طريق الحرير، طريق تجارة صيني قديم يعود تاريخه إلى 3000 سنة قبل الميلاد. كان يربط الصين مع الشرق والغرب وسمي بطريق الحرير بسبب اكتشاف صناعة الحرير في الصين، حيث كانت سفن الصينيين تجوب مياه المحيط الهندي وتقوم برحلات الى موانئ الهند الغربية. وفي نفس هذا الوقت، كانت السفن العربية تبحر من موانئ الخليج العربي وساحل اليمن إلى موانئ الهند الغربية حيث يلتقون هناك بالتجار الصينيين ويحصلون منهم على بضائع الصين ويبيعونهم بضائع الجزيرة العربية... التاريخ يثبت ان العلاقة بين العرب والصين ترجع جذورها إلى قديم الزمان... قبل أكثر من 2000 عام عندما ربط «طريق الحرير» القديم، الصين بالدول العربية برابط وثيق.
أما طريق حرير القرن 21، فهي مبادرة إحياء «طريق الحرير القديم التاريخي» والتي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013. تُعرف أيضاً باِسم «الحِزام والطرِيق» وهي مبادرة صينية تربط اقتصادات ثلاث قارات وتضخ استثمارات دولية ضخمة، ويطمح المشروع إلى بناء شبكة من التجارة والبنية التحتية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا، وتمكّن الصين من رفع حجم التجارة بينها وبين دول الحزام إلى 10 تريليونات دولار خلال أول خمس سنوات، وفق ما صرح الرئيس الصيني. وستستثمر بكين في هذه الدول، بمشاريع تصل قيمتها إلى 500 مليار دولار خلال هذه الفترة، وجزء من طريق الحرير الجديد يمتد من الصين إلى منطقة الخليج مروراً بجنوب شرقي آسيا والمحيط الهندي وبحر العرب.
وبدأ مشروع طريق الحرير الصيني الجديد يرى النور بعد اربع سنوات من إعلان المبادرة الصينية، ففي عام 2017 اقيم في الصين مؤتمر «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير البري والبحري للقرن الـ21»، وذلك لتعزيز ولحشد التأييد العالمي لتطبيق مبادرة «الحزام والطريق»، بحيث يتم تبادل المشاريع والصفقات والأدوات التجارية والمالية مع العديد من الدول، ومن ضمنها دول الخليج وصولاً إلى عولمة جديدة، تعتبر بكين أنها ستكون لمصلحة الشعوب.