No Script

خواطر صعلوك

«كيلو بامية»... نافذة تفسيرية!

تصغير
تكبير
تقول النظرية «إذا ضربت فراشة بجناحيها في الصين، فقد يتسبب ذلك في إعصار بالبرازيل عبر سلسلة من الخطوات غير المدروسة وغير المرصودة وغير المعبرة عن نفسها بشكل منطقي ظاهر للعيان». وبجانب هذه النظرية ظهرت نظرية الاحتمالات ونظرية الاستقراءات ونظرية الفوضى والشواش كنتيجة... ونظرية أخرى نسيت اسمها الآن.

ولكنني أعتقد أنها نظرية لا تتعدى كونها كلاماً يسير على رأسه بدلاً من قدميه... وسأقدم لكم اليوم نظرية أخرى بنفس المعايير والمنطلقات وقابلة للرصد والملاحظة والنتيجة.


إنها نظرية «كيلو بامية»! تلك القاعدة التي كانت تسبق عملية اختياراتنا في اللعب كأطفال... لنكتشف من خلالها نظريات العلم الحديث وكيفية إدارة حياتنا في المستقبل، وكيف وصلنا إلى نتائج بعينها، من دون الوصول إلى نتائج أخرى.

واسمح لي أن أعرضها بطريقة تليق بنظرية يقدمها كاتب منذ صغره وهو يخسر في اللعبة.

المنطلقات والمفاهيم:

إذا حرك طفل صغير يده في الهواء وهو يلعب «كيلو بامية» لتحديد اختيار ما، فهو أثناء الاختيار بين باطن كفه وظاهره يقوم بعملية استقراء سريعة غير متزنة واحتمالات محددة غير منضبطة، وعند رصد النتيجة العشوائية التي ستظهر سيخرج لنا نموذج قد يؤدي إلى الفوضى بسبب التراكمات في عملية الاختيار.

الرصد المختبري:

إنها نظرية تفسر غالبية الأشياء، بقدرة تفسيرية أعلى من نظرية أثر الفراشة، وبعد إذن الفيزيائي ستيفن هوكينك، فإنه يمكننا أن نسميها نظرية (كل شيء) على اعتبار أن العالم لا يتكون من ذرات فقط، ولكنه أيضاً يتكون من حكايات، فحركة الكف بين باطنه وظاهره تسبب سلسلة من الحكايات والإجراءات الملاحظة والمرصودة والتي تؤدي إلى انهيار واضح للعيان.

إن قدرة «كيلو بامية» على تفسير سبب بقائنا في المطار بينما كل الدول من حولنا أقلعت وأصبحت في منتصف الرحلة، قدرة عالية حيث إنها توضح لك مثلاً أن اختيار وزراء، واختيار وزراء لخططهم، وتنفيذ وكلاء لما هو مخطط، والمراقبة الذاتية على تنفيذ ما هو مخطط، والمتابعة الدورية على نتائج المراقبة الذاتية على ما هو مخطط، توضح لنا أن كل ذلك يتم وفق (كيلو بامية... القطة العمياء...)، ما أدى إلى نتيجة كلنا يعيشها بشكل أو بآخر.

وأقسم بالله أنني أحب الحكومة، ولكن بصراحة الإنسان العربي عدو ما يجهل، ولذلك فهو دائماً ناصب العداء لأي حكومة تحكمه... لأنه يجهل عنها كل شيء تقريباً... فهو يرى شفافية الملابس في الشارع ولا يرى شفافية المعايير في الحكومة، يسمع دائماً أن الحكومة تسهر على راحته، ليكتشف أنه المستيقظ الوحيد في هذا الوطن.

إذا كانت النظرية التقليدية تقنعنا بأن أعاصير البرازيل سببها ضربة أجنحة فراشة في الصين، فلا شك أن تحليق كفوف اليد في الهواء لإجراء عملية اختيار تليق بلعبة أطفال، قد سبب سلسلة من الإجراءات تمثلت في التدني الملحوظ في الأداء، والتغير المستمر في الرؤى والأهداف، وعدم البناء على ما هو موجود والبحث عن أفكار وليس استراتيجيات... وزحمة وتعطيل وثقل إداري وضعف رقابي... وهلم جرا. كل ذلك سبب طوفاناً من الهدر وأعاصير من الخمول وقتلاً لأحلام كثير من الفراشات والنحل.

إنها نظرية تقدم نموذجاً تفسيرياً قادراً على إيجاد إجابة شافية لظاهرة الإخفاق العامة التي نعيش فيها.

كاتب كويتي

moh1alatwan@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي