No Script

نسمات

تحدث في أكبر البلدان!

تصغير
تكبير

وصلني فيديو لمتحدث مجهول - يبدو من لجهته أنه كويتي - يحذّر العالم من أن العصر الجليدي سيبدأ في نهاية العام المقبل، وسيترتب عليه تغيرات مثيرة في العالم كله، ثم دعا الكويت إلى اتخاذ تدابيرها للتعامل مع الكوارث التي ستحدث بسبب العصر الجليدي!
ويفرض صحة ما ذهب إليه صاحبنا فإن مواجهة تلك الكارثة الكبيرة تتطلب تضافر جميع دول العالم، لا أن نناشد الكويت بالتصدي للعصر الجليدي!
نشاهد اليوم تغيرات تكاد تعصف بالعالم، لا سيما في الدول التي من المفترض أن تكون دولاً مستقرة لا تعاني من المشاكل، فهذه فرنسا تشهد ثورتها السادسة بسبب من أسموهم بـ«أصحاب السترات الصفر» الذين ثاروا على زيادة الحكومة الفرنسية للضرائب على الوقود ونزلوا الى الشوارع، ليخربوا المحلات التجارية والمؤسسات العامة، وليحرقوا ويخربوا ويشلّوا الحياة في جميع أنحاء فرنسا، ما اضطر رئيسهم - الذي كان يسمى بالرئيس المحبوب - إلى التنازل عن فرض تلك الضرائب، ولكي يعتذر إلى الشعب الفرنسي، الذي أطلق عليه لقب رئيس الأغنياء وطالب باستقالته!


أما بريطانيا - تلك الدولة التي كانت لا تغيب عنها الشمس - فإن رئيسة وزرائها تيريزا ماي، قد دخلت في نفق مُظلم، وهي تقود البلاد إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي، بعدما صوّت الشعب لصالح الانفصال منه، لكن كما قيل: فإن الشيطان يكمن في التفاصيل، وبعدما وافقت الدول الأوروبية على إجراءات الخروج، إذا بالبرلمان البريطاني يرفض خطتها ويهددها بسحب الثقة منها، ما اضطرها إلى السفر إلى دول أوروبا تستجديها تقديم المزيد من التنازلات لإرضاء شعبها، ولكن من دون فائدة!
دول أوروبية عدة بدأت تشحذ ألسنتها وأيديها للمطالبة بالحذو مثل بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي الذي كانوا يتصورونه ملاذهم الآمن من التقلبات الاقتصادية والسياسية إلى أن اكتشفوا أنه يشكل عليهم عبئاً كبيراً.
أما الأخ الكبير ترامب فإن مشاكل بلده قد تم اختصارها في شخصيته المتقلبة المضطربة، وهنالك جهات كثيرة تسعى لإسقاطه، وتخليص الناس منه، ولكنه يقف صامداً متحدياً الجميع وشعاره هو «أميركا أولاً».
إذاً... فإن التحديات التي تواجهها الدول الكبرى اليوم، لا تقل عن المشاكل التي نعاني منها في بلداننا، وأسطورة الغرب المتحضر قد اهتزت أمام العالم!
لا نقول ذلك الكلام للشماتة، ولكن لتنبيه شعوبنا بأن طريق العزة والكرامة طويل، ويتطلب منا التضحية الكبيرة والتماسك، وعدم الانسياق وراء الشعارات البراقة التي دمرت بلداننا وجرتنا إلى ما نحن فيه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي