ليجبر الطالب على حفظها».

واوضح الشريكة، أن «من ضمن ما توصل إليه الخبراء التربويون من البنك الدولي في دراساتهم للواقع التعليمي في الكويت عدد من التوصيات التي أشارت على وزارة التربية تنفيذها لتطوير التعليم، ومن بين هذه التوصيات رأت أهمية وضع 4 مواد دراسية فقط لمرحلة الابتدائي من خلال تضمين بعض المواد في مادة واحدة، حيث تكون مواضيع التربية الاسلامية ضمن مادة اللغة العربية، وأن تكون هناك مادة خامسة كاختياري حر، بدلاً من أن نرهق الطالب في دراسة 32 كتابا في سنته الأولى من المرحلة الابتدائية!، كما أشارت الدراسة إلى أهمية الاستغناء عن العدد الكبير من المعلمين في عدد من المواد، على أن يتم الاستفادة منهم في مواد أخرى قبل أن يتم انخراطهم في دورات متخصصة، مشدداً على ضرورة الأخذ بمثل هذه النتائج وعدم إهمالها.

وتابع،«لقد مر 51 عاماً على وضع الهدف الشامل للتربية في الكويت ونحن اليوم لا نتعامل مع طلبة في الثمانينيات أو التسعينيات، بسبب تنظيم الحياة وتغيرها، والتي صار لديهم امكانات استيعاب أعلى بسبب ظروف الحياة، ورتم الحياة السريع يريد شيئا سريعا، وبالتالي ليس من المنطقي أن نعيد ونكرر الدروس في كل مرحلة دراسية كما يحدث في الابتدائي والمتوسط على وجه التحديد».

ونوه الشريكة، إلى أهمية أن يلتفت الجميع إلى ضرورة الوعي بمفهوم المنهج، لاسيّما وأن البعض يحصر هذا المفهوم في الكتاب المقرر فقط، بيد أن المنهج في الحقيقة يتضمن العديد من الأمور التي تشكل مجتمعة المحور الرئيسي في العملية التعليمية، فالمنهج بحسب المنظور التربوي يتضمن 7 مكونات أساسية وهي: الأهداف، والمحتوى، وطرق التدريس، والوسائل التعليمية، والأنشطة والتقويم، مبيناً أن كل هذه المحتويات يجب أن تترابط وتتسق مع بعضها البعض لتخرج منهجاً تعليمياً رصيناً قادراً على مواكبة متطلبات العملية التعليمية، مشيراً في الوقت عينه إلى أن مناهجنا ليست سيئة، لكنها تحتاج إلى تطوير ومراجعة لاسيّما في الأهداف والفلسفة التعليمية، مع أهمية إدخال الوسائل التعليمية الحديثة و التدريب الدوري للمعلمين.

وانتقد الشريكة، تلك الحرب التي تشنها بعض الجهات في وزارة التربية على الدكاترة والتي أدت إلى ابتعاد الكثير منهم في الدخول ضمن لجان تطوير المناهج، في الوقت الذي تعتمد فيه على الموجهين بالدرجة الأولى، مشدداً على أهمية الاستفادة من الخبرات الوطنية ومنحهم الفرصة الكافية للاطلاع على المناهج بغية تطويرها بالصورة المطلوبة، مطالباً في الوقت ذاته بضرورة أن تعلن الوزارة عن نتائج أي دراسات تقوم بها بدلاً من صرف الملايين عليها والضرب بها عرض الحائط.

من جهته، قال الأستاذ في كلية الدراسات التجارية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور عبدالواحد الخلفان، إن«التعليم التلقيني أسلوب تعليمي نحتاجه في بعض الجوانب التعليمية، لاسيّما تلك التي تحتاج إلى الحفظ، إلا أنه عندما تعتمد العملية التعليمية برمتها على هذا الأسلوب هنا تكمن المشكلة، ويزيد الطين بلةً في ذلك ما نجده من إلغاء لأساليب التعليم الحديثة والتي يفترض أن يتم إدخالها بالشكل المطلوب كي نستفيد من المزايا التي تقدمها، ففي النظم التربوية الحديثة هناك وسائل كثيرة ووسائط متعددة لإيصال المعلومات والحقائق بطرق أفضل، ويمكن الاستفادة من التقنيات الحديثة لاسيّما في التعليم الإلكتروني».

وتابع،«هذا هو الموجود في تعليمنا خصوصاً في مراحل التعليم الأولى، حيث الابتعاد عن التفكير الإبداعي، والاعتماد على التلقين الذي ينتقل مع الطالب كأسلوب تعليمي منذ نعومة أظفاره وحتى بلوغه مراحل تعليمية متقدمة، فالطفل اليوم في مدارسنا نجده يحفظ جملة لا يستوعبها ثم يمضي إلى مرحلة أخرى قد يصعب عليه فيها فهم المقررات لارتباطها بما سبق».

وبين الخلفان، إن«المشكلة الأولى في مسألة التعليم التلقيني تكمن في الأساتذة أنفسهم، وهنا تقع المسؤولية على عاتق وزارة التربية، إذ يجب عليها أن تتأكد من أن هؤلاء الأساتذة يملكون القدرة والإمكانية لاستخدام البرامج العلمية والوسائط المتعددة، كما أن على الأساتذة التأكد من أن الطلبة قد استوعبوا محتوى المقرر، وهذا التأكد لا يتم بمجرد عمل الاختبارات، بل يجب التأكد من أسلوب التفكير لدى أبنائنا»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أهمية أن يتخذ الموجهون دورهم المطلوب في معالجة هذه القضية بالتعاون مع الأساتذة.

وزاد الخلفان،«تعليمنا متخلف وفيه مشاكل كثيرة ولدينا نسبة فشل كبيرة، فالنظام التعليمي، في الغالب، يقدم لنا مخرجات ضعيفة لا تملك أبسط مبادئ وأبجديات التعليم، النسب العالية التي بدأنا نراها مؤخراً بشكل كبير ليست بالضرورة دليلاً على التفوق، فقد وجدنا حالات كثيرة من هذا القبيل عندما انتقلت إلى الجامعة لم يتمكنوا من حل الأسئلة التي تتطلب التفكير الإبداعي نظراً لاعتيادهم على الحفظ والتلقين في المدرسة»، مبيناً أن«هذا النمط التعليمي يضطرنا إلى الوقوف قليلاً والتأمل بشكل جدي في هذا النظام والنظر فيه من خلال إعادة تقييمه والتأكد من جودته».

بدوره، قال عبدالحميد الخطيب،«قد يكون نمط التلقين هو الأقل فائدة للطالب، إذ أنه لا يعود عليه سوى بمهارة الحفظ»، مبيناً أن هذه المهارة مطلوبة وجيدة بالنسبة لبعض المواد، لكن الأهم منها هو الأسلوب التعليمي القائم على منهج نقدي، بحيث يجعل المتعلم يسأل عن كل شيء ويشك في كل شيء، ولا يأخذ المعلومة بشكل مسلم وكأن كل المعلومات حقائق لا يمكن مناقشتها، وكذلك يجعله يتحرى عن مصدر المعلومة ذاتها ما إذا كانت من مصدر موثوق أو غير موثوق، فمن المعيب أن نجد الطالب وقد وصل المرحلة الجامعية وهو لا يزال يتلقى المعلومات بشكل تلقيني، ولا يدري عن مصدرها، وإن دارت في ذهنه علامات استفهام، نجده لم يعتد على المناقشة العلمية المفيدة.

وقال محمد العسلاوي، إن «اهتمام الطالب بات اليوم يرتكز فقط على تحصيله أعلى الدرجات، دون الأخذ بعين الاعتبار فهمه واستيعابه لما يدرس، وعادة ما يجد الطالب تحفيزاً على هذا الشيء من قبل الوالدين الذين يعدونه بالمكافآت المبالغ فيها، فيسعى من أجل ذلك بشتى الطرق لجلب الدرجة التي ترضي والديه».

وشدد العسلاوي، على ضرورة أن يكون العلم هو الهدف الأسمى الذي يسعى إليه الطالب لا أن تكون الشهادة هي الغاية، مبيناً أن العملية التعليمية لا يمكن أن نفرط فيها بهذا الشكل، بل يجب أن تحظى باهتمام الجميع لأنه من خلال العلم نتمكن من صنع مستقبلنا وتطوير واقعنا، من خلال عقول واعية لا من خلال عقول تعتمد التلقين وتحفظ المعلومات اليوم وغداً تنساها، لافتاً إلى أهمية أن يكون هناك ورش عمل يشارك فيها الطلبة لتطبيق ما تعلموه في جو يحفز على المشاركة الجماعية التي تفتح المجال للحوار والنقاش وتبادل الآراء.

واختتم، بأن «من أهم تطبيقات التعليم التلقيني ما نراه في الامتحانات حيث يأتي الطالب حافظاً للمقرر الدراسي ثم يتفاجأ بصعوبة أسئلة الامتحان التي تتطلب منه تفكيراً عميقاً وفهماً كان يجدر بأن تتم مناقشته خلال المحاضرة، إلا أن النمط التلقيني حال دون ذلك».

وقال فهد البالول، إن «التعليم التلقيني نرى تطبيقاته من قبل الأساتذة ليس من خلال المحاضرات فحسب، بل حتى من خلال الامتحانات التي يجبرون الطلبة فيها على الإجابة النموذجية المحددة للأسئلة، كما هو موجود في الكتاب بالكلمات والحروف نفسها دون تغيير، وهذا يشق على الطلبة، فهناك من الطلبة من يفضل أن يجيب على الأسئلة من خلال ما فهمه هو، وليس من خلال حفظ النص حتى في تعبيراته وكلماته»، مبيناً أن «هذا الأسلوب يخدم الطلبة الذين لا يبالون في فهم واستيعاب الدرس».

وقال أحمد السلمان، «تعاني أجيال من طلبة المدارس والجامعات من أسلوب التعليم التلقيني الذي يؤثر سلباً في نتائج العملية التعليمة المنشودة»، مبيناً أنه «في الاسلوب التلقيني يكون المدرس أو المحاضر الأساس الوحيد في العملية التعلمية حيث يبدأ بسرد المعلومات التي يتقنها بحكم تخصصه فيها، وما على الطلبة إلا إتقان تسجيل الملاحظات وحفظها واتباع تعليمات المدرس أو المحاضر للنجاح في الامتحان المرتقب».

مستدركاً، «لا يفترض التعويل على نتائج مثل هذا الاسلوب لما لها من سلبيات واضحة نراها مع كثير من الطلبة، نذكر منها على سبيل المثال تحجيم إبداع المتلقي للمعلومة وعدم قدرته على توظيف ما حفظه من معلومات في حياتيه العملية».

واشار، «من الممكن تحسين طرق التعليم بالمشاركة الفعلية للطلبة خلال التحصيل الدراسي وتطعيم الدرس بوسائل تعليمية تسمح للطالب بتحقيق هذه المشاركة، ونستذكر في هذا الصدد المثل الصيني في معنى المشاركة، وهو (قل لي وسوف أنسى، أرني وربما أتذكر، أشركني وسوف أفهم)»،

من جانبه، قال رئيس قسم اللغة العربية في ثانوية ناصر السعيد، يوسف البلام، إن «نظم التعليم في المدارس تعلّم الطالب الطاعة والتسليم بدلاً من أن تعلّمه حلّ المشكلات والتفكير النقدي وحرية التعبير، فلا يتعلّم الطلاب حق النقد والتفكير بل إنهم يُعَلّمون ألا يعترضوا على المعلومة»!.

ووصف البلام، هذا النمط من التعليم بأنه بات مجرد حصص وقتية لا إنتاجية فيها، وتلقين حفظ لا تفكير نقد، مما ينتج نسخاً مكررة مشوهة الخلقة، مؤكداً أن تعليمنا لا يصنع عقلا مفكراً بل عقلا بليداً، وبالتالي يقتل العقل ويحبس الإبداع، حتى غدونا اليوم ندور حول صنم المعلومة مسبحين مهللين حامدين شاكرين.

واضاف البلام، «متى آمنّا بأن التعليم احتضان التنوع وتقبل الآراء المتضاربة، وتسامح مع المعارضة واعتراف بأن الحقائق ليست كلها مطلقة، وأنه ثورة العقل على الماضي ليحاكم به الحاضر منتجاً المستقبل، استطعنا من خلال ذلك أن نبني عقولاً ونفوساً تصارع الجبال وتؤسس الأوطان».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي