سلسلة مقالات جاوزت العشرة للأديب الشاعر السعودي الدكتور عبدالله بن أحمد الفيفي سطرها مقالاً كل أسبوع في الصفحة الثقافية بجريدة «الراي» تحت عنوان «رؤية ثقافية»... عنوانها الثابت «في مجلس ابن جني»، ولكل مقال عنوان فرعي يتناسب مع المحتوى الذي تداوله.
الملاحظ أن الدكتور الفيفي استخدم أسلوباً نقدياً أدبياً أشبه بالمعارك الأدبية التي لا تخلو من سخرية ظريفة في محلها، ذكرتني بسلسلة مقالات أديب العربية مصطفى صادق الرافعي في «وحي القلم» بعنوان «صعاليك الصحافة» سرد نقده من خلال حواره مع أبو عثمان الجاحظ المتوفى 255 هـ، أعلم الناس بلغة العرب في زمانه حسب تقرير عالم البلاغة المعاصر محمد محمد أبوموسى.
الذي جعلني أذكر القراء الأفاضل وأحضهم على متابعة سلسلة الدكتور الفيفي، أولاً أنه متخصص في اللغة وثانية مكانته العلمية. ولما كان محمد شحرور ينطلق من تأصيلات لغوية لنظريته التفسيرية لآيات القرآن ومقاصده، كان مناقشته في الأصل هو الأساس، وقد أبان الدكتور مدى ما يمارسه شحرور من عبث بالعلم والتخصص واللغة وعقول القراء، بما يذكرنا باللغوي يوسف الصيداوي الذي هتك جهالات شحرور في كتابه «بيضة الديك» الذي لا يعرفه الكثير ممن انطلى عليهم التلاعب الشحروري.