No Script

وجهة نظر

الشبكة العنكبوتية وتمويل المشاريع

No Image
تصغير
تكبير

بعد الأزمة المالية سنه 2008، وشح السيولة في الأسواق، وعزوف البنوك عن تمويل الشركات الناشئة والصغيرة، تم ابتكار فكرة التمويل أو الاستثمار الجماعي، بحيث يستطيع أصحاب الشركات تمويل مشاريعهم بشكل مباشر من المستثمرين، متخطين الطرق المعتادة من خلال البنوك أو الشركات والصناديق الاستثمارية.
ومع وجود وسيط كالإنترنت يجمع الأشخاص والمؤسسات ببعضهم البعض، وتسويق الأفكار بشكل مباشر، أصبح بالإمكان الوصول لأكبر شريحة من الأشخاص المهتمين، الذين باستطاعتهم الاستثمار في المشاريع ولو بمبالغ بسيطة، تعطيهم آلية للوصول لفرص استثمارية كانت غير متاحة، إلا من خلال صناديق أو شركات استثمارية لنخبة محددة من المستثمرين.
ولطالما تم تمويل رؤوس أموال الشركات الناشئة والصغيرة، من العائلة والأصدقاء المقربين، إلا أنه أصبح بالإمكان مد دائرة التمويل لحد أوسع من ذلك، والفضل يرجع للشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي.


ونرى أن هناك 3 عوامل تعمل في صالح التمويل أو الاستثمار الجماعي، وهي دخول المزيد من الأشخاص في شبكة الإنترنت من خلال سهولة وصول الأجهزة الذكية الموجودة بحوزة أي شخص في العالم، وعبر منصات التواصل الاجتماعي وما لها من تأثير على حياتنا اليومية، وسهولة التحويلات المالية، خصوصاً مع تقدم أدوات العملات الرقمية وانتشارها.
ومن هذا المنطلق، نعتقد أن أهمية مواقع التمويل والاستثمار الجماعي، أنها في طور البقاء، وفرض مكانتها في الأوساط الاستثمارية، إلا أنها لن تحل محل الشركات والصناديق والبنوك، وإنما ستعمل لسد حاجات غير مخدومة في السوق.
وسنرى عاجلاً أم آجلاً اندماجات واستحواذات بين هذه المواقع والمؤسسات، أو حتى تحالفات للبدء في خلق اقتصاد جديد، يعمل على سرعة التعاملات وانتقال المعلومات بسهولة، وإلى أكبر شريحة ممكنة. وبحسب آخر تقرير صادر من البنك الدولي، فمن المتوقع أن تصل التعاملات في موقع التمويل والاستثمار الجماعي، إلى 90 مليار دولار عام 2025 وهي مجرد البداية.
وسيؤدي انتشار وتمكن مواقع التمويل والاستثمار الجماعي، من توافر فرص استثمارية في السوق، ما يحد من مصاريف الاستثمار التي تتلقاها الشركات والبنوك الاستثمارية ونقصانها باتجاه الصفر، ما يعد تغيراً جذرياً في قطاع الاستثمار.
ومن المتوقع كذلك نمو قطاع الشركات الصغيرة والناشئة، وانتشار فلسفة المبادرين، وتأثيره على تركيبة سوق العمل وخلق الوظائف، مما يساعد على النهوض باقتصادات الدول، والاعتماد على العلاقة بين الشركات الضخمة والعملاقة وبين الشركات الصغيرة.

* نائب الرئيس التنفيذي في شركة رساميل للاستثمار

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي