No Script

أصبوحة

خروج أميركا من سرب البشرية

تصغير
تكبير

في خطوة تعد سابقة تاريخية، انسحبت الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان، وهو هيئة حكومية دولية داخل منظومة الأمم المتحدة، مسؤولة عن تدعيم وتعزيز جميع حقوق الإنسان وحمايتها في جميع أرجاء العالم، وتتناول حالات انتهاكات حقوق الإنسان في العالم، وتقديم توصيات بشأنها.
وقد انسحبت أميركا من المجلس بسبب ما وصفته بالتحيز المزمن ضد إسرائيل وغياب الإصلاح، ووصفت المجلس بأنه منافق وأناني، في الوقت الذي تواجه فيه أميركا انتقادات شديدة، لاحتجازها أطفالاً جرى فصلهم عن ذويهم المهاجرين، عند الحدود الأميركية - المكسيكية.
وأعتبر الاتحاد الأوروبي أن القرار الأميركي، يقوض دور الولايات المتحدة، كمدافعة عن الديموقراطية في العالم. كما أكد مجلس أوروبا أن هذا الانسحاب الأميركي، يعني أن دونالد ترامب «لم يعد الزعيم الأخلاقي للعالم الحر».


ويرى بعض المراقبين أن القرار الأميركي، يعطي الذريعة للأنظمة الديكتاتورية في العالم، باتهام الأمم المتحدة بالتدخل في شؤونها الداخلية، في ما يخص انتهاكات حقوق الإنسان، واعتبار قراراتها غير ملزمة، ويرى الجانب الفلسطيني أن واشنطن بتحيزها لإسرائيل، لا يمكن أن تكون وسيطاً محايداً، في خطة السلام بالشرق الأوسط.
هذا وقد أصبح من الدارج، انسحاب الولايات المتحدة من الأنشطة الدولية المشتركة، التي قد تشكل مصيراً مفصلياً للبشرية، مثل انسحاب ترامب من اتفاقية باريس للمناخ، والاتفاق مع الدول الكبرى في شأن برنامج إيران النووي.
كما أن الرئيس الأميركي، اتخذ قرارات في ما يخص التبادل التجاري مع أوروبا وكندا والصين، قد تشكل حرباً تجارية عالمية، من الممكن أن تهز اقتصاد واستقرار العالم، في ظل الأزمة الرأسمالية البنيوية، التي ما زالت مستمرة منذ العام 2008.
كما هذا الانحياز السافر للكيان الإسرائيلي، الذي يمارس إرهاب دولة وتصفية عنصرية ضد الشعب الفلسطيني، تصاحبه إجراءات مدمرة للدول العربية، من خلال إثارة وتبني النزاعات الطائفية والقبلية فيها، مما ينذر بحروب أهلية ودمار شامل، كما حدث في العراق وسورية وليبيا واليمن، مما يلفت نظر شعوبنا الخليجية، كي تتحلى بأقصى درجات الحذر مما يحاك ضدها، خصوصاً أننا بدأنا نلمس بعض مظاهر المؤامرة الأميركية، من خلال بعض النزعات العنصرية الطائفية والقبلية بيننا، لتحقيق ما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الجديد.
إن الولايات المتحدة ووكيلتها في الشرق الأوسط، إسرائيل، هما أسوأ ما أنجبهما التاريخ البشري، وهما يقومان بتدمير كل المنجزات الإنسانية والإجماع الأممي، ما يقود البشرية للعودة إلى ما قبل التاريخ.

Osbohatw@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي