No Script

17 من الهجمات الإرهابية الـ 19 الأخيرة في أوروبا لا علاقة لها بالخارج

مخاوف غربية من الضربات «المُرتجلة» ... انطلاقاً من «غرف النوم»

تصغير
تكبير

واشنطن - ا ف ب - تستنفر عودة الذين قاتلوا في صفوف التنظيمات المتطرفة في سورية والعراق الأجهزة العالمية لمكافحة الارهاب، لكن خبراء أميركيين يحذرون من أن المتطرفين المحليين الذين اعتنقوا وتشربوا الفكر المتطرف في بلدانهم هم الذين يشكلون الخطر الأكبر حالياً.
ومع أن خبرتهم في القتال محدودة إن لم تكن معدومة، فقد أثبتوا في الأشهر الأخيرة في أوروبا، كما في الولايات المتحدة، أنهم قادرون على توجيه ضربات مرتجلة ومن شبه المستحيل كشفهم قبل انتقالهم الى مرحلة التنفيذ.
وقال مارك ساغيمان، الذي كان يعمل في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) في باكستان خلال «الجهاد» ضد السوفيات، «لن تحصل بالتأكيد، في فرنسا وأميركا وغيرها اعتداءات كبيرة موجهة من الخارج، على غرار اعتداءات 13 نوفمبر 2015 في باريس».


وأضاف هذا الطبيب النفسي والخبير لدى المحاكم الأميركية لدى محاكمة متطرفين ان «تنظيم (داعش) لم يعد يوجه عن بعد الذين ينفذون اعتداءات هنا (في الولايات المتحدة) أو في أوروبا، لكنهم باتوا يستعدون وحدهم معتبرين أنفسهم جنودا في مجموعة إسلامية مثالية يريدون الدفاع عنها أو الانتقام لها».
فالشاب عقائد الله المتحدر من بنغلاديش الذي حاول في 10 ديسمبر الجاري تفجير قنبلة يدوية الصنع كانت بحوزته في مترو نيويورك، وسيف الله سايبوف (29 عاما) الأوزبكي الذي قتل ثمانية أشخاص وأصاب اثني عشر بجروح بدهسهم بشاحنة صغيرة مستأجرة في نيويورك في 31 أكوبر الماضي، اقتصرت علاقتهما بتنظيم «داعش» على مشاهدة أشرطة الفيديو الدعائية.
وفي الولايات المتحدة، هما الأحدث على لائحة للمتطرفين من تلقاء أنفسهم الذين يطرحون على أجهزة الشرطة والاستخبارات مشكلة يتعذر إيجاد حل لها.
وقال ألبرت فورد الذي يعمل على ظاهرة «التطرف المحلي» في اطار مجموعة «نيو أميركا» للبحوث والدراسات، «ينبغي ألا نقلل من شأن الخطر الذي يشكله قدامى محاربي التطرف، لكنه (هذا الخطر) ليس المصدر الاكبر للقلق».
وأضاف ان «الموجودين حتى الآن بصورة قانونية في البلاد يطرحون مشكلة أكثر خطورة»، وان «الاعتداءات التي وقعت أخيراً في الولايات المتحدة قام بها أشخاص ولدوا هنا او كانوا في البلاد منذ سنوات. هذا هو الخطر الحقيقي: هجمات غير متقنة لكنها قاتلة، كما حصل في أكتوبر (الماضي) في نيويورك».
تفيد الارقام التي جمعها مركز «نيو أميركا» ان 85 في المئة من 415 شخصا متهما بجرائم متصلة بالارهاب في الولايات المتحدة منذ 11 سبتمبر 2001، كانوا إما مواطنين اميركيين وإما مقيمين بصورة قانونية. وقد ولد 207 منهم أي أقل من النصف بقليل، على الاراضي الاميركية.
وغالباً كما تكون ملفاتهم الشخصية عادية الى درجة تثير الاستغراب. فأقل من ربعهم من أصحاب السوابق ولديهم سجل عدلي. وبالمقارنة، فإن ثلث البالغين الأميركيين لديهم سجل عدلي.
وأكد توماس ساندرسن مدير مشروع «ترانسناشونال ثريتس» (التهديدات الدولية) في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان «المتطرفين المحليين هم الاخطر بلا اي شك»، لافتاً إلى أنه «من أصل الهجمات الكبيرة الـ19 الاخيرة التي وقعت في أوروبا، لم يكن لـ17 منها اي علاقة مع عناصر آتين من الخارج».
وأوضح أن «قدامى المتطرفين هم مشكلة أساسية محتملة، بسبب تدريباتهم وصدقيتهم ودوافعهم. لكن من جهة عددهم حاليا متدن جداً، ومن جهة اخرى يتركون عندما يسافرون آثارا يمكن ان تتيح اقتفاء اثرهم».
واضاف ساندرسن ان «المتطرفين المحليين يستطيعون البقاء تحت رقابة قوى الامن حتى آخر لحظة»، مشيرا الى ان «ملاذاتهم هي غرف نومهم ويصعب اكتشافهم إلا اذا ارتكبوا خطأ خلال استعدادهم او اذا ما بدأوا بتسريب معلومات عنهم عبر الانترنت».
 وقال «إذا التزموا الحذر فلا يمكن القيام بأي شيء. يستقل الرجل شاحنته ويقتل عشرين شخصاً».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي