No Script

معرضه أقيم في قاعة «الفنون»

التشكيلي المغربي جاريد... يعالج الإقصاء والفقر تشكيلياً

u0623u062du0645u062f u062cu0627u0631u064au062f u0641u064a u0645u0639u0631u0636u0647
أحمد جاريد في معرضه
تصغير
تكبير

تبدو الرؤية في الأعمال الفنية للتشكيلي المغربي أحمد جاريد، وكأنها النور الذي يريد أن يكشف ما وراء الظلام من أسرار وحقائق، لا تشاهدها العين المجردة، وذلك وفق مدلولات تجريدية، تأخذ من التصوف والروحانيات مسلكاً متفرداً لها.
هكذا جاء معرض الجريد الذي افتتحه المجلس الوطني للثقافة والفنون الآداب، في قاعة أحمد العدواني في ضاحية عبد الله السالم، وتضمن في فكرة المحاولة الجادة لمعالجة بعض القضايا المتعلقة بالإقصاء والهجرة والفقر وغيرها من المواضيع التي تؤثر على ترابط المجتمع وقدرته على التصدي لمشكلاته، كما استخدم في سبيل ذلك «تكنيك» الفحم الذي لا يحتوي على بهرجة أو تزويق، رغبة منه في إظهار الرؤية كما هي وفي وضعها الحقيقي.
كما تضمن المعرض بورتريهات لشخصيات عربية محبوبة ومؤثرة في الشأن السياسي والاجتماعي... منها بورتريه لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وبورتريه لولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد.
والمعرض في صورته العامة احتوى على أعمال تشكيلية، تحكي أكثر مما ترسم، وتخوض مغامرات بصرية متعددة الاتجاهات، يرى فيها الفنان أفكاره وهي تحلق في فضاءات بعيدة، من أجل اقتناص اللحظة الصوفية التي يمكن على إثرها نستطيع تفسير الواقع، وفك طلاسم الأسرار، والخوض في غمار تجارب إنسانية مفعمة بالجمال والتألق.
ويترصد جاريد في لوحاته التشكيلية مواضيع رمزية، تتداخل في ما بينها وذلك وفق تصورات تحفز الذهن على التفكير، وتدفع المشاعر كي تتحرك في مسارات إنسانية متعدة الجوانب والاتجاهات.
والألوان عند الفنان لا تتوقف عند حد التدرج والبروز بقدر ما هي ألوان تحاكي الضمير الإنساني في صياغتها وتوهجها على أسطح اللوحات، وتماهي مضامينها، واستمرارها المتقن في الرصد، الذي دائماً ما يأتي معبراً عن حزمة من التأويلات، تلك التي تتنافس في ما بينها من أجل الحصول على أفكار خيالية يدخل في مدلولاتها الرمز بقدر كبير من التكثيف.
لقد استطاع جاريد في معرضه أن يكون فيلسوفاً متصوفاً يطوف برؤاه في خيالات كثيرة ومتشعبة، وأن يمنع الحياة لحظات مختلفة لكي تتواصل فيها الشفافية، من خلال عذوبة الألوان وتدفقها، والتنقلات المدروسة من فكرة إلى أخرى، في أنساق تشكيلية شيقة.
ومن ثم، فإن المعرض فرصة كي نتعرف عن كثب بهذا الفنان الذي يرسم من أجل الحياة، ومن أجل تزيين وتجميل الواقع، بقدر من الخيال، الذي يبدو في مجمله صوفياً، متفاعلاً من الموجودات من بشر وحجر وشجر وغيرها، هذا التفاعل أسس للفنان خصوصيته التي تميز بها في منتجه الفني الغزير، وفي أسلوبه الذي المتجدد، والذي اتخذ عناصره من الرمز والتجريد، والبحث الدؤوب عن الفكرة المغايرة، التي لا تشبهها أي فكرة أخرى.
وأوضح جاريد أن «المعرض يدور حول تيمة الإقصاء والتهميش، والقيم الإنسانية، وأن تقنية الفحم تماشت مع هذا الموضوع، لأنها تتجنب فكرة الألوان والبهرجة اللونية». وقال:«إن المعرض يعد فرصة له لقاء الجمهور الكويتي وزملائه الفنانين الكويتيين»، وأشاد جاريد بالأنشطة الثقافية والفنية التي تقام على أرض الكويت باستمرار، والتي تساهم في انفتاحها على تجارب أخرى.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي