لأن الشرف «ما يوكل عيش»

كل صباح نتساءل ونحن نرى عشرات السيارت في الشارع: من الذي بطريقه لينصب؟ من أكل فلوس مسكين ويؤجل الدفع حتى يمل الفقير وييأس؟ من ذاهب ليحقق مصلحة لحساب كبير على صغير حتى يتمصلح؟ من ذاهب ليأكل حق من يقبض ويأخذ فلوسه حلال زلال بلا ضمير؟ من سيخلط الاسمنت بالرمل ليهدد حياة أبرياء ستقع بهم العمارة؟ من يضمر نية نصب على عامل مسكين، وسيأكل عليه بقية حقه ولن يعطيه أجره «قبل أن يجف عرقه»؟ من استغل حيوانا بريئا او جوعه او عذبه سراً؟ من سيقول للموظفين «أنتم تشتغلون تدريب فقط حتى تثبتوا جدارتكم»، وهو ينوي استغلالهم من دون وجه حق؟ من كذب بإجراء لقاء صحافي لا ينوي نشره أو اذاعته إنما ليقضي وقتا مع الضيف وليستغله؟
من سيقبض رشوة؟ من سيطعم عياله من مال حصله بالحرام بتوقيع ورق غير سليم لشركة أهله وربعه؟ من استغل سكرتيرة أو موظفة لديه وهدد بفصلها إن لم تستجب؟ لأن الشرف «ما يوكل عيش هالايام»!! من عليها الدور لتبدأ مسلسل نميمة الدوام مع دوران الأكل والشاي والقهوة، والمراجع ينتظر وشغله يتعطل؟ من صحا متأخرا ويعوض تأخيره بمضايقة هذا والإساءة لذاك في الشارع؟ من اهان زوجته أو رفع صوته على أمه ويده على أخته، ثم يكتب في وسائل التواصل عن الأخلاق والمثاليات؟ من التي ستضع الفاكهة المضروبة والجبن الفاسد واللحم المنتهي صلاحيته بالطعام لبيعه للزبون المغفل في موقعها بأسعار خيالية مع شوية صلصة وبهارات؟
قالوا: دخل شيطان جسم إنسان لكن خرج منه مسرعاً.

سألوه: ماذا حدث؟
قال: دوخني. صباحاً مرتشي وحرامي. والظهر في الجامع يصلي ويتعبد. في درج مكتبه مال حرام ومخدرات. وفوق المكتب قرآن.
حجّب امرأته، ويركض خلف النساء. يحمل مسبحة يسبح بها بالنهار، ثم يرقص بها بالليل...
هذا هو الشيطان... لست أنا.