No Script

تفاوت الأسعار يصل إلى عشرة أضعاف بينها وبين مثيلاتها خارج السوق

بضائع «سوق الجمعة»... على دينار

تصغير
تكبير

حامل الهاتف الخاص بالسيارة يباع بدينار وفي المحلات بأربعة

نظارة درجة أولى بخمسة دنانير وشقيقتها في المحلات بـ10

البائعون يعزون تفاوت الأسعار لارتفاع إيجارات المحلات


ما يمكن ان تشتريه بعشرة دنانير أو ربما بأكثر من ذلك، تجده على إحدى بسطات سوق الجمعة بدينار فقط، لنفس المادة وجهة الصنع، ما يجعل البائعين هناك يهتفون لمن يسألهم عن التفاوت في السعر «المحلات تخدعكم وتستنزف أموالكم».
«الراي» فوجئت خلال جولتها التي رصدت فيها تفاوتا كبيرا في الأسعار يصل في بعض الأحيان لأكثر من 100 في المئة، أن سلعة عرضت في أحد الأسواق بـ13.5 دينار، وجدتها نفسها هناك بدينار واحد، أضف إلى عشرات السلع التي تباع على نفس المنوال وبالفارق ذاته.
تفاوت الأسعار لا يقتصر على سلعة بعينها، فما يشتريه المستهلك بخمسة دنانير من المحلات يمكن أن يبتاعه من الحراج بدينار واحد، وعندما تطأ قدمك هذا السوق وتبدأ في جولة على بائعيه ستكتشف أن غطاء الهاتف المحمول الذي اشتريته من المحلات بدينارين أو ثلاثة هو نفسه يباع بدينار واحد، وستجد أن حامل الهاتف الذي تضعه في السيارة والذي يباع في المحلات بأربعة دنانير يباع في الحراج بدينار أيضا.


في البداية قد تتشكك في الأمر، وستحدثك نفسك بأن هذه البضاعة الموجودة في سوق الحراج أقل جودة وربما شراؤك لها سيوقعك في شَرك الخديعة، ولكن بقليل من الفحص والتمحيص ستجد أنها عين البضاعة ونفس الشركة المصنعة ونفس الغطاء المحكم الذي لم يفتح، لتنهال التساؤلات منك لماذا هذا الفارق في الأسعار؟
بائعو السوق واثقون من أنفسهم ومن بضاعتهم، ولذلك لا يجهدون أنفسهم في الإلحاح عليك بأن تشتري، فالأمر راجع لك فهم يعلمون أنك لو تخوفت من بضاعتهم وذهبت لشرائها من المحلات، حتماً ستكتشف الخديعة وستعلم أن البضاعة هى نفسها وأن المبالغة في رفع سعرها في المحلات أمر يحتاج لتدخل من الجهات الرقابية الحكومية. وعن تفسيرهم لتفاوت الأسعار، عزا أكثر من بائع في السوق ذلك إلى ارتفاع إيجار المحلات، لكنهم في الوقت ذاته أكدوا أن الإيجار ليس بمبرر كاف لهذا التفاوت الكبير، فيما أكد آخرون أنهم يشترون بضائع معينة بالكيلو فلماذا يرفعون أسعارها إذا كان سعرها في بلد المنشأ أصلاً رخيصا.
ولا يقتصر تفاوت الأسعار على اكسسوارات الهاتف فقط، فنظارات الدرجة الأولى التي طبع عليها صنع في إيطاليا والتي تباع في المحلات بأسعار تتراوح بين 10 و15 دينارا تباع عند بائعي الحراج بخمسة دنانير فقط، وبعد أن تجهد نفسك في المقارنة بين هذه وتلك لن تجد ما تريح به نفسك لتبرر هذا الفارق من الأموال الذي دفعته. وإذا يممت وجهك شطر الأدوات المنزلية التي تباع في أفرع لوازم العائلة في الجمعيات التعاونية، ستجد نفس التفاوت في الأسعار في كل السلع التي يحتاجها المنزل، بدءاً من فلتر المياه مروراً بالمصباح الكهربائي وصولاً إلى الأدوات الصحية.
وخلال تجولك في عالم سوق الجمعة، لن تكلف نفسك عناء طرح الأسئلة حول ظاهرة تفاوت الأسعار، ولكن عليك أن تصطحب معك آلة حاسبة إذا كنت ممن لا يجيدون العمليات الحسابية حتى لا تتشكك في العمليات الحسابية التي ستقوم بإجرائها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي