No Script

تجديد شباب العاصمة الكويت!

No Image
تصغير
تكبير

عاد الحديث أخيراً عن تطوير العاصمة الكويت، ولمسنا جميعا اطلالات إعلامية لعدد من المعنيين في هذا الأمر سواء في المجلس البلدي أو الجهاز التنفيذي للبلدية، وأدلى أعضاء شباب بدلوهم ونشروا آراءهم وبعض الأرقام التي برأيهم تحتاجها عملية تطوير العاصمة الكويت، وطالعنا أيضا آراء لأعضاء المجلس المخضرمين حول الأمر.
لا نختلف مع القائلين بأن العاصمة الكويت بحاجة الى تطوير وعملية تجديد لشبابها، وربما تخطيط جديد، وقد واكبنا الكثير من المقترحات والرؤى والأعمال التي هدفت الى تطوير العاصمة الكويت، وهو أمر ليس بجديد ففي العام 2003 عقدت جائزة الآغا خان المعمارية العالمية مؤتمرا خاصا حول تطوير العاصمة الكويت، ورأينا تطويرا طفيفا بعد هذا المؤتمر حيث أتاح اشراك المهندسين المخضرمين في ذلك الوقت بأعمال المجلس البلدي وصدور قرار رفع نسب البناء أو مايعرف بـ«بيع الهواء» وبدأنا نرى أبراجا وأعمال تخطيط محدودة في العاصمة، وهذا كله قام به القطاع الخاص سواء كان من خلال مشاريعه الخاصة أو من خلال المشاريع المشتركة وفق نظام البناء والتشغيل والاستثمار المعروف باسم الـBOT، إلا أن هذا القرار خلق مشاكل كثيرة فلم يقم المخططون بالاحتياط لها مثل قضايا الأمن والسلامة و مواقف السيارات، الشوارع الضيقة، التجمع للادارات الحكومية بمكان واحد ورفع نسب تدفق السير على العاصمة باختصار لم تكن بنية العاصمة جاهزة لتبعات مثل هذا القرار.
ومنذ ذلك الوقت اقتصرت جهود الجهاز التنفيذي على تطوير الأسواق التراثية والعمل على الحفاظ عليها وهذا أيضا تم بالتعاون مع القطاع الخاص. هذا يعني أن عملية تطوير العاصمة و«تجديد شبابها» التي طالعنا بعض أعضاء المجلس البلدي بحاجتها الى المليارات وإعادة تفعيل قرارات «بيع الهواء» غير واقعية، بل على العكس أرى أنها ستكون مصدرا مدرا للايرادات على البلدية وخزينة الدولة فالقطاع الخاص أثبت عندما اتيحيت له الفرصة على التطوير والارتقاء ببعض المناطق في العاصمة الكويت وخاصة في الجانب العقاري الذي أبدع فيه لأنه اسثماري حقيقي على أرض الواقع وفي مثلنا العامي «العقار يمرض ولا يموت».


كما أن العاصمة يجب أن تكون حيوية فهي بحاجة الى تنوع في الأنشطة من خلال مشاريع غير الأبراج المكتبية فلماذا على سبيل المثال لا يكون هناك مجمعات ترفيهية أو تسويقية، تراثية وغيرها وهي مشاريع ذات جدوى للمستثمر وللدولة على حد سواء ولهذا فيمكن أن تكون هذه المشاريع بمبادرات حكومية أو مشتركة بين القطاعين العام والخاص أو وفقا لنظام الـ BOT وحتى الـ PPP.
إن تجديد شباب العاصمة الكويت وحتى تكون عاصمة حيوية أمر يحتاج في المرتبة الأولى إلى رفع أداء وتطوير بنيتها التحتية أولا، وأرى أنه لابد من الاستفادة من التكنولوجيا وتسخيرها لحل كثير من المشاكل التي يمكن أن تواجه عملية التطوير هذه، فالمساحات محدودة والأراضي في العاصمة لا تقدر بثمن، ولهذا نحن نعتقد أن البنية التحتية يجب أن تكون «ذكية» من خلال التكنولوجيا والأساليب المعمارية المتطورة التي ستجعل المردودين الاقتصادي والبيئي جيدين.
أمر آخر يستحق التشجيع والدعم فقد لحظنا كما لحظ الكثيرون أخيراً «هجمة» لمشاريع كويتية - شبابية صغيرة مثل المقاهي والمطاعم والصالونات الثقافية وأسواق «الرصيف» في داخل العاصمة أعادت بعضا من الحيوية لها، ومن هنا لننطلق ونجدد شباب العاصمة بعيدا عن المليارات التي يطالب بها البعض لتطوير العاصمة الكويت، بل ستكون العاصمة الشابة والذكية مصدرا للدخل وحاضنة لمشاريع القطاع الخاص، وقطاعنا الخاص في الكويت مبادر ومبدع.

* مؤسسة ورئيسة «مهندسون بلا حدود – الكويت»

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي