No Script

أسباب سوء الظن

تصغير
تكبير

نهانا الله تعالى عن كثير من الظن، وهو الظن الذي ليس فيه قرينة محققة. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) سورة الحجرات، آية 12. فقال: (إن بعض الظن إثم) ولم يقل «كل الظن».
فالمرء عندما يسيء الظن من دون قرينة، يصدّق ما ظنه وهو مبني على أوهام، وكما يقولون «يكذب الكذبة ويصدقها»! ثم بعد ذلك يبني مواقفه على أوهام ومن خلاله يتخذ قراراته. قال السعدي في تفسيره، ص801: (فإن بقاء ظن السوء بالقلب، لا يقتصر صاحبه على مجرد ذلك، بل لا يزال به، حتى يقول ما لا ينبغي، ويفعل ما لا ينبغي).
فقد وجدت كثيرا ممن يسيء الظن بالآخرين ينطبق عليه -في الغالب- واحد من هذه الأمور:
1 - ظنه السيئ يعود إلى سوء أفعاله. قالوا: «كل يرى الناس بعين طبعه». وقال الشاعر: إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه..
2 - التجارب السيئة جعلته يخاف فينتبه وربما بالغ حتى ساء الظن، وإنما الواجب الحيطة والحذر، ورغم ذلك لا يغني حذر من قدر. قالوا: «اللي يتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادي». وفي الحديث: «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين». وقالوا في الأمثال الشامية: «كنت أظن كل الناس خير وبركة، بس طلعت أنا ياللي على البركة».
3 - الذي يشك في نفسه لعلمه أنه واقع في غلط، فيشعر أن الناس قد كشفوه، وربما لم يقصدوه بكلامهم على الإطلاق. قالوا: «اللي على راسه بطحه يحسس عليها».
الخلاصة: أحسن الظن وخذ حذرك واحتياطاتك. فحسن الظن مع عدم الحذر سفه في العقل، وإساءة الظن تجلب الحقد والضغينة حتى يصير القلب أسود من آثارهما.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي