No Script

المعرض افتتحه اليوحة في متحف الفن الحديث

الفن التشكيلي الصيني... رؤية في البيئة والتراث

تصغير
تكبير
يتمتع الفن التشكيلي الصيني بالكثير من المواصفات التي تميزه، وتجعل له خصوصية لافتة وذات عمق إنساني كبير، كما أن من الملاحظ على هذا الفن أنه شديد الارتباط ببيئته وتراثه وحضارته، مهما كانت درجات حداثته.

وفي سياق فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ 23 افتتح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة في حضور الأمين العام المساعد لقطاع الفنون الدكتور بدر الدويش في متحف الفن الحديث معرض الفن التشكيلي الصيني، بمشاركة فنانين تشكيليين صينيين، حرصوا على إبراز الكثير من الجوانب الجمالية في أعمالهم، ما يعطي للمتلقي في الكويت فكرة عن المستوى الذي وصل إليه الفن التشكيلي في الصين.

وقدم الفنان وانج هيهي رؤيته التشكيلية، تلك التي اتسمت بالقرب من التراث الصيني في سياق رمزي متفاعل مع الخيال، ومن ثم فقد تضمنت رؤاه عناصر مأخوذة من الحروف الصينية والبيئة المحلية بحكاياتها وأشكالها، ورموزها الإنسانية، ففي استلهام حسي شديد الخصوصية جاءت لوحة «شعراء في نادي الشعر»، والتي يتماهى فيها الفنان مع مدلولات تشكيلية متنوعة.واتسمت لوحة «التمتع بجمال البدر في زورق صغير» بالكثير من المفردات التشكيلية التي تتفاعل بصورة صريحة مع التراث الصيني القديم وذلك من خلال عناصر العمل المختلفة، والفنان وانج هيهي دكتور علم الفنون الجميلة في معهد الفنون الجميلة المركزي ومساعد البروفيسور لكلية الرسم الصيني في معهد بحوث الفن الصيني، وتتمحور أعماله حول البساطة والإنسانية، من خلال عناصر عديدة مثل المياه، الرياح وأفكار الأدباء الصينيين... الذين يجلسون بين الجبال والمياه وهم ينشدون الشعر، كما تتميز أفكاره بالكلاسيكية والدقة ورصد متقن للمشاعر الإنسانية.

وتبدو المضامين مفعمة بالحيوية والحركة في أعمال الفنان زهيا جيانجون، بفضل ما قدمه من لوحات احتفى فيها بالطبيعة في أشكالها، ليقدم لوحة «العودة إلى البيت عند غروب الشمس» وهي الجزء الأول من سلسلة لوحات عنوانها «تربة اللوتس»، وبالتالي جاءت الرؤية ملهمة وذات أبعاد فلسفية خاصة، بينما عبر الجزء الثاني عن مفردات تشكيلية اشتملت على عناصر ملهمة مأخوذة من البيئة الصينية المحلية، كما أن لوحة «منزل في الجبل» والمأخوذة من السلسلة نفسها تعبر عن مضامين تتحرك في أكثر من اتجاه، وبتنوع فني جذاب، وولد الفنان زهيا جيانجون في مدينة شيان وهو عضو جمعية الفنانين الصينيين ورسام مستقدم خاص لمعهد الرسم الصيني التقليدي في مقاطعة شانشى، ورسام في مركز الإبداع والبحوث للرسم الصخري في دونهوانغ وترتكز أعماله على مواضيع متعلقة بالديار.

وحرص الفنان والخطاط الصيني المسلم محمد يوسف شنكون على الاحتفال بالحروف العربية في وجود الحروف الصينية، ومحاولة وضع آليات مقاربة معها، ومن ثم رسم بخط عربي جميل جملة «خالف نفسك تسترح»، ورسم جملة «عظيم الضرر البحث في البدع»، فيما جاءت لوحة «سلاما قولا من رب رحيم»، بأبعاد جمالية جذابة.

والفنان محمد يوسف شنكون ولد في مقاطعة قانسو وهو خطاط خاص لمجلة «المسلم الصيني»، ويتولى منصب رئيس جمعية الخطاطين للخط العربي، ويمتزج خطه العربي بأسلوب الخط الصيني ما شكل خصائص أدبية من أجل المساهمة في التبادل الثقافي بين الصين والدول العربية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي