No Script

«التربية» وزعت 53 خريجاً من العلوم الاجتماعية على الميدان وأوصتهم بالسرية التامة في حفظ الملفات

عاصفة «الإحلال» ترسو بالكوادر الوطنية على مكاتب الخدمات النفسية في المدارس

u0646u0636u0627u0644 u0627u0644u062du062fu0627u062f
نضال الحداد
تصغير
تكبير

نضال الحداد:
الباحث النفسي مهندس السلوك في المدارس فليحافظ على أسرار الناس

اختبارات الذكاء التي تجريها الوزارة لطلبتها المتعثرين مجاناً قيمتها 500 دينار في المراكز الخاصة

على الباحث أن يلتزم بصالح الحالة ويتحاشى كل ما يسبب الإضرار بها

التحرر من التعصب الديني والطائفي وأشكاله الأخرى سواء للجنس أو السن أو العرق

فريق مشترك للعلاج النفسي والاجتماعي في المدارس يضم باحثاً نفسياً واجتماعياً وطبيباً ومعلماً

من مهام الباحث دراسة حالات الطلاب المتأخرين دراسياً وتشخيص حالات التخلف باستخدام الأدوات النسبية

العمل مع حالات اضطراب الكلام والاستعانة بالمتخصصين داخل المدرسة أو خارجها

دراسة صعوبات التعلم وحالات الطلاب كبار السن والاضطراب الانفعالي والانحراف السلوكي


بالكوادر الوطنية الشابة واجهت وزارة التربية عاصفة الإحلال التي اقتلعت معظم باحثيها النفسيين والاجتماعيين الوافدين في المدارس، فكانت الوجبة الأولى تعيين 53 طالباً وطالبة من خريجي كلية العلوم الاجتماعية للعمل بهذا الحقل، وتوزيعهم على المدارس للتدريب الميداني، ومن ثم تعيينهم مطلع الفصل الثاني من العام الدراسي الحالي.
مراقبة الخدمات النفسية في الوزارة نضال الحداد، بيّنت للباحثين الجدد مهام عملهم، التي أهمها الحرص على السرية التامة في حفظ الملفات وسرية المعلومات مؤكدة لهم: «أنتم مهندسو السلوك والانحراف نهدف جميعاً إلى إنقاذ طفل من الضياع والتعثر وحمل رسالة إنسانية نسعى من خلالها إلى تحقيق الصلاح في المجتمع فحافظوا على أسرار الناس مهما كانت الحالة وإن كانت على صلة بأقارب الباحث».
وأكدت الحداد أن سياسة الإحلال بدأت في الكويت ورغم أن مهنتكم تعتبر من المهن الطاردة إلا أن الوضع هذا لن يستمر طويلاً إن شاء الله فهي مهنة ذات بعد إنساني وأهمية الباحث في المدرسة لا تقل عن أهمية المعلم مبينة ان اختبارات الذكاء التي تجريها وزارة التربية بالمجان لطلبتها المتعثرين بلغت قيمتها 500 دينار في المراكز الطبية الخاصة.


واستعرضت اختصاصات وواجبات الباحث النفسي في المدرسة، وأهمها دراسة حالات الطلاب المتأخرين دراسياً التي تكتشف بالمدرسة بقصد التعرف على أسباب وعوامل التأخر الدراسي باستخدام الوسائل والأدوات والمقاييس النفسية المقننة وغيرها من الوسائل المتاحة، للخروج من ذلك بخطة علاجية ملائمة والعمل على تنفيذها إضافة إلى تشخيص حالات التخلف باستخدام الأدوات النسبية المقننة وغيرها من الوسائل المتاحة وتحديد احتياجاتها الارشادية والعمل مع حالات اضطراب الكلام التي تعود لأسباب عضوية ومقابلة احتياجاتها الارشادية والتدريبية بالاستعانة بالمتخصصين داخل المدرسة أو خارجها.
وشددت الحداد على ضرورة دراسة حالات صعوبات التعلم المختلفة مثل حالات العجز عن التعلم وحالات بطيء التعلم وذلك بالتعاون مع غيره من المختصين لوضع خطة علاجية ملائمة والعمل على تنفيذها ودراسة حالات الطلاب كبار السن باستخدام الأدوات النفسية المقننة وغيرها من الوسائل المتاحة وتحديد احتياجاتها الارشادية ودراسة حالات الاضطراب الانفعالي والانحراف السلوكي المكتشفة في المدرسة وتحديد احتياجاتها الارشادية والاستعانة بالمختصين في هذا المجال عند الحاجة إلى ذلك مؤكدة في الوقت نفسه اهمية اكتشاف الطلبة المتفوقين داخل المدرسة ووضع خطة ملائمة لاستثمار قدراتهم إلى أقصى طاقاتها وفقاً للمعطيات التربوية المتاحة.
وأوضحت أنه من خلال المهام والمسؤوليات المشار إليها يتضح أن الباحث النفسي يتعاون مع الباحث الاجتماعي في المهام والمسؤوليات للتعامل مع الحالة بأسلوب الفريق ولذلك سوف تصدر نشرات لاحقة تبين بالتفصيل مهام ودور كل منهما مع مراعاة أن يتسع هذا الفريق ليضم كلا من الطبيب والمدرس وغيرهما من المختصين في جميع المجالات التي تتطلب ذلك.
وبينت أهمية القيام بدراسة الظواهر النفسية في نطاق المدرسة والمعاونة في مجال البحوث النفسية والتربوية التي تقوم بها إدارة الخدمة النفسية والجهات الأخرى وتحويل الحالات التي تتطلب خدمة نفسية خاصة لا يمكن توفيرها للطالب بالمدرسة إلى إدارة الخدمات النفسية أو متابعة التوصيات التي تعهد إليه من جانب الإدارة بهذا الخصوص، إضافة إلى الاشتراك في اجتماعات مجلس إدارة المدرسة ومجالس الآباء والمعلمين على مستوى المدرسة والمنطقة إن وجد مؤكدة على أهمية مراعاة سرية المعلومات عن الطلاب واستخدامها فقط لمصلحتهم من خلال الجهات المسؤولة عنهم.
وأشارت الحداد إلى الميثاق الأخلاقي لمهنة الباحث النفسي حيث يجب عليه أن يتمتع بعدة صفات متكاملة وأن يكون ملتزما بالسلوك الأخلاقي وهو السلوك الذي اصطلح عليه المجتمع وأقره ويتكون هذا السلوك من مجموعة القواعد التي تبين للأفراد كيف يتصرفون في الحالات والمواقف التي تعرض لهم دون ان يخالفوا ضمائرهم أو العرف السائدة في المجتمع والمهنة تتطلب من العاملين فيها سلوكاً لابد ان يكون موافقاً للقواعد الأخلاقية المتفق عليها مؤكدة ان الأخلاق المهنية هي المبادئ والمعايير التي تعتبر أساساً لسلوك أفراد المهنة المرغوب فيه والتي يتعهد الأفراد الالتزام بها.
وتطرقت الحداد إلى المبادئ الأخلاقية للمهنة ومن أهمها الصفات الشخصية للباحث إذ يجب أن يكون مظهره العام معتدلاً وبعيداً عن الإبهار وملتزماً للمبادئ الاخلاقية ويتحمل المسؤولية وأن يلتزم الباحث بصالح الحالة ويتحاشى كل ما يتسبب بصورة مباشرة أو غير مباشرة الإضرار به ملتزماً بقيم المجتمع ومراعاة الصالح العام وأن يكون متحرراً من كل أشكال وأنواع التعصب الديني أو الطائفي وأشكال التعصب الأخرى سواء للجنس أو السن أو العرق.
وحثت الحداد على ان تكون تصرفات الباحث وأقواله في اتجاه ما يرفع من قيمة المهنة النفسية في نظر الآخرين ويكسب احترام المجتمع وتقديره والا تؤثر مشكلاته الذاتية في أعماله، وألا يشرك من يتعامل معهم فيها ولا في أسراره الخاصة داعية إياه إلى التعاون بأقصى ما يستطيع مع زملائه من التخصصات المختلفة في الفريق لتحقيق أفضل ما يمكن من خدمة للحالة. وشددت على ان على الباحث ان يتحلى بروح المرح والثبات والاتزان الانفعالي والتحلي بالصبر والذكاء الاجتماعي والموازنة بين الامور والهدوء وان يكون لديهم استعداد للتغيير والمرونة بدلا من الثبات والجمود وتقليد اساليب الآخرين في العلاج بشكل ميكانيكي وحرفي وان يعرف كل شيء في مهنته وعمله ويسعى لتنمية الذاتية وتطويرها وان يكون متفهما بالخلفيات الثقافية وتأثير الثقافة واحترام هذه الفروق الفردية مؤكدة ان الباحث النفسي الفعال له هويته ويعرف من هو ويعرف ما يمكن ان يقوم به ويعرف ما يريده من الحياة ويعرف ما هو جوهري واساسي في عمله.
وانتقلت الحداد الى الصفات المهنية للباحث واهمها المحافظة على مبدأ السرية في عمله كباحث نفسي فهو مؤتمن على ما يقدم له من اسرار وبيانات شخصية فهو مسؤول عن تأمينها ضد اطلاع الغير والا يستخدم ادوات فنية او اساليب مهنية لا يجيدها او لا يطمئن الى صلاحيتها للاستخدام وان يقوم الباحث النفسي بعمليات التقويم او التشخيص او التدخل وذلك في اطار العلاقات المهنية فقط وتعتمد تقاريره على ادلة تدعم صحتها كالمقاييس النفسية والمقابلات وعلى الا يقدم هذه التقارير الا للجهات المعنية. ويوثق الباحث النفسي عمله المهني بأقصى قدر من الدقة وبشكل يكفل لاي باحث آخر استكماله في حالة العجز عن الاستمرار في المهنة لاي سبب من الاسباب مبينة انه عند استخدام الاختبارات النفسية يحرص الباحث النفسي على مراجعته والتدرب عليه قبل الشروع في تطبقه لهدف عملي او علمي ويتحمل المسؤولية الاولى عن حسن التطبيق والتفسير والاستخدام لادوات القياس ويتحمل المسؤولية ما جاء بتقريره.
واكدت ضرورة الحصول على موافقة الحالة او ولي امره على تطبيق الاختبار بغير اجبار او ضغوط لبدء الاستجابة او الاستمرار فيها الى النهاية، ولا يجوز ان يطبق الاختبارات او المقاييس النفسية او يصححها الا الباحث النفسي والذي حصل على التدرب الكافي عليها وان يتقبل الباحث النفسي الحالة كما هي دون ابداء نقد او تعنيف او انفعال او استنكار بما يعبر عنه او يصدر منه على ان يقتصر تسجيل المعلومات عن الحالة على الهدف العلاجي في حدوده فقط ولا يتجاوز ذلك الى معلومات لا تفيد عملية العلاج وذلك للتقليل من انتهاك الخصوصية وان يبذل الباحث النفسي كل ما يستطيع الاعداد وتدريب الباحثين النفسيين الجدد مع اسداء النصح والتوجيه المخلص لهم وان يقيم الباحث النفسي علاقة موضوعية متوازنة مع الطالب اساسها الصدق متجنبا شبهة والاستغلال ويتحمل الباحث النفسي امانة ابلاغ الحالة عند طلبه نتائج ما طبق عليه من اختبارات لاي غرض من الاغراض وذلك في حدود عدم الاضرار بصحته النفسية او تقديره لذاته.
وتناولت الحداد التعريف بأقسام ادارتها بدءا بقسم علاج الحالات النفسية المتخصصة وهو احد اهم الاقسام بادارة الخدمات الاجتماعية والنفسية التابعة لوزارة التربية، حيث يهتم بالتعامل مع الحالات النفسية والعضوية والمشكلات السلوكية التي يظهرها عديد من الطلاب، ويتواجد بالقسم مجموعة من المعالجين النفسيين والاطباء والاستشاريين النفسين من مركز الكويت للصحة النفسية (الطب النفسي)، الذين يتعاملون مع الجوانب المختلفة لمشكلات الطالب ومحاولة علاجها وهذه الحالات تستقبل من التعليم العام.
وبينت الحالات التي يستقبلها القسم وهي الحالات النفسية سواء العصابية والذهانية والعضوية والسلوكية ومن اهم الاضطرابات الذهانية مثل (الفصام - اضطرابات ثنائي القطب - اضطراب الذهان)، والاضطرابات السلوكية مثل (العنف - اضطرابات الهوية الجنسية - فرط النشاط الحركي وتشتت الانتباه - العناد)، والاضطرابات العصابية مثل (القلق - الاكتئاب - الوساوس - الهستريا)، والاضطرابات العضوية مثل (الصرع - اضطرابات في خلايا المخ).
وتطرقت الى شروط التحويل بالقسم لجميع الحالات النفسية وهي فتح ملف للطلاب عن طريق الباحث النفسي بالمدرسة وموافقة التوجيه الفني في المنطقة التعليمية، وان يتضمن الملف تقريرا نفسيا مفصلا، وتطبيق اختبار وكسلر ما عدا حالات معينة يتم الاستفسار عنها من قبل الباحث المدرسي، واتصال الباحث النفسي في المدرسة بقسم العلاج النفسي بالقسم لتحديد موعد بعد موافقة ولي امر الطالب وذلك لاجراء الفحص المبدئي، حضور الباحث مع الطالب لاجل متابعة الطالب بالاضافة الى ولي الامر، والتزام الباحث بتنفيذ ما يطلب منه من قبل الاطباء والمعالجين النفسيين والاستشاريين في ما يتعلق بتطبيق البرنامج العلاج في المدرسة مع ارسال تقارير مفصلة عن الحالة كل شهر واخذ تعهد خطي من ولي الامر بالاستمرار بالتالية. والحرص على تسلم خطة علاجية، من الباحث النفسي المختص بعد اسبوع من المقابلة الاولى.
وركزت الحداد على موضوع التعثر الدراسي وهو بشكل عام حاله نقص او تأخر في التحصيل الدراسي لاسباب عقلية، صحية، اجتماعية او انفعالية حيث تنخفض نسبة التحصيل الدراسي الى دون المستوى يؤدي الى تكرار الرسوب وانخفاض في القدرة على التركيز والملاحظة والحفظ ومن اسبابه عوامل جسمية (جسدية) قبل ضعف البنية - الاصابة بأحد الامراض - ضعف السمع - ضعف البصر - تضخم اللوزتين - زوائد انفية - صعوبة بالنطق وعوامل البيئة الاجتماعية وهي انخفاض مستوى دخل الاسرة - عدم توفير الجو المناسب للمذاكرة - انشغال الطالب بالعمل - انخفاض المستوى الثقافي للاسرة - فقدان التشجيع - خلافات اسرية - الصحبة السيئة اضافة الى عوامل نفسية واهمها: اضطرابات الانفعالات - القلق - الخوف - الخجل - ضعف الثقة بالنفس - كراهية المادة - كراهية المعلم او المدرسة - الشعور باليأس - وساوس تخيلات وعوامل شخصية ومنها سوء استخدام الوقت وتنظيمه - انخفاض الدافعية للمتعلم - الجهل بطرق الاستذكار - عدم الاهتمام بالواجب الدراسي - تأجيل الدراسة والاستذكار لنهاية العام الدراسي.
واكدت الحداد وجود عوامل مدرسية ايضا هي اسلوب معاملة المعلمين - موقف ادارة المدرسة السلبي - عدم توفير الكتب - عدم كفاية المعلمين - عدم اهتمام المعلم بالمتعلمين - كثر الواجبات وصعوبتها - عدم اهتمام المعلم بالمادة المقررة على المتعلمين - طبيعة الاختبارات وتدرجها بالصعوبة او السهولة فيما ذكرت أنواع التأخر في التعثر الدراسي ومنها تأخر دراسي عام: يكون المتعلم ضعيفا دراسيا وغالبا راسبا في جميع المواد الدراسية وغالبا تتراوح نسبة ذكائهم بين (70 - 84) وتأخر دراسي خاص: يكون المتعلم ضعيفا بمادة علمية بعينها مثل الرياضيات، تأخر دراسي طائفي: يكون المتعلم ضعيفا في مجموعة مواد علمية ترتبط ببعضها مثل العلوم والرياضيات او اللغة العربية والاجتماعية، وتأخر دراسي خلقي: وهذا ما يسمى حقيقيا فهو يرتبط بانخفاض مستوى الذكاء والقدرات، تأخر دراسي وظيفي: يعتبر تأخرا دراسيا موقفيا فهو لا يرتبط باسباب عقلية وانما يقل تحصيل المتعلم بسبب خبرات سيئة مثل النقل من مدرسة لاخرى او وفاة احد افراد الاسرة او المرور بخبرات انفعالية حادة مبينة ان خطة العلاج تكمن في ان يتم التعاون بين الاسرة والمدرسة ويتمركز دور الباحث النفسي حول مساعدة المتعلم وقدراته واستعداداته والاستفادة من امكانيات المدرسة بما يحقق له التوافق النفسي والاسري والاجتماعي ومساعدة المتعلم على فهم ذاته ومشكلته وتبصيره بها وتعريفه بنواح ضعيفة والافكار الخاطئة وما يعانيه من اضطرابات انفعالية مع تنمية دفع التعلم وخلق الثقة بالنفس.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي