No Script

موسكو تفرض على تل أبيب التنسيق لمنْع وقوع حوادث مميتة وتبدأ قريباً مناورات شرق المتوسط

ضباط روس بحماية «حزب الله» على جبهة الجولان

تصغير
تكبير
تعليقاً على ما أعلنه الكرملين أخيراً، حول التوصل «لاتفاقات معينة» بين روسيا وإسرائيل في شأن تنسيق الأعمال العسكرية فوق سورية، كشفت مصادر قيادية رفيعة في دمشق لـ «الراي»، أن «موسكو فرضتْ على تل أبيب التنسيق العسكري والإبلاغ مسبقاً عن أيّ عملية عسكرية تنوي طائراتها القيام بها ضدّ أهداف عسكريّة سوريّة أو ضدّ (حزب الله) في سورية، وذلك لمنْع وقوع أي حادث مميت، من الممكن ان يصيب قادة روس قد يكونون داخل نطاق الهدف او الموكب الأمني المنوي اصطياده، لأنه من شأن ذلك ان يستوجب الرد الفوري واعتبار الطائرة معادية ويجب إسقاطها فوراً ما دام التنسيق لم يحصل مسبقاً».

وبحسب هذه المصادر فإن «(عهد النزهة الإسرائيلية في سماء سورية) انتهى، وكذلك ستتوقف أعذار إسرائيل باستهداف مراكز التجميع العسكري او القوافل العسكرية»، مضيفة أن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصدّى للرئيس الاميركي باراك أوباما عندما قرر الأخير ضرب الرئيس الأسد، وبالتالي فإن قيصر الكرملين لن يأخذ أي اعتبار لما تراه إسرائيل أمنها القومي، إلا أن روسيا تضمن انها لن تحمي أي مجموعة تقترب من الحدود السورية - الإسرائيلية، وبالتالي فإن مشروعية ردة الفعل تكون قائمة وتستوجب الردّ الاسرائيلي المنسَّق».

وتكشف المصادر أن «روسيا أبلغت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه مع بوتين، انها دولة غير معادية لإسرائيل، التي من حقّها ضرب اي قافلة داخل الأراضي اللبنانية وليس السورية، ما أراح نتنياهو خلال لقائه الرئيس الروسي».

وتؤكد المصادر القيادية لـ «الراي» أن «(حزب الله) قبِل بالمعادلة الروسية في سورية، لأن سلّم الأولويات يقضي بالتركيزعلى الداخل السوري من دون التحرش بإسرائيل، مع إبقاء حق الردّ الفوري في حال اعتبرت تل أبيب ان افضل وسائل الدفاع هي الهجوم، وبالتالي فإن روسيا تتفهّم ان لـ (حزب الله) الحق بالردّ».

وهكذا أًصبح دور الدب الروسي، حسب تلك المصادر، «ضابط ايقاع بين أطراف متناحرة وضامناً ومنسّقاً وكذلك اليد الضاربة ضد التكفيريين على أرض الشام».

وتشرح المصادر نفسها ان «التدخّل الروسي ـ الذي كانت انفردت (الراي) بالحديث عنه وتفاصيل وجوده في سورية ـ ليس بجديد، إذ ان خبراء روس يزورون نقاط المواجَهة مع (جبهة النصرة) وتنظيم (الدولة الإسلامية - داعش) وكذلك خطوط التماس الإسرائيلية - السورية على جبهة الجولان والإسرائيلية - اللبنانية، بمواكبة وحماية الوحدات الخاصة التابعة لـ (حزب الله) بعد أخْذ الصور الجوية من الطائرات من دون طيار الروسية التي تحلّق منذ أسابيع فوق الأماكن المعادية في الأجواء السورية، وذلك لجمْع المعلومات ودعم قوات النظام و(حزب الله) في المعركة ضد الإرهاب»، موضحة ان «الاستهداف لن يطول (داعش) فقط، ولكن ايضاً قوات (النصرة) المنتشرة شمالاً في إدلب وحلب وجنوباً في درعا وعلى جميع الأراضي السورية، وروسيا معنيّة بإقامة حزام أمني حول قواعدها في الشمال الغربي السوري يمنع اي قوة معارِضة من تحقيق اي اصابة صاروخية ضد مراكز تجمعات القوى الروسية في حميميم واللاذقية وفي مناطق أخرى، ما سيستوجب توسيع رقعة السيطرة الروسية في الشمال، وهذا سيؤدي حتماً الى إعادة أراضي سورية الواقعة تحت سيطرة (النصرة)».

وتؤكد المصادر ان «التدخّل الروسي في سورية لن يعطي الغلبة الفورية للنظام إذ هناك أكثر من 100 ألف الى 150 ألف عنصر من قواتٍ تكفيرية ومعارِضة للنظام وهي لن تختفي بين يوم وآخر، إلا ان التدخّل الروسي فرض على اميركا واوروبا تغيير قواعد اللعبة والتركيز على مكافحة الإرهاب وليس على تغيير الأسد لأن بقاءه او عدمه لن يوقف تَمدُّد (داعش) ولا الأهداف الإيديولوجية لـ (النصرة) في سورية، ولهذا فإن وقت العبث قد ولّى، وأتى وقت العمل على إنهاء (داعش) و(النصرة) لا احتواؤهما او استخدام طريقة القصف السلس المتبّع حالياً من التحالف الاميركي، بل ان الضرب الخشن هو المطلوب، وروسيا تعتزم القيام بطلعات شهرية توازي الطلعات السنوية لأكثر من 62 دولة فوق سورية».

وتلفت المصادر الى ان «روسيا ارسلت قادتها العسكريين المحنّكين للاقتصاص ممن ألحقوا بها الهزيمة في أفغانستان وردّ اعتبارها، لأن غالبية المجاهدين القدامى موجودون على أرض الشام، ولهذا فإن اول خطوة روسية ستكون تقديم الدعم الجوي بعد تدريب القوات الأرضية السورية وترميمها بعدما تضررت في الحرب، وذلك لإعادة هيكلتها ودمج وحدات من (الدفاع الوطني) داخل إطار الجيش النظامي لسدّ الثغرات، مع حوافز متعددة، لتقوم هذه القوات باستثمار الدعم الروسي المباشر على أرض المعركة»، مشيرة الى ان «روسيا امام امتحان القدرة على ان تقدّم نموذجاً للجميع، بأن تَدخُّلها هو الأنجح لمكافحة الإرهاب وليس طريقة (العم سام) الأميركية».

في غضون ذلك، أكد ضابط في الجيش الإسرائيلي أمس، على التنسيق بين موسكو وتل أبيب، موضحاً ان فريقاً إسرائيلياً - روسياً للتنسيق بهدف منع تبادل إطلاق النار عن طريق الخطأ بين البلدين في سوريا، سيكون

برئاسة نائبيْ قائديْ الجيشيْن الإسرائيلي والروسي، وسيعقد أولى اجتماعاته بحلول الخامس من أكتوبر المقبل.

وتابع الضابط الذي طلب عدم كشف اسمه، أن المحادثات مع موسكو ستركّز على العمليات الجوية في سورية و»لتنسيق المغناطيسي الكهربائي». أي موافقة كل طرف على عدم اعتراض الاتصالات اللاسلكية أو أنظمة التتبع بالرادار الخاصة بالطرف الآخر وابتكار سبل تعرِّف كل منهما على قوات الآخر قبل أي مواجهة غير مقصودة في أتون الصراع.

وأضاف الضابط أن إسرائيل وروسيا ستنسّقان أيضاً العمليات البحرية قبالة ساحل سوريا المطل على البحر المتوسط حيث توجد قاعدة بحرية روسية كبيرة.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، في بيان: «في سبتمبر (الجاري) وأكتوبر (المقبل) تجري القوات البحرية الروسية تدريبات في القسم الشرقي من المتوسط».

وتابعت ان المناورات ستشمل ثلاث سفن من اسطول البحر الاسود، بينها سفينة الإنزال «ساراتوف» والطرادة قاذفة الصواريخ الموجهة «موسكفا» ومدمرة «سميتليفي».

واوضح بيان الوزارة انه سيتم «اجراء اكثر من 40 تدريباً على الاقل» مشيرا الى مناورات تشمل المدفعية والمضادات الجوية. ولفت الى ان «هذه التدريبات تتوافق مع خطة تدريب الجيش السوري التي تمت الموافقة عليها في 2014».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي