No Script

كلمات من القلب

عندما يتلاقى طريق الحرير مع رؤية الكويت 2035

تصغير
تكبير

طريق الحرير، طريق تجارة صيني قديم يعود تاريخه إلى 3000 سنة قبل الميلاد. كان يربط الصين مع الشرق والغرب وسمي بطريق الحرير بسبب اكتشاف صناعة الحرير في الصين، حيث كانت سفن الصينيين تجوب مياه المحيط الهندي وتقوم برحلات الى موانئ الهند الغربية. وفي نفس هذا الوقت، كانت السفن العربية تبحر من موانئ الخليج العربي وساحل اليمن إلى موانئ الهند الغربية حيث يلتقون هناك بالتجار الصينيين ويحصلون منهم على بضائع الصين ويبيعونهم بضائع الجزيرة العربية... التاريخ يثبت ان العلاقة بين العرب والصين ترجع جذورها إلى قديم الزمان... قبل أكثر من 2000 عام عندما ربط «طريق الحرير» القديم، الصين بالدول العربية برابط وثيق.
أما طريق حرير القرن 21، فهي مبادرة إحياء «طريق الحرير القديم التاريخي» والتي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013. تُعرف أيضاً باِسم «الحِزام والطرِيق» وهي مبادرة صينية تربط اقتصادات ثلاث قارات وتضخ استثمارات دولية ضخمة، ويطمح المشروع إلى بناء شبكة من التجارة والبنية التحتية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا، وتمكّن الصين من رفع حجم التجارة بينها وبين دول الحزام إلى 10 تريليونات دولار خلال أول خمس سنوات، وفق ما صرح الرئيس الصيني. وستستثمر بكين في هذه الدول، بمشاريع تصل قيمتها إلى 500 مليار دولار خلال هذه الفترة، وجزء من طريق الحرير الجديد يمتد من الصين إلى منطقة الخليج مروراً بجنوب شرقي آسيا والمحيط الهندي وبحر العرب.
وبدأ مشروع طريق الحرير الصيني الجديد يرى النور بعد اربع سنوات من إعلان المبادرة الصينية، ففي عام 2017 اقيم في الصين مؤتمر «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير البري والبحري للقرن الـ21»، وذلك لتعزيز ولحشد التأييد العالمي لتطبيق مبادرة «الحزام والطريق»، بحيث يتم تبادل المشاريع والصفقات والأدوات التجارية والمالية مع العديد من الدول، ومن ضمنها دول الخليج وصولاً إلى عولمة جديدة، تعتبر بكين أنها ستكون لمصلحة الشعوب.


ومن جانب آخر، نجد أن دولة الكويت كان لديها في عام 2008 حلم يسمى مدينة الحرير، وكان من المتوقع البداية في اول مرحلة عام 2009 ويفترض ان تنتهي اخر مرحلة من المشروع عام 2036 كما جاء في مؤتمر «الكويت 2008» الذي اقامته مؤسسة الشرق الأوسط للأعمال (ميد)، ولكن هذا الحلم لم ير النور.
 ومع الرؤية السامية لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله ورعاه - بأن تتحول الكويت إلى مركز مالي وتجاري في العام 2035 أعادت هذه الرؤية السامية خريطة إنشاء مدينة الحرير الى طاولة العمل من جديد وأولى لبِناتها إنشاء جسر الشيخ جابر الأحمد الذي سيوفر رابطاً استراتيجياً بين العاصمة ومدينة الحرير وإنشاء مشروع ميناء مبارك الكبير الذي يعتبر أكبر ميناء في الشرق الأوسط. ومشروع الجزر الخمسة وتحويلها إلى منطقة اقتصادية كبيرة. وإنشاء أكبر برج تجاري في العالم بمدينة الحرير... كل هذا في مشروع مدينة الحرير والتي تعتبر جزءاً من رؤية الكويت 2035.
ومن هنا تلاقت الرؤية الاستراتيجية السامية لسمو الأمير - حفظه الله ورعاه - مع مبادرة «الحزام والطريق». فكانت الزيارة التي قام بها حضرة صاحب السمو إلى الصين، والتي أسفرت عن توقيع 7 اتفاقيات ومذكرات تفاهم قد وضعت قواعد التعاون المستقبلي بين البلدين والذي تطمح فيه الكويت إلى جانب تحقيق رؤيتها المستقبلية، جذب الشركات الأجنبية الكبرى وفي مقدمها الصينية لإنشائها.
الكويت ليس الدولة الخليجية الوحيدة التي وقعت اتفاقيات تجارية مع جمهورية الصين الشعبية، ففي 2016 عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في الرياض جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس الصيني وتم التوقيع على 14 اتفاقية.
فكما يقال «التاريخ يصمت للحظة ولكن لا يختفي»... فها هي العلاقات التجارية الصينية - الخليجية القديمة تعود مرة أخرى برؤية تكنولوجية وتقنية علمية جديدة تواكب العصر الحديث.

Najat-164@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي